بعد استقالة نعمت شفيق.. عودة المظاهرات المؤيدة لفلسطين إلى جامعة كولومبيا

عودة الاحتجاجات إلى جامعة كولومبيا قبل بدء العام الدراسي
عودة الاحتجاجات إلى جامعة كولومبيا قبل بدء العام الدراسي (رويترز)

على الرغم من أن العام الدراسي الجديد في جامعة كولومبيا الأمريكية لم يبدأ بعد، فإن الاحتجاجات الطلابية عادت بالفعل للحرم الجامعي في نيويورك الذي كان مركز مظاهرات مناصرة لفلسطين انتقلت إلى جامعات مختلفة في الولايات المتحدة وأوربا.

وخرج عشرات المتظاهرين في مسيرة أمام بوابات الحرم الجامعي المغلقة الأحد الماضي، ورددوا هتافات مناصرة للفلسطينيين، وحلقت فوقهم طائرة استطلاع مسيرة تابعة لشرطة نيويورك.

وتجمع أكثر من 1000 طالب جامعي جديد في جامعة كولومبيا لحضور حفل للترحيب بهم، حيث تمكنت كاترينا أرمسترونغ، الرئيسة المؤقتة الجديدة للجامعة، من التحدث للطلاب وسط ضجيج المحتجين لتشرح رؤيتها للحرم الجامعي باعتباره مكانا للنقاش المفتوح لا يجب أن يشعر فيه أحد بالاستبعاد.

كاترينا أرومسترونج أكدت أنه لا يجب أن يشعر أحد في الجامعة بالاستبعاد
كاترينا أرومسترونغ أكدت أنه لا يجب أن يشعر أحد في الجامعة بالاستبعاد (رويترز)

وكتبت أرمسترونغ، عميدة كلية الطب في جامعة كولومبيا، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى كل المتواجدين في الحرم الجامعي الأسبوع الماضي “إدارة الاحتجاجات والمظاهرات بفاعلية تسمح لنا بتطوير مهامنا التعليمية والبحثية وإتاحة الفرصة أمام حرية التعبير والنقاش”.

استقالة نعمت شفيق

وتتولى أرمسترونغ رئاسة الجامعة مؤقتا منذ استقالة نعمت شفيق في وقت سابق من شهر أغسطس/ آب الجاري بعد انتقادات واسعة لاستدعائها الشرطة لاعتقال الطلبة الذين شاركوا في المظاهرات المناصرة لفلسطين.

أعضاء هيئة التدريس بالجامعة أدانوا الطريقة التي تعاملت بها نعمت شفيق مع المحتجين
أعضاء هيئة التدريس بالجامعة أدانوا الطريقة التي تعاملت بها نعمت شفيق مع المحتجين (رويترز)

وصوت أعضاء هيئة التدريس في كلية الآداب والعلوم بجامعة كولومبيا لحجب الثقة عن شفيق بعد أن أدانوا قيامها باستدعاء شرطة نيويورك لفض الاحتجاجات.

ويأمل مسؤولو الجامعة في تجنب تكرار الاحتجاجات التي هزتها في وقت سابق من العام وأدت إلى اجتياح المئات من رجال الشرطة المسلحين الحرم الجامعي في أبريل/نيسان لإلقاء القبض على عشرات المتظاهرين الذين تحصنوا داخل مبنى بالجامعة.

وطالب المتظاهرون في جامعة كولومبيا بوقف الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، ووقف صادرات السلاح الأمريكي لإسرائيل، وقطع العلاقات المالية معها.

ووجد مسؤولو الجامعات داخل الولايات المتحدة وخارجها صعوبة في التعامل مع الخيام التي أقامها المحتجون على غرار ما حدث في جامعة كولومبيا، فيما نجحت بعض الجامعات الأمريكية في التوصل إلى اتفاقات لإنهاء الاعتصامات بعد وعود بإعادة النظر في استثماراتها في إسرائيل.

