“أزمة الصحة العقلية”.. دول أوروبية تحظر الهاتف المحمول في مدارسها

تتصاعد المخاوف في الدول الأوروبية إزاء الاستخدام المفرط لأجهزة الهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي بين الشباب، وسط تحركات لحظر استخدامها في المدارس، أو فرض قيود عليها.
وأبرزت دراسات حديثة صلات تنذر بالخطر بين الإفراط في قضاء الوقت أمام شاشات الموبايل، وما يترتب على ذلك من تداعيات سلبية على الصحة العقلية والأداء الأكاديمي للأطفال والشباب.
اقرأ أيضا
list of 4 items“iOS 18”.. أبل تكشف عن مزايا مهمة وأداة جديدة لتوظيف الذكاء الاصطناعي
سكرتير شخصي في هاتفك.. تعرف على أهم مزايا الذكاء الاصطناعي في هواتف غوغل الجديدة
الهاتف المحمول وسرطان المخ.. دراسة مدعومة من “الصحة العالمية” تحسم الجدل
وعلى سبيل المثال، أوصت دراسة أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، باستخدام الهواتف الخلوية في المدارس بشكل محدود، يتسم بالمسؤولية.
وتعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، عقب انتخابها لولاية ثانية في شهر يوليو/تموز الماضي، بعلاج مشكلة إدمان وسائل التواصل الاجتماعي، والتنمر عبر الإنترنت.
أزمة الصحة العقلية
وقالت فون دير لاين “نشهد المزيد والمزيد من التقارير حول ما يطلق عليه البعض أزمة الصحة العقلية، سنجري أول تحقيق على الإطلاق على مستوى أوروبا حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على سلامة الشباب. ندين لهم بذلك”.
وعن التنمر عبر الإنترنت، قالت فون دير لاين “ينزف قلبي دمًا عندما أقرأ عن شباب يؤذون أنفسهم، أو ينهون حياتهم بسبب الإساءة عبر الإنترنت”.
وتبحث دول أوروبية، أو نفذت بالفعل، فرض حظر على استخدام الهواتف المحمولة في المدارس أو فرض قيود عليها خلال ساعات الدراسة.
حظر كامل في مدارس هولندا وإيطاليا
وفرضت المدارس في أنحاء هولندا حظرًا تامًا على استخدام الهواتف المحمولة؛ حيث جرى حظر الهواتف المحمولة داخل الفصول الدراسية بالمدارس الثانوية في هولندا منذ بداية 2024 وجرى توسيع نطاق الإجراء لاحقًا ليشمل المدارس الابتدائية منذ بداية العام الدراسي الجديد في سبتمبر/أيلول الجاري.
ولا يزال من الممكن استخدام الهواتف المحمولة داخل الفصول الدراسية حال كان ذلك ضروريًا بالنسبة لدرس معين مثل تعلم مهارات التواصل، أو إذا كان التلاميذ بحاجة إليها لأسباب طبية، أو بسبب إعاقة ما.
وفي إيطاليا، يحظر استخدام الهواتف المحمولة داخل فصول الدراسة بداية من العام الدراسي الحالي، بمقتضى مرسوم أصدرته الحكومة اليمينية بقيادة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني في يوليو/تموز الماضي.
توقف رقمي مؤقت
وفي فرنسا، يجري حاليًا تنفيذ خطة تجريبية لحظر استخدام الهواتف المحمولة خلال كامل اليوم الدراسي، وذلك في 180 مدرسة متوسطة يلتحق بها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و15 سنة.
ويجري تنفيذ تجربة ما يسمى بـ”توقف رقمي مؤقت” على أكثر من 50 ألف تلميذ، وذلك قبل خطة محتملة لتطبيقه على مستوى البلاد بداية من 2025.
ويتعين على تلاميذ المدارس المتوسطة في فرنسا حاليًا إغلاق هواتفهم. وتذهب التجربة إلى أبعد من ذلك، إذ تتطلب من الأطفال تسليم أجهزة الهواتف الخاصة بهم لدى وصولهم إلى مدارسهم.
يشار إلى أن هذا جزء من تحرك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتقليص الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام شاشات الهواتف، حيث تخشى الحكومة من أنه يعوق نموهم.
وفي المجر، قررت الحكومة بزعامة فيكتور أوربان حظر استخدام أجهزة الموبايل في المدارس، على الرغم من رفض بعض الطلبة في مدارس العاصمة بودابست لهذا القرار.

أما في بلجيكا، فسوف يتم حظر الهواتف المحمولة داخل الفصول الدراسية في مئات المدارس التي تدرس باللغة الفرنسية بالعاصمة بروكسل، وأيضًا في منطقة والونيا الناطقة بالفرنسية في جنوب بلجيكا، اعتبارًا من العام الدراسي الحالي.
وعلى الرغم من ذلك، لا يوجد في منطقة فلاندرز في بلجيكا، وهي منطقة تتحدث الهولندية، حظر عام على استخدام الهواتف في المدارس، ولكن بعض المدارس فرضت حظرًا من تلقاء نفسها.
قيود على أجهزة الموبايل اثناء الدراسة
وفي اليونان، مطلوب من الطلاب الاحتفاظ بهواتفهم المحمولة في حقائبهم المدرسية أثناء الدروس. ويحظر إخراجها واستخدامها على الملأ، حتى أثناء الاستراحة بين الدروس، ومن يخالف ذلك يتعرض لعدم حضور الدروس لمدة يوم واحد.
ولم يستبعد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الأسبوع الماضي، احتمال إرغام الطلاب على حفظ هواتفهم المحمولة في مكان مغلق، ثم الحصول عليها بعد انتهاء اليوم الدراسي.
وفي العديد من المناطق في إسبانيا، جرى بشكل فعلي فرض حظر وقيود على استخدام الهواتف المحمولة في المدارس، مثل مدريد وجاليسيا وكاستيا لا مانشا (قشتالة) والأندلس وإكستريمادورا.
ووافق مجلس المدارس الحكومية في إسبانيا -أعلى هيئة استشارية حكومية في مجال التعليم- بالإجماع في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي على عدم استخدام الهواتف الخلوية في المرحلة الابتدائية، كما وافق على فرض قيود في المرحلة الثانوية.