بأقل الإمكانيات.. أب من غزة يصنع حذاء خشبيًا لطفلته (فيديو)

يواجه النازح صابر دواس من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة تحديات كبيرة لتأمين احتياجات أسرته الأساسية، مع إغلاق المعابر واشتداد الحصار منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول والذي أدى لارتفاع جنوني للأسعار.

ولجأ صابر إلى صناعة حذاء خشبي لابنته للتغلب على قلة ذات اليد. وقال دواس للجزيرة مباشر: “خروج الأطفال بلا أحذية في ظل درجة حرارة مرتفعة يسبب لهم الحروق والجروح في أقدامهم ويجعل من السهل انتقال الأمراض إليهم”.

وأضاف: “أسعار الأحذية في الأسواق مرتفعة وقد تصل إلى 30 دولارًا، ولا أستطيع توفير الأحذية لبناتي الخمس”، مؤكدًا صعوبة تأمين ضروريات الحياة من طعام وشراب لعائلته، ناهيك عن الملبس وغيره من أساسيات الحياة.

ولدت الفكرة عندما أصبح شراء حذاء لابنته أمرًا يكاد يكون مستحيلًا، حيث قال دواس: “فكرة صنع الحذاء جاءتني عندما كنت أطل على الخيمة ورأيت خشبة مكسورة، استخدمتها لصنع الأحذية، كنت نجارًا متمكنًا، فصنعت الحذاء بنفسي بدلًا من دفع 30 دولارًا للحذاء.

وأضاف: “الورق والألوان كانت بصعوبة، ولكن حاولت أن أضيف لمسة من الجمال لحذاء ابنتي حتى أدخل البهجة على قلبها، فالأطفال ينجذبون للأشياء الرمزية”.

وعن ردة فعل طفلته، استكمل دواس: “ابنتي كانت تعاني من نقص الأحذية لأكثر من 7 أشهر، عندما كان لديها حذاء في بداية الحرب، كان يتم تبادله بين أخواتها، الآن وقد تأقلمت مع وضع عدم توفر الأحذية، فإنها تحافظ على هذا الحذاء المصنوع من الخشب كرمز لحمايتها، الأطفال يستوعبون التحديات التي نواجهها، والنقص في الأحذية كان كبيرًا، نحن قادرون على استخدام البدائل المتاحة لتلبية احتياجاته”.

وتظل قصة صابر دواس محاولة من محاولات البقاء في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة التي راح ضحيتها أكثر من 40 ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء والمدنيين، فيما وصف بإبادة جماعية يشهدها القطاع منذ بداية العدوان.