حملة نزع الفصل العنصري

وتقود الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين حملة “جامعة كولومبيا لنزع الفصل العنصري”، وهي تحالف طلابي يطالب الجامعة بوقف استثماراتها في شركات تصنيع الأسلحة وغيرها من الشركات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وقال محمود خليل، وهو طالب دراسات عليا فلسطيني وأحد المفاوضين الرئيسيين عن التحالف إن الوسطاء لم يحرزوا نجاحا يذكر خلال الصيف في محاولة إحياء المفاوضات بين إدارة الجامعة والتحالف.

وأضاف “يجب أن تتعامل الجامعة مع الطلاب باعتبارهم طلابا وليسوا تهديدا لكولومبيا وصورتها”.

ورفضت الجامعة طلبات من وكالة رويترز لإجراء مقابلات مع مسؤوليها. ورفض المتحدث باسمها الإجابة على أسئلة عن المحادثات مع التحالف.

تفاؤل بشأن القيادة الجديدة

وقالت مريم جالو، الرئيس المنتخب المقبل لمجلس طلاب جامعة كولومبيا، إنها متفائلة بشأن القيادة الجديدة.

ووصفت جالو، التي تتخصص في دراسة التاريخ، أرمسترونغ بأنها “بداية جديدة نحتاجها حقا. ليس عليها الكثير من الأعباء التي كانت تتحملها الرئيسة (السابقة) شفيق، فيما لا يزال هناك الكثير من الشكاوى والضغائن منذ العام الماضي”.

وأضافت جالو، التي لا تنتمي لتحالف جامعة كولومبيا لنزع الفصل العنصري، أنه ليس من السهل تمثيل مجموعة متنوعة من الطلاب، لكنها أشارت إلى أن المطالب الرئيسية للتحالف الذي تشكل في 2016 تحظى منذ فترة طويلة بدعم واسع بين طلاب الجامعة.

وفي العام 2020، دعا التحالف إلى إجراء استفتاء بين طلاب الجامعة وصوت نحو 60 في المئة حينها لصالح سحب استثمارات الجامعة من إسرائيل وارتفعت هذه النسبة إلى نحو 76 بالمئة في استفتاء أجري في أبريل/نيسان الماضي.

وخلال الصيف، واصل مسؤولو جامعة كولومبيا إجراءاتهم التأديبية بحق أكثر من 60 طالبا، منهم محمود خليل، على خلفية اتهامهم بخرق قواعد الحرم الجامعي.

ويقول بعض الطلاب إن الجامعة تطيل أمد التحقيقات لتثبيط عزيمة المحتجين، فيما رد متحدث باسم جامعة كولومبيا بأنها “تعمل على تسريع” وتيرة التحقيقات.

تغييرات في الحرم الجامعي

مع عودة أعضاء هيئة التدريس والطلاب إلى جامعة كولومبيا قبل استئناف الدراسة يوم الثلاثاء، لاحظوا بالفعل قيودا جديدة وتغييرات أخرى في الحرم الجامعي.

وتحولت الحديقة الجنوبية المحاطة بالسياج إلى اللون الأخضر وانتشر بها العشب مجددا بعد أن كان لونها قد تحول إلى اللون الأصفر بسبب الخيام، بينما وقف موظفو السلامة العامة يحرسون مداخل الجامعة.

وعُلقت لافتات جديدة تشير إلى حظر إقامة الخيام بموجب قواعد الجامعة.

وأُغلقت البوابات المؤدية إلى الحرم الجامعي من شوارع المدينة المحيطة بموجب نظام جديد يضع قيودا على الدخول، بعد أن ظلت هذه البوابات مفتوحة لعقود، ولم يعد الحراس يسمحون سوى بدخول الأفراد الذين يحملون بطاقات هوية تابعة للجامعة والضيوف المسجلين مسبقا.

المصدر : رويترز

إعلان