“تشاهدون المجازر وتمدون إسرائيل بالأسلحة”.. رسالة من طبيب نرويجي إلى بايدن بشأن غزة (فيديو)

قال الطبيب النرويجي مادس غيلبرت الذي شهد حروبًا عدة سابقة في غزة بصفته طبيبًا وافدًا، إن الحرب الحالية على القطاع غير مسبوقة وهي الأشد وحشية منذ النكبة الفلسطينية في العام 1948.

وتحدث مادس غيلبرت لقناة الجزيرة مباشر، عما وصفها بمنهجية الاحتلال، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التي تدل على رغبة إبادة كل شيء يخص الإنسان الفلسطيني: “يقصفون كل الجامعات والمساجد والكنائس والشركات والمحال وخزانات المياه وكأنهم يريدون تحويل غزة لمرآب سيارات، هذا اعتداء على حياة الفلسطينيين وثقافتهم“.

وتابع الطبيب النرويجي: “الأرقام تفيد بأنهم في يوليو/تموز الماضي سمحوا بدخول 79 شاحنة إلى غزة يوميًا مقارنة بـ500 قبل الحرب، هم يخنقون سلاسل الإمداد الإنسانية إضافة إلى تدميرهم لكل شيء، لماذا لا يضع المجتمع الدولي حدًا لإسرائيل؟”.

وأردف غيلبرت، عن مجزرة مدرسة التابعين التي خلّفت مئات الشهداء والجرحى، بقوله: “رأيت عددًا كبيرًا من الأطفال مقطوعي الرؤوس، ونساء حوامل ورضّع قتلوا بعدما لجأوا للمدرسة من أجل الأمان، هذه المذبحة تسببت بها الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أوروبا، ورسالتي لبايدن والإدارة الأمريكية: هل لديكم قلب؟ تشاهدون المجازر وتستمرون بإمداد إسرائيل بالأسلحة؟”.

في السياق ذاته، أشار الطبيب النرويجي للجزيرة مباشر، إلى أنه لا يوجد أي مبرر قانوني لاستهداف الاحتلال للأماكن المدنية بحجة وجود عناصر عسكرية، إذ قال: “القيادة الفاشية لحكومة إسرائيل لا يكترثون للفارق بين المدني والعسكري، ويبدو أن هذه الاتفاقيات لا تنطبق على أرواح الفلسطينيين ولا تحظى بنفس اهتمام أرواح البيض”.

وأضاف مادس فيما يخص الحصار الخانق الذي يقوض قدرات الأطباء ويجعلهم عاجزين عن إنقاذ نسبة كبيرة من الأرواح بسبب نقص الموارد: “في معظم مسيرتي المهنية عملت في أقسام الطوارئ والصدمات، توجد أمور يمكننا القيام بها لمنع المصابين من الموت ولكن هناك حدود لهذا الأمر، فالحصار يحصد الأرواح أكثر من القصف، لأنه أدى إلى غياب الرعاية الأولية وتسبب بتفشي أمراض معدية، كما وضع المصابين بالأمراض المزمنة في خطر”.

وتحدث الطبيب عن سبب ذهابه لغزة على الرغم من الراحة والسلام في بلده الأم، قائلًا: “أرغب في صنع الفارق وأن أتضامن مع فلسطينيّ الضفة وغزة والشتات الذين اُرتكبت بحقهم جرائم فقط لكونهم فلسطينيين، إن خيار الذهاب للقطاع سهل لكن الاحتلال يفرض حصارًا، ويمنعنا من الدخول، سافرت للقاهرة في الثامن من أكتوبر الماضي وانتظرت شهرين ونصف الشهر بجانب المعبر حتى دخلت”.

وتابع مادس: “كطبيب لا يمكن أن أمسح الدماء فقط، بل أعمل على علاج الأسباب الجذرية لهذه المعاناة، إنه الاحتلال الإسرائيلي والمشروع الصهيوني الاستيطاني، فوقف إطلاق النار ليس الحل المثالي، بل يكون في وضع حد للاحتلال وتحرير فلسطين”.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ عملية “طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ما خلّف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى إضافة لتدمير البنى التحتية المدنية، لا سيما المستشفيات والمرافق الصحية في عموم القطاع والتسبب بمجاعة كارثية، بحسب منظمات أممية ودولية.

المصدر : الجزبرة مباشر

إعلان