الشيخة حسينة.. سقوط سيدة بنغلاديش الحديدية بعد 15 عاما في السلطة

المظاهرات أجبرت الشيخة حسينة على الاستقالة والفرار خارج البلاد (رويترز)

استقالت رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة، الاثنين، وفرت من البلاد بعد سقوط نحو 300 قتيل على الأقل في حملة لقمع مظاهرات بدأت باحتجاجات على نظام الحصص في الوظائف الحكومية، وتحولت إلى حركة طالبت باستقالتها.

واقتحمت حشود مبتهجة مقر الإقامة الرئاسي دون أن تجد من يعترض طريقها، كما تسلق متظاهرون تمثالا كبيرا لزعيم الاستقلال الشيخ مجيب الرحمن، والد حسينة، وشرعوا في قطع رأس التمثال بفأس.

وأنهت رحلة حسينة إلى المنفى بعدما كانت على رأس السلطة في البلاد لفترة امتدت 15 عاما. وعلى مدار 20 عاما ظلت حسينة زعيمة للحركة السياسية التي ورثتها عن والدها، زعيم الاستقلال عن باكستان، الذي اغتيل مع معظم أفراد أسرته في انقلاب عام 1975، ومن حسن حظها أنها كانت تزور أوروبا في ذلك الوقت.

وأفادت تقارير إعلامية بأن الشيخة حسينة (76 عاما) لجأت مع شقيقتها إلى الهند التي وصلت إليها على متن طائرة مروحية عسكرية.

من هي الشيخة حسينة؟

وُلدت حسينة عام 1947 في جنوب غرب بنغلاديش، باكستان الشرقية آنذاك، وكانت الأكبر بين خمسة أطفال. حصلت على شهادة في الأدب البنغالي من جامعة دكا عام 1973، واكتسبت خبرة سياسية كوسيط بين والدها وأتباعه الطلاب.

عادت إلى بنغلاديش من الهند، حيث عاشت في المنفى لمدة 6 سنوات، في عام 1981، وانتُخبت رئيسة لحزب رابطة عوامي.

تعاونت حسينة لاحقا مع منافستها السياسية الشيخة خالدة ضياء، رئيسة حزب بنغلاديش الوطني المنافس، لقيادة انتفاضة شعبية من أجل الديمقراطية، وهي الانتفاضة التي أطاحت بالحاكم العسكري حسين محمد إرشاد من السلطة في عام 1990.

لكن التحالف مع خالدة ضياء لم يدم طويلا، واستمر التنافس المرير بين المرأتين في الهيمنة على السياسة في بنغلاديش لعقود من الزمان.

قادت حسينة حزب رابطة عوامي إلى الفوز لأول مرة في عام 1996، وتولت رئاسة الوزراء لولاية واحدة مدتها خمس سنوات، ثم سُجنت بتهم فساد عام 2007 بعد انقلاب قامت به حكومة مدعومة من الجيش، قبل إسقاط التهم عنهما والسماح لهما بخوض الانتخابات في العام التالي.

ثم عادت إلى السلطة مجددا في عام 2009، ولم تفقدها منذ ذلك الحين، حتى استقالتها اليوم وفرارها من البلاد التي يبلغ تعداد سكانها 170 مليون نسمة.

ومع مرور الوقت، أصبح حكمها شموليا على نحو متزايد، وشهد عمليات اعتقال جماعية للمعارضين السياسيين والناشطين، إضافة إلى الإخفاء القسري والقتل خارج نطاق القضاء.

وفي عام 2018، سُجنت خالدة ضياء رئيسة الوزراء السابقة وأرملة ضياء الرحمن، الرئيس السابق لبنغلاديش الذي اغتيل عام 1981، ومُنعت من ممارسة أي نشاط سياسي.

ويقول حزب بنغلاديش الوطني ومنظمات لحقوق الإنسان إن حكومة حسينة اعتقلت عشرة آلاف من أعضاء حزب المعارضة بتهم ملفقة في الفترة التي سبقت انتخابات يناير/كانون الثاني الماضي، التي قاطعتها المعارضة.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات، عام 2021، على فرع النخبة من قوات الأمن البنغلاديشية وسبعة من كبار ضباطها بتهمة ارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.

وعلى الرغم من الانتقادات الموجهة إلى سنواتها في السلطة، فقد نُسب إلى حسينة الفضل في إنعاش الاقتصاد وازدهار صناعة الملابس الضخمة، في حين نالت إشادة دولية لإيواء مسلمي الروهينغيا الفارين من الاضطهاد في ميانمار المجاورة.

المصدر : وكالات

إعلان