مسؤولة أممية: الموت هو “الأمر الوحيد المؤكد” بالنسبة لسكان غزة

لويز ووتردج-المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)

قالت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لويز ووتريدج إن الموت هو المصير المحتوم والأمر المؤكد بالنسبة لسكان قطاع غزة.

وأضافت في تصريحات لوكالة فرانس برس من غزة “يبدو الموت الأمر الوحيد المؤكد بالنسبة لـ2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة، الذين لا مفر لهم من القصف الإسرائيلي المتواصل”.

وتابعت “يبدو فعلا وكأن الناس ينتظرون الموت، ويبدو الموت الأمر الوحيد المؤكد في هذا الوضع”.

لويز ووتريدج، قسم الإعلام في الأونروا، تتحدث مع الدكتورة سلافة التي تعمل مع الأونروا في رفح، جنوب غزة.

ووتريدج موجودة في قطاع غزة منذ أسبوعين حيث تشهد على الأزمة الإنسانية والخوف من الموت وانتشار الأمراض مع تواصل الحرب، إذ قالت من منطقة النصيرات وسط غزة التي استُهدفت مرارا بغارات إسرائيلية “لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، ولا أي مكان آمن إطلاقا، الوضع مفجع تماما”.

أزمة إنسانية

وفي شهرها الحادي عشر حاليا، تسببت الحرب في أزمة إنسانية حادة إذ يعاني مئات الآلاف من الأشخاص الذين نزح معظمهم مرات عدة نفاد المواد الغذائية الأساسية ومياه الشرب النظيفة، ولا سيما مع الحصار الخانق الذي ازداد ضراوة منذ بدء العدوان.

سكان غزة معرضون بشدة لخطر المجاعة إذا لم يتم ضمان الوصول المستمر للغذاء
سكان غزة معرَّضون بشدة لخطر المجاعة إذا لم يتم ضمان الوصول المستمر إلى الغذاء (رويترز)

تحديات تواجه المنظمة

وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجهها المنظمة، قالت ووتريدج “نواجه تحديات غير مسبوقة فيما يتعلق بانتشار الأمراض والنظافة، ويعود ذلك جزئيا إلى الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة”.

فتيات يسرن أمام المباني المدمرة وبركة من مياه الصرف الصحي المتدفقة من الأنابيب المنهارة تحت الأرض في خان يونس بجنوبي قطاع غزة في 8 يوليو 2024 (الفرنسية)

جرذان وفئران وعقارب

بعد لجوء عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى المدارس في أنحاء قطاع غزة، باتت تلك الملاجئ هدفا للصواريخ الإسرائيلية بشكل متزايد، مع اتهامات جيش الاحتلال الإسرائيلي لحماس باستخدام هذه المدارس مراكز قيادة، وهي التهمة التي تنفيها الحركة.

وقالت ووتريدج “حتى المدرسة لم تعد مكانا آمنا، يبدو وكأنك دائما على بُعد بضعة مبان عن خطوط الجبهة الآن”، مشيرة إلى أن عددا متزايدا من أهالي غزة الذين تعبوا من الاستجابة لأوامر الجيش الإسرائيلي “المتواصلة” بالإخلاء، باتوا يترددون في الانتقال من مكان إلى آخر.

وأضافت “يشعرون بأنهم يطارَدون ضمن حلقة مغلقة، التنقل صعب ولا سيما مع الحرارة ووجود أطفال ومسنين ومعاقين”.

وفي السياق، أكد الكثير من أهالي غزة أنهم لا يريدون التنقل أكثر مع عائلاتهم وخيامهم وما تبقى من أمتعتهم، كما انتقدوا ما قالوا إنه عدم وضوح أوامر الإخلاء الإسرائيلية، بما في ذلك الخرائط التي تُلقى من الطائرات، فضلا عن صعوبة الاتصال، نظرا لعدم توافر إمكانية الوصول إلى الإنترنت بشكل دائم في غزة وشح الكهرباء ومشكلة الاتصالات.

وذكرت ووتريدج أن الأشخاص الذين ما زالوا يتنقلون يؤكدون أنه أينما حلّوا “هناك جرذان وفئران وعقارب وصراصير”، مضيفة أن الحشرات “تنقل الأمراض من مأوى إلى آخر”.

دبابة إسرائيلية في الخلفية أثناء إجلاء النازحين الفلسطينيين من منطقة شاكوش على المشارف الشمالية الغربية لرفح، في جنوبي قطاع غزة، في 28 يونيو 2024 (الفرنسية)

بداية انتشار الأمراض والأوبئة

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الأسبوع الماضي، أن تسجيل أول إصابة بشلل الأطفال منذ 25 عاما، وفي هذا السياق لفتت ووتريدج إلى أن الأمم المتحدة تنتظر الحصول على الضوء الأخضر من إسرائيل للانتقال من خيمة إلى أخرى من أجل تطعيم الأطفال ومنع انتشار شلل الأطفال.

ورغم فشل المحادثات في تحقيق اختراق منذ أشهر، فقد أفادت ووتريدج بأن أهالي غزة “يأملون دائما وقفا لإطلاق النار، ويتابعون المفاوضات عن كثب”.

أطفال غزة معرضون للإصابة بفيروس شلل الأطفال الذي تم اكتشافه في مياه الصرف الصحي في القطاع
أطفال غزة معرَّضون للإصابة بفيروس شلل الأطفال الذي تم اكتشافه في مياه الصرف الصحي في القطاع (غيتي)

ومن المقرر أن يعقد الوسطاء الدوليون -الولايات المتحدة وقطر ومصر- جولة محادثات جديدة في القاهرة خلال الأيام المقبلة في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بعد أن تجاوزت أعداد الشهداء الفلسطينيين 40 ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء والمدنيين، حسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.

المصدر : وكالات

إعلان