وزير العدل التركي للجزيرة مباشر: الشعوب بدأت تفقد ثقتها في محكمة العدل واستقبال الكونغرس لنتنياهو وصمة عار (فيديو)
قال وزير العدل التركي يلماز تونج إن وزارته قامت بالتعاون مع الخارجية التركية بجمع الإدلة التي تثبت قيام إسرائيل بإبادة جماعية في قطاع غزة، وقدمتها إلى محكمة العدل الدولية، لتنضم تركيا إلى الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام المحكمة.
وأضاف تونج في مقابلة مع الجزيرة مباشر اليوم السبت “قمنا بجهد مكثف في هذا السياق لجمع الأدلة على المجازر التي تقوم بها إسرائيل وقدمناها للمحكمة، وطالبنا باتخاذ التدابير اللازمة لوقفها، وأكدنا ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية لحماية حقوق الإنسان في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتركيا تتسبب في ارتفاع حاد في أسعار الخضار والفاكهة داخل إسرائيل
صور إسماعيل هنية تملأ البرلمان التركي خلال خطاب محمود عباس (فيديو)
مستشار بيغوفيتش وشيخ أردوغان.. رثاء واسع لـ”الفاتح علي حسنين” السوداني الذي حكم البوسنة
وأشار تونج إلى أن “الشعوب بدأت تفقد ثقتها في محكمة العدل الدولية”، مطالبا بمحاكمة مرتكبي المجازر ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
كما أكد أن “القضية الفلسطينية لم تبدأ في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)”، في إشارة إلى اندلاع معركة طوفان الأقصى، داعيا إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة.
وردّا على سؤال عن إنكار إسرائيل ارتكابها إبادة جماعية في غزة، قال تونج إن العالم يشاهد بعينه ما تقوم به إسرائيل في غزة من مجازر، مضيفا “يشاهدها الجميع بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا، وهو ما دفع الكثير من طلبة الجامعات الأمريكية إلى التظاهر ضد هذه المجازر”.
وأضاف أن 40 ألف فلسطيني قُتلوا في فترة قصيرة جدا، ونحو 80% من الشهداء في غزة من النساء والأطفال، لذا “لا يمكن أن تدعي إسرائيل أن هذه ليست مجازر وليست إبادة جماعية”.
وأشار تونج إلى أن إسرائيل ضربت بعرض الحائط كل القوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان والإجراءات الاحترازية التي طالبت بها محكمة العدل الدولية.
وصمة عار للكونغرس
وأضاف تونج أن الاجراءات الدولية بشأن المجازر في غزة غير كافية “ويجب محاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومن معه من قادة إسرائيل على الإبادة الجماعية في غزة. لكن ما حدث أن نتنياهو ذهب لإلقاء خطاب أمام الكونغرس الأمريكي، واستقبله الأعضاء بالتصفيق الشديد، وهذه وصمة عار للكونغرس، ومن صفقوا لنتنياهو يشاركون في جرائمه”.
وضرب تونج مثلا بالمجازر التي وقعت في البوسنة، وظل التحقيق فيها لسنوات، وبعدها تمت محاكمة المسؤولين عنها وإدانتهم “ولهذا نريد أولا وقف الإبادة الجماعية في غزة بأسرع وقت، وبعدها نحاسب من قاموا بهذه المجازر”.
ومضى تونج قائلا “تأثرنا كثيرا بما قدمته قناة الجزيرة من توثيق لما يحدث في مستشفى الشفاء في غزة، وهي مشاهد حقيقية توضح معاناة أهل غزة، وهو عمل رائع نشكر الجزيرة عليه”.
وأضاف “كذلك تقوم وكالة الأناضول بتوثيق ما يجري في قطاع غزة من عدوان، وجمع الأدلة عن الإبادة الجماعية والمجازر في قطاع غزة. وتابع “استشهاد عشرات الصحفيين وهم يحاولون نقل حقيقة ما يجري في غزة وسط صمت العالم، الذي يدعي أنه يدافع عن حرية الصحافة وحقوق الصحفيين، يدل على ازدواجية المعايير”.
القضية لم تبدأ في 7 أكتوبر
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية لم تبدأ في السابع من أكتوبر 2023، بل تمتد منذ تأسيس دولة إسرائيل في 1948 وما تبعه من احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
وتابع قائلا “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أظهر خريطة فلسطين في الأمم المتحدة، وكيف قامت إسرائيل بقضمها شيئا فشيئا، وهو ماحدث من احتلال إسرائيلي للأراضي العربية عام 1967، وهناك قرارات دولية بهذا لم تحترمها إسرائيل”.
وأكد تونج أن بلاده تبذل كل جهودها لتأسيس دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، والعمل على انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وفقا للقانون الدولي.
قطع التجارة مع إسرائيل
وردّا على سؤال حول ما إذا كان قطع تركيا التجارة مع إسرائيل خطوة متأخرة، قال تونج إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “يدافع عن فلسطين منذ أن بدأ العمل في المجال السياسي، وتهاجمه بعض فصائل المعارضة وتتهمه بدعم حماس وهي برأيهم ارهابية، بينما هي حركة مقاومة، ويؤكد أردوغان دوما حق المقاومة في الدفاع عن أرضها”.
وأوضح تونج أن الولايات المتحدة تهاجم سياسة بلاده بسبب موقفها “الصلب” من القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن تركيا “تدافع عن حقوق الفلسطينيين في كل المؤسسات الدولية، وهذا ما يعمل من أجله وزير الخارجية بشكل مكثف، وهذا أيضا ما يقوم به أردوغان”.
وأشار إلى أنه من المنتظر أن يلتقي أردوغان مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن القضية الفلسطينية، كما يتابع أردوغان لقاءات مع قادة المنطقة في السياق ذاته.
وأضاف “أردوغان قال إن العالم أكبر من خمس دول”، في إشارة إلى الدول التي تتمتع بعضوية دائمة في مجلس الأمن، “وهو بذلك يطالب بأن يكون أكثر عدلا، وهناك قادة يوافقون على كلامه، بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة، ويجب علينا أن نكافح من أجل نظام دولي أفضل وأكثر عدالة”.