مدرسة في خيمة.. مبادرة تعليمية من فتاة في غزة فوق ركام منزلها (فيديو)
من قلب الدمار والركام في مدينة خان يونس جنوبي غزة، حيث تعلو أصوات الانفجارات ولا يتوقف أزيز الرصاص، نجحت آلاء أبو مصطفى في إيجاد مساحة للأمل والتعليم، فوق ركام بيت والدها، حيث أنشأت خيمة تعليمية، تتحدى فيها واقع الحرب والحصار.
تقدم المعلمة آلاء دروسًا من تاريخ فلسطين والأماكن الأثرية الموجودة داخل غزة للأطفال، بهدف الحفاظ على استمرارية التعليم رغم ابتعادهم عن مقاعد الدراسة نتيجة تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي للمدارس داخل القطاع.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالرسائل الأخيرة لـ”أبو شجاع” قبل استشهاده
شاهد: فصائل المقاومة تقصف قوات الاحتلال بصواريخ 107 وقذائف الهاون
ملاكمة وسط الخيام.. بالمخدة والصينية فتيات من غزة يتحدين واقع الحرب (فيديو)
وقالت آلاء أبو مصطفى للجزيرة مباشر إن الطلاب “يجتمعون يوميًا في الخيمة ليتعلموا تاريخ مدينتهم وتراثها، وتهدف المبادرة إلى تذكير الأطفال بالأماكن التي كانت تضج بالحياة، قبل أن يدمرها الاحتلال، مثل خان يونس وقلعة البرقوق، وغيرها من المعالم التي تروي قصص المدينة المدمرة”.
وأضافت أن عدد الطلاب في ازدياد، حيث بدأ مشروعها بخمسين طالبًا ليرتفع العدد إلى 150، منوهة إلى علاقة الصداقة التي نشأت بينها وطالباتها التي لا تقوم على التدريس فحسب.
ولا ترى آلاء في التعليم وسيلة لمحو الأمية فحسب، بل تعدّه بناء لجيل واعٍ يعرف تاريخه ويحافظ على هويته، إذ تقول: “نحن نعلّم الأطفال أن هذه المدينة كانت عامرة وجميلة، وأنهم الورثة الحقيقيون لها، ويجب أن يحافظوا على ذاكرتها وتاريخها”.
وقالت الطالبة تالا سويدان “مهما فعل الاحتلال الإسرائيلي، سنستمر في التعليم، أعود دائمًا إلى خيمة المعلمة آلاء لأتعلم ولنسمو بذاكرتنا”.
وقالت الطالبة منّه دحلان “الاحتلال يحاول تدمير هذه المدينة، ولكننا سنظل نتذكرها بكل تفاصيلها، لن يستطيعوا محو ذاكرتنا، فنحن نأتي هنا لنتعلم ونتعرف على أماكننا، ولن ننسى غزة أبدًا”.
وأضافت “عندما يدمرون، يحاولون أن يحرمونا من معرفة تاريخنا، لكننا نحن أقوى، يعني لي الكثير أن أتعرف على منطقتي وأماكنها، رغم كل الدمار الذي نعيشه. أتمنى أن تنتهي الحرب وأن تعود حياتنا الطبيعية، ولكن حتى ذلك الحين، سنظل صامدين، نتعلم ونحافظ على ذاكرة مدينتنا”.
وتواصل آلة الحرب الإسرائيلية عدوانها على جميع محافظات قطاع غزة ومدنه ما أدى لتوقف المدارس والعملية التعليمية، لا سيما مع استهداف المدارس بعد استخدامها كملاذات للنازحين في الحرب التي أوقعت أكثر من 40 ألف شهيد فلسطيني إضافة لإصابة عشرات الآلاف، معظمهم من الأطفال والنساء والمدنيين.