مسؤولة أممية: النازحات في السودان بحاجة للحماية الفورية.. وانتشار الكوليرا في 11 ولاية (فيديو)

أكدت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية (ليلى بكر) أن الأوضاع التي شاهدتها خلال زيارتها للسودان “من أبشع الأوضاع التي شهدتها خلال مسيرتها المهنية”.

وشرحت المسؤولة الأممية -التي عادت من زيارة للسودان- معاناة نساء وفتيات نزحن هربًا من الحرب، وندّدت بتجريدهن “من كل ضرورياتهن الأساسية” ومواجهتهن نقصًا حادًا في الأغذية والمياه والأمان.

وقالت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان “تخيلوا الآلاف من النساء مكتظات في ملجأ حيث ليس لديهن مياه نظيفة، ولا نظافة، ولا طعام كافٍ لوجبتهن التالية، ولا رعاية طبية لهؤلاء النساء النازحات”.

نازحون في مخيم تديره مفوضية اللاجئين بالقضارف شرقي السودان في 11 سبتمبر/أيلول (الفرنسية)

أسوأ أزمات النزوح في العالم

وأوقعت الحرب المندلعة في السودان منذ أكثر من 16 شهرًا -بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو- عشرات آلاف القتلى وأدت -حسب ما ذكرت الأمم المتحدة- إلى واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم.

ونزح أكثر من 10 ملايين شخص داخل السودان أو لجؤوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، حسب أرقام الأمم المتحدة، وقالت المسؤولة “إن النزاع يضرب بقوة قلب السودان”.

ونددت بالنقص في تمويل جهود الدعم الإنساني، وأطلعت الصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك عبر الفيديو على ما شهدته خلال زيارتها إلى السودان.

“نساء تعرضن للاغتصاب”

وروت المسؤولة الأممية مجريات لقائها شابة تبلغ 20 عامًا في مركز إيواء مكتظ في بورتسودان، وقالت “كانت خجولة، طلبت منها أن تجلس بجانبي.. روت لي ما حدث وهي تهمس في أذني، أنها تعرضت للاغتصاب“.

وقالت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة، بصوت متهدّج إن الشابة النازحة زينب “تعرضت للاغتصاب أثناء فرارها من منزلها في الخرطوم، حيث فقدت كل شيء، وكانت هي المعيلة الوحيدة لأسرتها”.

وأضافت “هذه امرأة تبلغ من العمر 20 عامًا وكان ينبغي أن تكون في أوج نشاطها وحياتها”، وقالت “لقد عانت زينب 15 شهرًا من الصمت والألم حتى أتت إلى المركز وحصلت على المشورة”.

وأكدت أنه من خلال لقاءاتها مع النساء في السودان وما استمعت إليه منهن مباشرة “فإن ما يرغبن فيه أكثر من أي شيء آخر، أكثر من الماء، وأكثر من الطعام، هو الحماية الفورية من الحرب المستعرة”.

انتشار الكوليرا في 11 ولاية

يأتي ذلك في وقت أفادت فيه مصادر طبية سودانية بانتشار الكوليرا في 11 ولاية بشكل كامل في السودان، فيما قالت منظمة أطباء بلا حدود، إن تفشي الكوليرا في البلاد يجلب مزيدًا من المخاطر للناس الذين يعانون بالفعل من أذى الحرب القاسية.

وذكر موقع “سودان تربيون” أن معدل الانتشار يتفاوت بنسب مختلفة في بقية الولايات، مشيرة إلى أن ولاية كسلا تأتي في مقدمة الولايات وتحل ولاية نهر النيل في المرتبة الثانية وبعدها البحر الأحمر.

وأعلنت وزارة الصحة بولاية نهر النيل أمس، تسجيل 276 إصابة جديدة بوباء الكوليرا في أعلى حصيلة يومية تسجل بالوباء، وقالت إن عدد الإصابات التراكمي بالولاية وصل إلى 1887 إصابة بينها 54 حالة وفاة.

“المزيد من المخاطر والموت”

من جانبها، قالت منظمة أطباء بلا حدود إن انتشار وباء الكوليرا في وسط وشرق السودان يجلب مزيدًا من المخاطر والموت للأشخاص الذين يعانون بالفعل جراء الحرب في البلاد.

ودعت المنظمة السلطات السودانية إلى تسريع وتسهيل تسليم الإمدادات والأدوية مشيرة إلى أن العقبات البيروقراطية لا تزال تشكل تحديًا كبيرًا.

وبدأ تفشي الوباء في السودان منذ 12 من أغسطس/آب الماضي، بعدما اجتاحت سيول جارفة وأمطار غزيرة مناطق واسعة، ويتوقع استمرارها حتى نهاية الشهر الحالي.

وأعلنت وزارة الصحة السودانية ارتفاع إجمالي الحالات إلى 5 آلاف و81 إصابة، و176 حالة وفاة، فيما دفع ارتفاع حالات الإصابة في القضارف، السلطات المحلية إلى الاستنجاد بالمنظمات الإنسانية لإقامة مراكز عزل.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان