رُبا ورجاء.. طفلتان من غزة تجمعان بقايا الزيوت لمساعدة المحتاجين (فيديو)
وسط شوارع مدينة خان يونس في قطاع غزة، تجلس طفلتان لم يتجاوز عمرهما العشر سنوات، وبحوزتهما زجاجات زيت جُمع بالحب والكد على حد سواء، إذ ابتكرتا مبادرة إنسانية فريدة، عبر جمع الزجاجات الفارغة من محطات الوقود وتصفية ما بقي من الزيت بداخلها لمساعدة المحتاجين، ولا سيما مع المجاعة التي يعانيها القطاع بسبب الحرب الإسرائيلية والحصار الذي ازداد ضراوة بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
في حديثها مع الجزيرة مباشر، قالت الطفلة ربا الترابين “جاءت الفكرة عندما طلبت أمي من والدي شيئًا ما، لكن بسبب ضيق الحال لم يستطع تلبية احتياجاتها، لذا كان عليَّ أن أعمل لكي أساعدهم وأساعد الآخرين الذين يعيشون نفس ظروفنا”.
واستدركت “أستيقظ صباحًا لأذهب إلى المحطة التي تبيع الزيت، وآخذ ما بقي منه وأصفيه وأضعه في زجاجات وأعطيه للناس المحتاجين”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبلينكن: جهود كبيرة لإقناع حماس بالموافقة على “مقترح سد الفجوات” (فيديو)
الاحتلال الإسرائيلي يقصف مدرسة مصطفى حافظ للنازحين في غزة
مسؤولة أممية: الموت هو “الأمر الوحيد المؤكد” بالنسبة لسكان غزة
وأضافت “بدل ما أنا قاعدة في الخيمة زهقانة، بروح المحطة وأصفي الزيت في قنينة واحدة، وردّة فعل الناس بتفرحني كتير لأنهم بيكونوا مبسوطين”، لافتة إلى صعوبة هذه الحرب وبشاعتها ومدى تأثيرها السلبي على أهالي القطاع.
وتستذكر الطفلة رُبا أصعب موقف مر عليها خلال الحرب، وهو رؤية الناس يموتون من الجوع في الشوارع، أو يبحثون عن الطعام بشكل عشوائي، مشددة على أن مبادرتها تسعى إلى تخفيف الضغوط عن الغزيين.
من جهتها، قالت الطفلة رجاء نصار للجزيرة مباشر “بنضل (نظل) في الخيم 24 ساعة، وبدلًا من ذلك نذهب إلى المحطات ونجمع بقايا الزيوت ونصفيها ونعطيها للفقراء، حتى يتمكنوا من إطعام أنفسهم”.
وعن الوضع الإنساني في غزة، أوضحت الطفلة أنهم يأكلون ورق الأشجار ولا يجدون الماء لشربه، كما لا يتوافر الطعام والخبز لسد جوعهم، مضيفة “للحصول على زجاجة الزيت نخرج مبكرًا، ورغم أن الطريق متعب والمسافات طويلة إلا أن مساعدة الناس تسعدني”.
ورغم الحرب الإسرائيلية التي لم يسلم منها الأخضر ولا اليابس في قطاع غزة، فإن الطفلتين زرعتا الأمل من جديد في قلوب الغزيين مع أجواء العدوان القاسية.
وتخوض آلة الحرب الإسرائيلية عدوانًا طاحنًا أدى إلى نتائج كارثية على أهالي القطاع المحاصر، ولا سيما بعد استشهاد أكثر من 40100 فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء والمدنيين، فضلًا عن التسبب في مجاعة كارثية منذ بدء العدوان الإسرائيلي بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حسب منظمات إنسانية أممية ودولية.