بلومبرغ: جنود الاحتلال سئموا من القتال في غزة وهذا ما سيفعله الجيش في الأيام المقبلة

تصاعد الخسائر في صفوف الجنود الإسرائيليين أصابهم بالإحباط والحزن
تصاعد الخسائر في صفوف الجنود الإسرائيليين أصابهم بالإحباط والحزن (غيتي)

كشفت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، أن هناك ما يقرب من 350 ألف إسرائيلي أمضوا نحو 6 أشهر في الخدمة الاحتياطية بجيش الاحتلال منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تاركين وراءهم زوجاتهم وأطفالهم ووظائفهم، مؤكدة أن ذلك أدى إلى تصاعد الاستياء والسأم في صفوفهم مؤخرًا بشكل ملحوظ.

وأشارت الوكالة، في تقرير لها، نشرته اليوم الخميس، إلى أن عدد أفراد الجيش الإسرائيلي يبلغ نحو 170 ألف فرد من إجمالي تعداد سكاني يبلغ 10 ملايين نسمة، وهو ما يجعله جيشًا ضخمًا وفقًا للمعايير العالمية، ولكنه لا يزال صغيرًا للغاية بحيث لا يستطيع التعامل مع التحديات التي بات يواجهها خلال الآونة الأخيرة، حيث يخوض الجيش حربًا مطولة على جبهات عدة منذ نحو عام، فيما بات، بحسب التقرير، أن شعار الجيش “الصغير والذكي” الذي كانت تفتخر به إسرائيل ذات يوم، قد أصبح الآن عتيقًا.

دبابات الجيش الإسرائيلي قرب غزة (الفرنسية)

وأوضح التقرير، أن نقص أعداد القوات الإسرائيلية، لفت الانتباه نحو “الحريديم” اليهود الأرثوذوكس المتطرفين، الذين يشكلون نحو 13% من السكان ولا ينخرطون في القتال، مشيرًا إلى أنه في يونيو/حزيران الماضي، قضت المحكمة العليا في إسرائيل بإلغاء الإعفاء الطويل الأمد بحقهم حتى يتمكنوا من المساعدة في حل الموقف، وهي القضية التي أثارت انقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي وأسفرت عن احتجاجات عنيفة.

تخفيض القوى العاملة

وبحسب “بلومبرغ” يشعر أرباب العمل الإسرائيليون وكذلك جنود الاحتياط أنفسهم بالعبء، حيث تضطر الشركات إلى العمل بقوى عاملة مخفضة، وقد أسهم ذلك في العام الماضي، في انخفاض النمو الاقتصادي إلى نحو 2% بما يقرب من نصف المعدل الذي توقعته وزارة المالية قبل اندلاع الحرب.

ولفت التقرير، إلى أنه عندما أسست دولة الاحتلال في عام 1948، تم إعفاء الرجال المتدينين الذين درسوا في المعاهد الدينية، وكان عددهم بضع مئات، من الخدمة العسكرية، ومنذ ذلك الحين، نمت أعدادهم حتى أصبح هناك ما يقدر بنحو 60 ألف رجل متدين في سن التجنيد لم يخدموا في الجيش.

يهود من “الحريديم” يحتجون على اعتقال أحدهم بعد رفضه الخدمة في الجيش الإسرائيلي (الفرنسية)

وبيّن التقرير أيضًا، أن المجتمع العلماني، فضلًا عن العديد من الإسرائيليين المتدينين المعاصرين، أصبحوا يطالبون الآن بصوت عالٍ، بأن يشارك “الحريديم” في تحمل العبء، وأن مشاعر الاستياء قد تأججت مؤخرًا على وقع سقوط مئات القتلى وآلاف المصابين بين الجنود المقاتلين الذين يخدمون في غزة.

تمديد الخدمة العسكرية

ونظرًا لأن التجنيد الجماعي “للحريديم” لا يبدو حلًا سهلًا، فقد اتخذ الجيش، بحسب التقرير، خطوات بديلة لزيادة الأعداد، وتشمل هذه الخطوات المبادرة إلى مشروع قانون لتمديد الخدمة العسكرية لأشهر عدة، فضلًا عن اللوائح التي من شأنها رفع الحد الأقصى لسن التجنيد، وقد تطوع المئات من الجنود المقاتلين السابقين، الذين تجاوزوا بالفعل الحد الأقصى لسن التجنيد، للخدمة.

وكان من بين هؤلاء، يوعاز هندل (49 عامًا) وهو وزير اتصالات سابق، ساعد في تنظيم كتيبة جديدة من جنود القوات الخاصة السابقين، ومعظمهم في الأربعينيات والخمسينيات من العمر.

يوعاز هندل، وزير الاتصالات الإسرائيلي السابق (غيتي)

وقال هندل لـ”بلومبرغ” إنه على الرغم من أنهم قد لا يكونون في حالة جيدة كما كانوا في العشرينيات من العمر، إلا أنهم ما زالوا لائقين بما يكفي للقيام بالمهام الموكلة إليهم، وقد “قاتلوا بنجاح لأشهر عدة في غزة”.

وأضاف “نحن بحاجة إلى التأكد من أن حدودنا آمنة بما فيه الكفاية. لا توجد حلول حقيقية أخرى سوى وجود قوات على الأرض”.

المصدر : بلومبرغ

إعلان