بريطانيا.. أعمال عنف تطال مسجدا في ساوثبورت بعد مقتل 3 فتيات

بعض نوافذ مسجد جمعية ساوثبورت الإسلامية تحطمت، عقب احتجاج عنيف لمتضامنين مع ضحايا الهجوم (رويترز)

شهدت مدينة ساوثبورت البريطانية، الثلاثاء الماضي، أحداث عنف استهدفت مسجدًا في المدينة، وذلك في أعقاب حادث طعن مروع وقع يوم الاثنين داخل مدرسة للرقص، أسفر عن مقتل 3 فتيات وإصابة عدد آخر.

وكان العشرات قد تجمعوا في وقفة تأبين لوضع الزهور وإضاءة الشموع تخليدًا لذكرى الضحايا، إلا أن الأحداث اتخذت منحى عنيفًا مع اندلاع مواجهات أسفرت عن إصابة عدد من أفراد الشرطة.

وأعلنت شرطة ميرسيسايد، الخميس، عن اعتقال فتى يبلغ من العمر 17 عامًا للاشتباه في تنفيذ هجوم بسكين داخل مدرسة للرقص يوم الاثنين، وأسفر الهجوم عن مقتل 3 فتيات هن بيبي كينج (6 سنوات)، وإلسي دوت ستانكومب (7 سنوات)، وأليس داسيلفا أجويار (9 سنوات)، وإصابة 7 آخرين.

وبحسب بيان للشرطة، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مجموعات من اليمين المتطرف وقوات الأمن، وقام المتظاهرون برشق مسجد على طريق سانت لوك بالحجارة، وإضرام النيران في سيارات وصناديق قمامة، وتخريب متجر محلي، وأسفرت هذه الأعمال عن إصابة أكثر من 50 شرطيًا بجروح متفاوتة.

ومن جانبه، زار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، مكان الهجوم، بعد ظهر الثلاثاء، حيث وضع إكليلًا من الزهور بين الكثير من باقات الزهور التي تركها السكان، وأشار إلى أن العائلات تعاني “ألمًا شديدًا وحزنًا لا يمكن لمعظمنا تخيّله”.

وقال رئيس الوزراء إنه “مصمم” على مكافحة العنف بالسكاكين، مشيرًا إلى أنها “ظاهرة تزايدت في المملكة المتحدة في السنوات الأخيرة وغالبًا ما ينفذها شبان”.

وأضاف “لكن هذا ليس الوقت المناسب للسياسة. إنه وقت التركيز على العائلات”.

وفي مؤتمر صحفي عقده الجمعة، أصدر ستارمر تحذيرًا شديد اللهجة لشركات وسائل التواصل الاجتماعي بشأن دورها في منع التحريض على العنف عبر الإنترنت.

من جانبها، أدانت اللجنة الإسلامية البريطانية هذه الأحداث، وأوضحت في بيان لها أن جريمة القتل المروعة التي طالت فتيات صغيرات في ساوثبورت هزت المجتمع البريطاني، لكن المأساة تفاقمت بأحداث عنف واشتباكات بين متطرفين من اليمين المتطرف والشرطة، وذلك بعد انتشار شائعات كاذبة تربط الجريمة بالمسلمين.

وأشارت اللجنة إلى أن المتطرفين استغلوا هذه الشائعات لإثارة الفتنة والكراهية، حيث هاجموا مسجدًا محليًا بالحجارة والعبارات المعادية للإسلام، وأردفت أن هذه الأحداث تأتي في ظل تصاعد حدة الخطاب المعادي للمسلمين في بريطانيا، الذي تشجعه بعض وسائل الإعلام اليمينية.

وتحدثت اللجنة أن قيادات المجتمع الإسلامي أدانت هذه الأعمال العنيفة، ودعت الحكومة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة التطرف اليميني والكراهية المتزايدة، وأكدت أهمية الوحدة والتضامن في مواجهة هذه الظاهرة الخطرة.

 

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان