نيويورك تايمز: افتتاح حماس والحوثي مكاتب في بغداد يعكس تطور علاقتهما مع العراق

طلبة عراقيون ينددون بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
طلبة عراقيون ينددون بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة (رويترز)

نشرت صحيفة نيويورك تايمز، الأحد، تقريرًا لمراسلتها لشؤون الشرق الأوسط، أليسا روبن، قالت فيه إن المسؤولين في الحكومة العراقية سمحوا في هدوء لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجماعة أنصار الله الحوثيين بتأسيس وجود دائم في بغداد، وذلك بعد سنوات من زيارات قام بها ممثلو الحركتين للعاصمة العراقية.

وأضاف التقرير أنه لا توجد لافتات على المكتب السياسي لحماس في العاصمة العراقية، الذي يخضع لحراسة مشددة، والشيء نفسه بالنسبة لمكتب جماعة الحوثي الذي يقع على مسافة قريبة بالسيارة من مكتب حماس.

وذكر التقرير أن مكتبَي حماس والحوثيين يركزان على تطوير العلاقات مع العراق، وتم افتتاحهما في شهر يونيو/حزيران الماضي، وفقًا لما قالته للصحيفة مصادر عراقية وغربية، وأحد أعضاء الجماعات العراقية المسلحة للصحيفة، بشرط عدم الكشف عن هويتها.

علاقة العراق بإيران والولايات المتحدة

وأشار التقرير إلى أن افتتاح مكتبين لحماس والحوثيين في بغداد، وهو ما ينكره المسؤولون العراقيون في العلن، “يعكس الدور المتزايد للعراق في حرب الظل بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة”.

وأضاف التقرير أن العراق حاول -منذ الغزو الأمريكي الذي أطاح بالرئيس العراقي السابق صدام حسين قبل أكثر من 20 عامًا- أن “يحافظ على توازن صعب بين إيران، التي تشترك مع العراق في حدود تمتد إلى أكثر من ألف ميل، والولايات المتحدة التي لا تزال تحتفظ بقوات في العراق يبلغ عددها 2500 جندي”.

غير أن الدفة مالت لصالح إيران تدريجيًّا، كما ذكر التقرير، حيث عملت إيران بشكل ثابت على تضخيم تأثيرها السياسي بالتوسع في دعم الجماعات الموالية لها في العراق، وذلك في إطار رؤية أوسع لبناء تحالف إقليمي موالٍ لطهران في لبنان واليمن.

ووفق ما ذكره التقرير، فإن هذا التغير في علاقة بغداد مع كل من واشنطن وطهران، كان وراء قرار السماح بافتتاح مكتبَي حماس والحوثيين في العاصمة العراقية.

تعاون بين حركات المقاومة

ونقل التقرير عن توماس جونو، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أتاوا الكندية، أنه وغيره من الأكاديميين، لاحظوا اتجاه إيران إلى تشجيع حركات المقاومة المسلحة من دول مختلفة للعمل معًا.

وقال جونو إن حركات المقاومة المدعومة من إيران “تتحرك أكثر نحو العمل بشكل مؤسسي”، حيث يتم عقد لقاءات بشكل منظم بين هذه الجماعات ويتم أحيانًا تكوين غرف قيادة مشتركة.

ولاحظ جونو أن جهود التنسيق بين حركات المقاومة تصاعدت منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

مسيرة مناصرة لفلسطين أمام مسجد أبي حنيفة في بغداد (رويترز)
مسيرة مناصرة لفلسطين أمام مسجد أبي حنيفة في بغداد (رويترز)

مخاوف إسرائيل

وذكر التقرير أن هناك مخاوف لدى إسرائيل من أن الجماعات العراقية المسلحة سوف تتعاون أكثر مع حركات المقاومة لشن هجمات مشتركة على إسرائيل.

وأشار إلى أن الجماعات العراقية والحوثيين قالوا إنهم شنوا 8 هجمات مشتركة على إسرائيل في شهر يونيو/حزيران الماضي، و3 هجمات مشتركة في يوليو/تموز الماضي، وذلك وفقًا لبيانات معهد أبحاث واشنطن.

ترحيب بحماس في بغداد

ونقل التقرير عن رشيد العزاوي، رئيس الحزب الإسلامي في العراق، أن العدوان الإسرائيلي على غزة، وما أسفر عنه من كارثة إنسانية للمدنيين “تسبب في تعاطف العراقيين من جميع الأديان وجعلهم أكثر انفتاحًا على وجود حماس، حيث يُنظر إليها على أنها تقاتل من أجل قضية إنسانية”.

وذكر التقرير أن ممثل حركة حماس في بغداد هو محمد الحافي، عضو مكتب حماس للعلاقات العربية والإسلامية. وقالت الصحيفة إنها حاولت التواصل معه في أغسطس/آب عبر الهاتف في بغداد، لكنه قال إنه غير مصرَّح له بالتحدث إلى وسائل الإعلام.

كما نقل التقرير عن سعد الساعدي، عضو القيادة السياسية لحزب “صادقون”، أحد الأحزاب المؤثرة في البرلمان العراقي، أن “وجود جماعة الحوثي في العراق موضع ترحيب من كل الأحزاب العراقية، خاصة أنها تمثل جانبا مهمًّا من محور المقاومة”.

وذكر التقرير أنه منذ أوائل يوليو الماضي، التقى ممثل الحوثيين في العراق أبو إدريس الشرفي مع كبار الشخصيات في بغداد، كما زار زعماء القبائل في ريف جنوبي العراق.

المصدر : نيويورك تايمز

إعلان