بعد صدمة استشهاده.. صحفيو شمالي قطاع غزة يروون مواقفهم مع إسماعيل الغول (فيديو)
مع الاستهداف الممنهج لصحفيي قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فُجع العالم يوم الأربعاء الماضي بجريمة اغتيال المراسل إسماعيل الغول والمصور رامي الريفي اللذين يعملان لقناة الجزيرة، أثناء وجودهما في سيارتهما من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
إسماعيل الغول مراسل اتسم بالمهنية، ولم يترك إلا الذكرى الطيبة عند زملائه الصحفيين ومشاهديه في الوطن العربي، أوصل رسالته إلى العالم بشكل يومي على مدى 10 أشهر متواصلة، نقل خلالها المجازر والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق سكان القطاع.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشهداء وجرحى وأشلاء أطفال جراء غارات إسرائيلية عنيفة على شمال غزة (فيديو)
كتائب القسام: ردودنا المقبلة ستدفّع الكيان ثمن قراراته الإجرامية
حكومة غزة ترد على رواية الاحتلال بشأن الفتاة الإيزيدية التي خرجت من القطاع
ذنبنا إننا بننقل جرائم الاحتلال؟.. الصحفي حسام شبات يودع زمليه مراسل الجزيرة #إسماعيل_الغول الذي استهدفته طائرات الاحتلال#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/xLKfIbPqHE
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) July 31, 2024
كان الغول أحد الصحفيين القلائل الذين لم ينزحوا من شمال غزة، مما أدى إلى اعتقاله في مجمع الشفاء الطبي خلال الحرب، لكنه صمد وواصل نقل الحقيقة.
قابلت الجزيرة مباشر مجموعة من الصحفيين، وهم زملاء إسماعيل الغول، الذين يطاردهم شبح الموت لكنهم ما زالوا صامدين في نقل الأخبار. شهدوا على حسن أخلاقه، وعبّروا عن تقديرهم له، مستذكرين المواقف التي لن ينسوها معه.
“سنكمل المسيرة”
وقال أنس الشريف، مراسل الجزيرة في شمال غزة، في رسالته لإسماعيل “سنكمل المسيرة والرسالة من بعده، وهذه هي وصيته التي حرص فيها على ألا نتوقف عن سرد الحقيقة”.
وأكد الشريف أنه موجود اليوم في الشمال ليستمر في نقل الحقيقة في المكان نفسه الذي نقل فيه الغول رسالته، ليجعل صورة إسماعيل وصوته حاضرين على الرغم من الاستهداف الممنهج للصحفيين في القطاع.
وعن المواقف التي يتذكرها الشريف مع الغول، قال “كنا نقول لبعضنا من سيعمل أغنية للآخر، ومن سيُنعى قبل الثاني. كان يتوقع أنني سأفارق الحياة قبله، وكان يخاف عليَّ دائمًا من الموت، والصدمة أن الذي حصل هو العكس”.
“لحظة الوداع”
من جهته، قال محمد شاهين -مراسل الجزيرة مباشر- في رسالته لإسماعيل “نم قرير العين، ولن نخونك بعد ارتقائك. الرسالة مستمرة، وما سعيت إليه منذ بداية الحرب من توثيق المجازر والمعاناة التي يعيشها أهلك في شمال القطاع سنواصل نقلها بحذافيرها”.
وأردف عن موقف أثّر فيه مع الغول “قبل استشهاده بساعة أو أقل، كنت قد وصلت إلى المكان الذي تواجد فيه أمام منزل إسماعيل هنية. اقترح عليَّ إذاعة الحدث بشكل مباشر بدلًا من التسجيل، فجهز معدات البث ثم ألبسني السماعات وتحسس على وجهي، وقال لي ‘أي خدمة يا حمودة’ وكأنه يودعني”.
الصحفي أسامة العشي يوثق اللحظات الأولى لاسـتـ ـشـهـاد مراسل الجزيرة #إسماعيل_الغول#الجزيرة_مباشر #غزة pic.twitter.com/TjKXmhbw3p
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) July 31, 2024
“يوم حزين”
وفي السياق ذاته، روى عبد الله شهوان -مصور الجزيرة مباشر- موقفًا حصل له في يوم استشهاد الغول حيث كان يشرب ماءً ساخنًا، فأصر إسماعيل على جلب المياه الباردة له لكي يشربها.
وأكمل عن آخر تغطيات الغول في مخيم الشاطئ يوم اغتيال هنية “قلت له: لماذا ترتدي اللون الأسود؟ فأجابني بأنه يوم حزين، فقد خسرنا شخصية قيادية كبيرة. قال لي إنه مستعد ليوم طويل من التغطية الصحفية، وعندما أنهينا المهمة بقي إسماعيل ليكمل نقله، وعندما وصلنا إلى المنزل تلقينا خبر اغتياله”.
إنسانية إسماعيل الغول
أما الصحفي محمد قريقع، فشهد على مصداقية إسماعيل الغول في نقل الأخبار قائلًا “في أحد الأيام طلبت منه تفاصيل عن خبر يخص الأسرى، فأخبرني أن لديه معلومات ولكنه يرغب في التأكد منها أولًا. غاب لعدة ساعات ثم عاد وأكد لي ما أحتاجه، ما يثبت أنه اجتهد ليكون صادقًا وهذا ما يميزه”.
وأكد الصحفي وديع أبو سعود، الذي عاش مواقف طيبة مع الغول، قائلًا “كان إنسانًا قبل أن يكون صحفيًّا. في إحدى المرات كنا على مائدة الطعام نأكل، فقام إسماعيل وقال ‘أنأكل ونشبع وأطفال غزة جياع؟ والله سنتحاسب على ذلك’، هو إنسان لا يمكن وصفه”.
وتابع “إسماعيل طلب الشهادة، وكان صادقًا مع الله ونالها. آخر ما قاله لي ‘تحبني يا وديع؟’ وقلت له: كثيرًا، وحضنني وقلت له: انتبه ألا تموت، فرد قائلًا ‘لا تقلق، أنت الذي ستموت اليوم’ ولكن ذهب الغول وعاد شهيدًا دون رأسه”.
وطالبت شبكة الجزيرة في بيان لها، يوم الأربعاء، المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية بحقوق الإنسان ومنظمات حماية الصحفيين باتخاذ إجراءات عاجلة وعملية لوقف الجرائم المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الإعلاميين في غزة.