“أنا داخل فرن”.. أسيرة فلسطينية تكشف تفاصيل مروعة عن سجون الاحتلال
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني إن إدارة سجون الاحتلال تواصل منذ 16 يوما عزل الأسيرة والناشطة الحقوقية خالدة جرار في زنزانة انفرادية في عزل سجن (نفي تيرتسيا) في ظروف قاسية للغاية.
وخلال زيارة لها قامت بها محاميتها، أكدت جرار أنها تواجه وضعا مأساويا لا يُحتمل، وأضافت للمحامية “أنا أموت يوميا، فالزنزانة هي أشبه بعلبة صغيرة مغلقة لا يدخلها الهواء، فقط يوجد في الزنزانة مرحاض وأعلاه شباك صغير، تم إغلاقه لاحقا بعد نقلي بيوم واحد، ولم يتركوا لي أي متنفس، وحتى ما تسمى (الأشناف) في باب الزنزانة تم إغلاقها، وهناك فقط فتحة صغيرة أجلس بجانبها معظم الوقت لأتنفس، فأنا أختنق في زنزانتي وأنتظر أن تمر الساعات لعلي أجد جزيئات أكسجين لأتنفس وأبقى على قيد الحياة”.
اقرأ أيضا
list of 4 items“أنا حي بدي أصلي المغرب”.. مشهد لافت لطفل جريح بعد نجاته من القصف في غزة (فيديو)
الحرب على غزة ولبنان.. ضاحية بيروت تحت القصف ودول تجلي رعاياها (لحظة بلحظة)
سعيد عطا الله.. استشهاد قيادي في القسام وأسرته بضربة إسرائيلية لمنزلهم شمالي لبنان (فيديو)
وتابعت الأسيرة جرار التي تعاني مشكلات صحية عدة “ما زاد من مأساوية عزلي، درجات الحرارة المرتفعة، فأنا باختصار موجودة داخل فرن على أعلى درجة، لا أستطيع النوم بسبب الحرارة العالية، ولم يكتفوا بعزلي في هذه الظروف، فقد تعمدوا قطع الماء في الزنزانة، وحتى عندما أطلب تعبئة (قنينة) الماء لأشرب، يحضرونها بعد 4 ساعات على الأقل، وبالنسبة للخروج إلى ساحة السجن (الفورة) تم السماح لي مرة واحدة بعد مرور ثمانية أيام على عزلي، كما يتعمدون تأخير وجبة الطعام الرديئة لساعات”.
جريمة متعمَّدة
وأكدت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير أن استمرار عزل الأسيرة جرار هو “جريمة متعمَّدة تنفذها إدارة السجون بحقها، خاصة أن إدارة السجون رفضت الإفصاح عن مدة العزل أو أسبابه”.
وفي السياق ذاته، حمّلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة ومصير الأسيرة جرار، وقالت الهيئة والنادي إن عزل جرار “يأتي في إطار الإجراءات الانتقامية الممنهجة التي تنفذها إدارة السجون بحق الأسرى وكجزء من الجرائم الممنهجة التي تنفذها بشكل غير مسبوق، بمستواها وكثافتها منذ بدء حرب الإبادة”.
وشددتا على أن “هذا الإجراء الانتقامي ما هو إلا امتداد لعملية استهداف ممنهجة تعرضت لها جرار على مدار السنوات الماضية، وشكّلت عملية اعتقالها الإداري المتكرر أبرز أوجه ذلك”.
تنكيل ممنهج
يُذكر أن قوات الاحتلال كانت قد أعادت اعتقال جرار في 26 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، من منزلها في رام الله، وجرى تحويلها إلى الاعتقال الإداري، وطوال المدة الماضية كانت محتجزة في سجن (الدامون) إلى جانب الأسيرات، إلى أن نُقلت إلى العزل أخيرا.
ومنذ اعتقالها تواجه -مثل الأسرى الباقين- ظروف اعتقال قاسية وصعبة، وعمليات تنكيل وجرائم ممنهجة، وتشكّل سياسة العزل الانفرادي إلى جانب إجراءات العزل الجماعي التي فُرضت على الأسرى منذ بدء حرب الإبادة، إحدى أبرز السياسات التي صعّدت منها بحق الأسرى والأسيرات، والتي تُعَد من أخطر السياسات التي مارستها منظومة السجون الإسرائيلية بحق الأسرى على مدار عقود طويلة.
يشار إلى أن جرار هي أسيرة سابقة تعرضت للاعتقال نحو خمس سنوات، وهي ناشطة حقوقية ونسوية ونائبة سابقة في المجلس التشريعي. وعلى مدار عمليات اعتقالها المتكررة، واجهت إجراءات انتقامية بحقها، وكان أقساها حرمانها من إلقاء نظرة الوداع على ابنتها التي توفيت إبان اعتقالها السابق.
اعتقالات متزايدة في صفوف النساء
وجرار واحدة من بين 87 أسيرة في سجون الاحتلال، غالبيتهن يقبعن في سجن (الدامون)، من بينهن أسيرة حامل، وأمهات من بينهن أم لشهيد، إضافة إلى شقيقات شهداء وأسرى، وأسيرات سابقات، وطالبات وصحفيات وناشطات ومحاميات.
جدير بالذكر أن الاحتلال صعّد منذ بدء عدوانه على قطاع غزة من حملات الاعتقال بين صفوف النساء، وبلغ عدد حالات الاعتقال بينهن نحو 355 امرأة.
وجددت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني مطالبتهما للمنظومة الحقوقية الدولية باستعادة دورها أمام حرب الإبادة المتواصلة و”وضع حد لحالة العجز المستمرة أمام وحشية الاحتلال والجرائم المهولة التي يواصل تنفيذها، وعدم الاكتفاء بالرصد وإعلان المواقف، ومنها المتعلق بالجرائم التي يتعرض لها الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال ومعسكراته”.