تشنجات وانهيار عصبي.. آثار الصدمات النفسية تلاحق النازحين وأطفالهم في قطاع غزة (فيديو)
في ظل أهوال الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة من بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تتراكم الصدمات النفسية على النازحين كما تتراكم الأنقاض على أطلال مدنهم وقراهم، تاركة في نفوسهم ندوبًا لا تمحى.
وفي حواره مع الجزيرة مباشر، قال رئيس قسم الصحة النفسية بمجمّع ناصر الطبي الدكتور محمد عفانة: “أغلب فئات المجتمع في غزة معرض للصدمات النفسية بعد الحرب، خاصة فئة الأطفال والنساء، مثلًا الأطفال يعانون من التبول اللا إرادي وقضم الأظافر وهناك من يعاني بينهم أعراضًا جسدية كالصداع المزمن وفقدان الشعر وأعراض الجهاز الهضمي”.
وأضاف عفانة، أن شدة الأعراض تختلف من حالة إلى حالة أخرى، إذ قال: “أغلب الحالات تطورت إلى اضطراب ما بعد الصدمة”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsغالانت يدعو الكابينت إلى الانعقاد فورًا والتراجع عن قراره بشأن ممر فيلادلفيا
موقع أمريكي يكشف: هكذا يدير السنوار حركة حماس خلفًا لهنية
دمار كامل.. سكان منطقة شرق خان يونس يتفقدون منازلهم بعد انسحاب دبابات جيش الاحتلال (فيديو)
ومن بين تلك الجموع الهائمة على وجوهها، تجد قصصًا تقشعر لها الأبدان، وتترك في النفس أثرًا لا يمحوه الزمن، حيث قال النازح محمد القصاص: “لديّ ابنة لا تستطيع الحركة، وبدها علاج طبيعي، وأصبح لديها تبول لا إرادي بسبب الحرب، وين ما تروح بتخاف”.
أما النازح موسى الأسطل، فقال إن الأطفال يعانون انهيارًا عصبيًا، كما يقومون بالليل على الصراخ ولا يستطيعون النوم بسبب الخوف: “أولادي بيشوفوا الأكفان بيقولوا هيجي دورنا، بنتي عندها 15 سنة صار يصير معها رجعة كالكهرباء”.
وأردف: “أنا عمري 52 سنة ما بعرف أنام وبقول لزوجتي تعالي نامي قدامي لأحسن الكلاب ياكلونا وإحنا نايمين”.
من جهتها، قالت النازحة ميسون أبو شحمة: “في اليوم بنموت ألف مرة بسبب صواريخ الحرب والأشلاء المنثورة وسط الطريق”، مؤكدة وجود الاضطرابات النفسية التي يعني منها الأطفال.
وأضافت ميسون: “الليلة ابني بيقول لي الميتين بيطلعوا، بقوله لا ما بيطلعوا وضل خايف حتى نام بجانب والده”.
أما النازحة تغريد الأخرس فتقول: “بنصحى من النوم على صوت الصواريخ مفزوعين قبل الصغار، صار للأطفال صدمات نفسية مثل التبول اللا إرادي وفزع خلال النوم والقلق والإرهاق، صار معهم مثل رجة وصرع”.
وفي كل زاوية من تلك المخيمات المؤقتة، تجد قصصًا لا تنتهي من المعاناة، قصص تشهد على ما يمكن أن تفعله الحرب بالإنسان، مثل الفزع الليلي الذي يوقظهم صارخين من نومهم، والتبول اللا إرادي الذي يخجلون منه، ما هو إلا نتيجة مباشرة لتلك الأحداث التي عايشوها عن كثب منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء والمدنيين.