“ابتعدوا عن شوارعنا”.. بريطانيا تشهد أسوأ موجة عنف منذ 13 عاما
تشهد بريطانيا موجة عنف هي الأسوأ منذ 2011، حيث امتدت الاضطرابات إلى العديد من المدن البريطانية، وتداخلت فيها الأطراف، بين اليمين واليسار، وبين متظاهرين ضد الهجرة، وآخرين مناهضين لهم.
وأوقفت الشرطة البريطانية عشرات الأشخاص في العديد من المدن، من بينها ليفربول ومانشستر وبريستول وبلاكبول وهال، إضافة إلى بلفاست في إيرلندا الشمالية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsآخر تطورات السباق الرئاسي الأمريكي.. ترامب يصعّد ضد المهاجرين وهاريس تستهدف الأقليات
ألمانيا تطبق إجراءات صارمة على الحدود: ماذا يعني ذلك للمسافرين؟
اللحظات الأولى لمصرع 12 مهاجرا بعد تحطم قاربهم وانقلابه في قناة المانش (فيديو)
كما وقعت اضطرابات، اليوم الأحد، في روثرهام بجنوب يوركشير، عندما حطّم متظاهرون ملثمون مناهضون للهجرة نوافذ في فندق يستخدم لإيواء طالبي اللجوء.
وألقى محتجون حجارة وزجاجات على الشرطة، ما أدى إلى إصابة العديد من عناصرها، ونهبوا عددًا من المتاجر وأحرقوها.
كذلك أطلق بعض المتظاهرين شعارات مناهضة للإسلام.
خلفية الأحداث وأسباب الانفجار
تأججت الاضطرابات، وفق بعض التقارير، استنادًا إلى انتشار شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي حول خلفية المشتبه به البريطاني المولد “أكسل روداكوبانا” البالغ من العمر 17 عامًا، والمتهم بقتل 3 أطفال تتراوح أعمارهم بينن 6 و9 سنوات، بجانب إصابة 10 أشخاص آخرين.
الموجة الأسوأ منذ 2011
تعد موجة العنف الحالية هي الأسوأ في بريطانيا منذ صيف عام 2011، عندما اندلعت أعمال شغب واسعة النطاق في أعقاب مقتل رجل على أيدي الشرطة في شمال لندن.
وقالت الحكومة إن قوات الأمن لديها “كل الموارد التي تحتاج إليها” للتعامل مع الاضطرابات، وحشدت الشرطة آلاف العناصر الإضافيين لمحاولة الحد من انتشار العنف.
وشددت وزيرة العدل شبانة محمود على أن “النظام القضائي بأكمله جاهز لإصدار الإدانات في أسرع وقت ممكن”.
وقالت وزيرة الأمن ديانا جونسون: “إن أعمال الشغب لن يتم التسامح معها”، محذّرة من “عقوبات وعواقب” للفوضى.
وقالت تيفاني لينش من اتحاد الشرطة في إنكلترا وويلز: “سبق أن شهدنا أعمال شغب واشتباكات من هذا النوع، لكنها كانت محصورة في مناطق معينة من البلاد، ونرى الآن أنها تنتشر عبر المدن والبلدات الكبرى”.
الهجوم على المسلمين ومساجدهم
خلال موجة العنف، وصلت تهديدات إلى مساجد في مدينة ساوثبورت ومدينة سندرلاند في شمال شرق إنكلترا، ما أدى إلى تعزيز الأمن في مئات المؤسسات الإسلامية وسط مخاوف على سلامة المصلين.
وحمّلت الشرطة مسؤولية الفوضى لمنظمات مرتبطة بـ”رابطة الدفاع البريطانية” المناهضة للإسلام التي أسست قبل 15 عامًا، وجرى حلها.
اليمين البريطاني واستهداف المهاجرين
خلال الاحتجاجات، برز متظاهرون يلوّحون بالأعلام الإنجليزية والبريطانية ويرددون شعارات مثل “أوقفوا القوارب”، في إشارة إلى المهاجرين غير الشرعيين الذين يبحرون إلى بريطانيا من فرنسا.
كما تم الإعلان عن المسيرات على صفحات تواصل اجتماعي يمينية متطرفة تحت شعار “طفح الكيل”.
وفي المقابل نظّم متظاهرون مناهضون للفاشية مسيرات مضادة في العديد من المدن، من بينها ليدز، حيث هتفوا “ابتعدوا عن شوارعنا أيها النازيون الحثالة”، بينما هتف المتظاهرون اليمينيون المتطرفون “أنتم ما عدتم إنجليزيين”.
وخلال مسيرة سلمية في ألدرشوت بجنوب إنكلترا، رفع المشاركون لافتات كتب عليها “أوقفوا الغزو”، و”نحن لسنا من اليمين المتطرف، نحن فقط على حق”.
موقف الحكومة البريطانية
اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ستارمر أن “بلطجية” قاموا بـ”اختطاف” حزن الأمة “لنشر الكراهية”، متعهدًا أن أي شخص يرتكب أعمال عنف “سيواجه بالقوة الكاملة للقانون”.
مؤكدًا “أن الحكومة تدعم الشرطة لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة شوارعنا”.
وفي تعقيبها على هذه المظاهرات، قالت كارلا دينير، زعيمة حزب الخضر اليساري، إن الاضطرابات يجب أن تكون “دعوة للاستيقاظ لجميع السياسيين الذين روّجوا أو استسلموا” للخطاب المناهض للهجرة.