تهدمت الدار وبقيت الشجرة.. مسنة سودانية تتمسك بالبقاء في فناء منزلها المدمر (فيديو)
رغم الظروف القاسية التي تعيشها مسنة سودانية، بعد تهدم منزلها جراء السيول التي ضربت مدينة أبو حمد بولاية نهر النيل شمالي السودان، فإنها تأبى مغادرة منزلها وتفضل العيش تحت شجرة في فناء الدار.
وقالت المسنة السبعينية فاطمة محمد حسين للجزيرة مباشر “قاعدين في بيتنا ده من زمن طويل والحمد لله، من زمان قاعدة مكاني، ما بطلع منه، ولا أريد بديلًا، وأتمنى أن يترمم من الدمار”.
“حياة كريمة”
وعن حياتها قبل أن تُدمر الأمطار منزلها، ذكرت الحاجة فاطمة، أنها كانت تعيش حياة كريمة، وتربي الغنم والدجاج في فناء البيت، وقالت “كنا قاعدين مبسوطين أنا وبناتي وأحفادي، كان بيتنا كبير ومليان غرف قبل أن تدمره السيول”.
وشرحت المسنة السودانية أن منزلها المهدم يحتضن ذكريات العائلة الكثيرة، وتذكرت أوقات زفاف بناتها وحفيدتها التي أنجبت ابنا قالت إنه يبلغ من العمر 5 أشهر الآن.
وقالت الحاجة فاطمة إنها لا تريد بديلًا عن منزلها الذي قضت فيه عقودا طويلة، وأكدت أنها تود أن يتم تعمير منزل العائلة حتى تقضي فيه ما تبقى من عمرها.
معاناة مضاعفة
وحسب ما ذكرت جمعية الهلال الأحمر السوداني، لقي نحو 34 شخصًا مصرعهم بسبب السيول والأمطار التي دمرت أكثر من 24 ألف منزل بصورة كلية و8 آلاف منزل بصورة جزئية.
ويعاني المتضررون في هذه المنطقة التي تقع شمالي السودان، أوضاعا إنسانية قاسية في ظل نقص الخدمات كالمأوى المناسب والغذاء والدواء وانقطاع الكهرباء.
فيضانات وسيول
وخلال الفترة بين يونيو/حزيران وأكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، تهطل على السودان الأمطار الغزيرة والتي تسبب في السيول التي تجتاح مساحات شاسعة من الأراضي وتتسبب في الأضرار وسقوط الضحايا.
وتتزامن أضرار السيول هذا العام مع استمرار المعاناة جراء حرب يخوضها الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل/ نيسان 2023، أسفرت عن نحو 18 ألفا و800 قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 من أصل 18 ولاية.