مخيم زمزم للنازحين.. معاناة جراء الفيضانات عقب إعلان تفشي المجاعة (فيديو)

حذّرت الأمم المتحدة من أن الكارثة الإنسانية التي يشهدها السودان الغارق في الحرب تهدّد المنطقة بأسرها، وذلك غداة تقرير أممي خلص إلى تفشي المجاعة في أجزاء من ولاية شمال دافور.

وخلصت مراجعة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التي تستخدمها وكالات الأمم المتحدة، إلى أن الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أدخلت مخيم زمزم القريب من مدينة الفاشر المحاصرة، في المجاعة.

يأتي ذلك وسط تحذير من خطر تلوث مرافق المياه والصرف الصحي بسبب الفيضانات التي ضربت المنطقة، عقب هطل الأمطار الغزيرة؛ مما يزيد خطر تفشي الأمراض.

النازحون في مخيم زمزم شمال دارفور يعيشون وسط نقص الخدمات -1 أغسطس (رويترز)

“كارثة تجتاح المنطقة”

وحضّت المفوضية العليا للاجئين الجهات المانحة الدولية على زيادة مساعداتها للسودان، الذي تندلع فيه حرب منذ إبريل/نيسان العام الماضي، أوقعت عشرات الآلاف من القتلى، وفق الأمم المتحدة.

وقال المنسق الإقليمي اللاجئين في السودان مامادو ديان بالدي، إن “إشارات التحذير كانت موجودة منذ أشهر”، وأكد أن “نازحين من النساء والأطفال والرجال يموتون من الجوع وسوء التغذية والمرض”.

وأضاف المسؤول الأممي قائلا “إلى جانب الفظائع المروعة التي تمس حقوق الإنسان، والنزوح القسري لأكثر من 10 ملايين شخص، والافتقار إلى الخدمات الأساسية، فإن الكارثة الإنسانية الأكثر إلحاحا في العالم تتزايد وتتعمق، وتهدد باجتياح المنطقة بأكملها”.

ونبّه مامادو بالدي -وهو أيضا مدير المكتب الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في شرق إفريقيا والقرن الإفريقي ومنطقة البحيرات العظمى- إلى أن وصول الملايين من اللاجئين والنازحين “يفرض ضغوطا على المجتمعات المضيفة لتصل إلى نقطة الانهيار”.

وشدّد على أن “الحاجة للتحرك بشكل عاجل أمر حيوي لتجنب المزيد من حالات الوفاة والمعاناة”.

الصحة العالمية تحذر

من ناحية أخرى، حذّرت منظّمة الصحة العالمية من أن الأمر لا يقتصر على مخيم زمزم الذي يؤوي نحو 300 ألف نازح، مشيرة إلى أن مناطق أخرى في السودان، سواء دارفور وغيرها تشهد مجاعة محتملة.

ويواجه نحو 26 مليون شخص في السودان مستويات مرتفعة من “انعدام الأمن الغذائي الحاد” في البلاد، وفق ما أفاد تقرير أوردته الأمم المتحدة الخميس.

وقال المسؤول الأممي “يجب أن تنتهي هذه الحرب الدموية وأن يتمكن العاملون في المجال الإنساني من الوصول للمحتاجين لتقديم المساعدات المنقذة للحياة”، وأضاف أن “الشعب السوداني عانى بما فيه الكفاية”.

الفيضانات تفاقم المجاعة

وأظهرت صور أقمار اصطناعية نشرت يوم الجمعة أن مخيم زمزم للنازحين يشهد تدفقا جديدا كبيرا للنازحين، ويعاني من مجاعة، كما زاد بشدة خطر تلوث مرافق المياه والصرف الصحي بسبب الفيضانات في المنطقة.

وأظهرت النتائج التي توصل إليها مختبر ييل للأبحاث الإنسانية، أن مياه الفيضانات غمرت المراحيض، و9 من أصل 13 مركزا لتوزيع المياه في معسكر زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور؛ مما يزيد خطر تفشي الكوليرا وأمراض أخرى في منطقة تواجه بالفعل مستويات شديدة من سوء التغذية.

وأصبح المخيم أكثر اكتظاظا مع فرار سكان من أحدث معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولاية شمال دارفور.

وتظهر الصور التي حللها باحثون من مختبر ييل مياه فيضانات بنية اللون تغمر مراحيض في مناطق مفتوحة ومناطق يصطف فيها الناس للحصول على الماء.

وزمزم هو أكبر مخيم للنازحين في السودان، ويعيش فيه لاجئون منذ أكثر من 20 عاما، ويخضع لسيطرة جماعات مسلحة محايدة أو متحالفة مع الحكومة؛ مما يوفر قدرا من الحماية، لكنه يعاني من شحّ في الغذاء، لأن الجيش والدعم السريع منعا دخول المساعدات.

ويقول سكان إنهم لا يستطيعون الوصول إلى المزارع لأن قوات الدعم السريع تحاصر المنطقة، في حين لا يملك معظمهم المال لشراء القليل من الطعام الذي يدخل الأسواق.

المصدر : وكالات

إعلان