السودان.. المجاعة تضرب معسكر زمزم في دارفور

نازحون فرّوا من بلدتهم جراء القتال إلى معسكر زمزم بشمال دارفور (الفرنسية)

قالت لجنة من خبراء الأمن الغذائي، إن الحرب في السودان والقيود المفروضة على توصيل المساعدات تسببت في مجاعة في موقع واحد على الأقل في شمال دارفور، ويرجح أنها أدت إلى تفشي ظروف المجاعة في أجزاء أخرى من منطقة الصراع.

ودفعت الحرب المستمرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع بمخيم (زمزم) للنازحين قرب مدينة الفاشر المحاصرة في دارفور إلى المجاعة، وفق ما أفاد تقرير مدعوم من الأمم المتحدة.

وخلصت مراجعة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التي تستخدمها وكالات الأمم المتحدة، إلى أن “المجاعة لا تزال مستمرة في يوليو/تموز العام الجاري، 2024 في مخيم زمزم”.

وأشارت المراجعة إلى أن “العوامل الرئيسية للمجاعة في مخيم زمزم هي النزاع وعدم القدرة على إيصال المساعدات الإنسانية”.

أكبر موجة نزوح في العالم

وتسببت الحرب المستمرة منذ أكثر من 15 شهرا بين الجيش وقوات الدعم السريع في أكبر أزمة نزوح في العالم، وتركت 25 مليون شخص، أي نحو نصف السكان، في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية.

ويقول خبراء ومسؤولون في الأمم المتحدة إن تصنيف المجاعة قد يؤدي إلى صدور قرار من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يمكن الوكالات من توصيل الإغاثة عبر الحدود إلى المحتاجين.

المجاعة في معسكر زمزم

ووجدت لجنة مراجعة المجاعة في تقريرها أمس الخميس، أن المجاعة، التي تتأكد عند استيفاء معايير تتعلق بسوء التغذية الحاد والوفيات، تتفشى في مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور، وستستمر على الأرجح هناك حتى أكتوبر/تشرين الأول على الأقل.

ويبلغ عدد سكان مخيم زمزم 500 ألف نسمة، ويقع قرب مدينة الفاشر التي يقطنها 1.8 مليون نسمة، وهي آخر منطقة مهمة لم تخضع لقوات الدعم السريع في دارفور، ويحاصرها الدعم السريع ولم تصل أي مساعدات إلى المخيم منذ أشهر.

وقالت اللجنة إن الأسباب الأساسية للمجاعة في مخيم زمزم هي الصراع والعراقيل الشديدة أمام المساعدات الإنسانية، وإن ظروفا مماثلة ربما تؤثر في مناطق أخرى في دارفور تتضمن مخيمي “أبو شوك” والسلام للنازحين.

وذكرت منظمة الإغاثة الإسلامية، في بيان صدر الخميس، أنها لاحظت ارتفاع أعداد الأطفال الذين يحتاجون إلى العلاج في العيادات في مختلف أنحاء دارفور وأنحاء أخرى من السودان، وأضافت “الأوان لم يفت بعد بالنسبة لهم، لكن الوقت ينفد”.

“تحذير من الأسوأ”

وقالت منظمة (أطباء بلا حدود) الشهر الماضي إن 63 ألف طفل في مخيم زمزم “يصنفون على أنهم يعانون سوء تغذية”، و10% منهم “يعانون سوء التغذية الحاد”.

وحذرت منظمة (سايف ذا تشيلدرن) أمس الخميس من أن “الوقت ينفد في السودان لإبقاء الأطفال على قيد الحياة” وقالت “أطراف النزاع ومن يتمتعون بنفوذ دولي فشلوا مرة بعد أخرى في وضع حد للقتال”.

وقال تقرير لرويترز إن بعض السودانيين اضطروا إلى أكل أوراق الشجر والتربة وأظهرت صور للأقمار الاصطناعية توسعا سريعا لمساحات المقابر مع انتشار الجوع والمرض.

وكشف تحليل أجرته رويترز لصور أقمار اصطناعية غطت 14 جبّانة في دارفور أن الجبانات توسعت سريعا في الأشهر القليلة الماضية. وتوسعت جبانة في زمزم فيما بين 28 مارس/آذار والثالث من مايو/أيار بسرعة تزيد 50% على الفترة التي سبقتها بثلاثة أشهر ونصف، واستخدمت لجنة مراجعة المجاعة هذا التحليل دليلًا غير مباشر على زيادة معدلات الوفيات.

واندلعت الحرب في السودان في منتصف إبريل/نيسان من العام الماضي نتيجة صراع على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل انتقال سياسي مدعوم دوليا إلى الحكم المدني.

المصدر : وكالات

إعلان