هآرتس: هكذا تجاهلت المخابرات الإسرائيلية مؤشرات هجوم حماس
كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أنه في العام الماضي، قللت وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (8200) من أهمية معلومات وردتها بشأن هجوم محتمل قد تقوم به المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ومع اقتراب مرور عام كامل على هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تزايدت أعداد المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين الذين استقالوا من مناصبهم جراء ما سمته “الفشل الاستثنائي” الذي واجهوه في ذاك اليوم.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsعام على الحرب.. شهادات أهل غزة عن أصعب اللحظات التي مروا بها (فيديو)
“عملية مركبة”.. القسام تفجر عبوة في قوات الاحتلال وتستهدف مجموعة نقل القتلى والجرحى وتقصف إسرائيل (فيديو)
شاهد: اللحظات الأولى لعملية بئر السبع وهروب جنود إسرائيليين مسلحين
وأوضحت (هآرتس) أن قائد وحدة الاستخبارات الإسرائيلية “8200” يوسي سارييل، قدّم استقالته من منصبه يوم الخميس الماضي، ليلحق بزميليه، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون حاليفا، وقائد فرقة غزة آفي روزنفيلد، اللذين استقالا هما أيضًا من منصبيهما في وقت سابق.
هل يستقيل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي؟
ووفقًا للصحيفة، سوف تزداد الضغوط على كبار المسؤولين لحملهم على الاستقالة بحلول رأس السنة العبرية، الذي يبدأ في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، ومن بين هؤلاء المسؤولين رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، ورئيس المنطقة الجنوبية، وصولًا إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي.
ولفتت الصحيفة، إلى أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي، لم يقرر بعد ما إذا كان سيستقيل الآن أم لا، مشيرة إلى أن قراره يعتمد على عوامل عدة، من بينها إمكانية التصعيد المحتمل مع (حزب الله) في لبنان.
لكن كلًا من هاليفي ورئيس جهاز الأمن الداخلي رونين بار، يعتقدان، بحسب الصحيفة، أن نتنياهو يخطط لاستبدالهما بأشخاص “مطيعين”، ولذا فإن فرص رحيلهما ضئيلة على الأقل في الوقت الحالي.
اعتراف بالخطأ
وكتب سارييل رسالة طويلة إلى مرؤوسيه يعلن فيها أنه في السابع من أكتوبر “لم أقم بمهمتي كما توقعت من نفسي، وكما توقع مني مواطنو إسرائيل”.
وأضاف أنه يستطيع المغادرة الآن، لأن الوحدة 8200 أكملت تحقيقاتها بينما تواصل الإسهام في “المجهود الحربي”، ومن المرجح، وفق الصحيفة، أنه ينوي التقاعد من الجيش، رغم أنه لم ينص على هذا في خطاب الاستقالة.
واعترف سارييل بأحد أكبر الأخطاء التي ارتكبها هو ورجاله، مؤكدًا أن السياسة المتبعة على حدود غزة كانت تتطلب تعاملًا خاصًا ودقيقًا للغاية بسبب الطبيعة الحساسة للوضع الأمني هناك، وتابع “المسؤولية عن دور الوحدة 8200 في الفشل الاستخباري والعملياتي تقع على عاتقي بالكامل”.
نجاح في 2014 وإخفاق في 2023
وتحدث ساريير في محاولة لتبرير جانب من موقفه قائلًا “قبل أكثر من عام من الحرب، حصلت على خطة منسوبة لحماس تنطوي على توغل حدودي، ومن أجل إجهاض تلك المحاولة تم اقتراح خطة أطلق عليها اسم (جدار أريحا)، ولكن بطريقة أو بأخرى لم تمنحها المخابرات العسكرية وهيئة الأركان العامة الاهتمام الذي تستحقه. في الواقع، لم يسمع بعض كبار المسؤولين، بما في ذلك وزير الدفاع يوآف غالانت، عنها إلا بعد أسابيع قليلة من اندلاع الحرب”.
وأوضحت الصحيفة أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أحبطت هجومًا للمقاومة الفلسطينية حاولت القيام به عبر نفق في كرم أبو سالم عشية حرب غزة عام 2014، مشيرة إلى أن أجهزة الأمن في ذلك الوقت، تصرفت وفقًا للقواعد وعملت عن كثب مع كبار المسؤولين حتى تم رفع التهديد.
ولكن في المقابل لم يتم القيام بأي شيء من هذا تقريبًا في هجوم السابع من أكتوبر، عندما كان التهديد أعظم بكثير، وربما كان السبب الرئيس، بحسب الصحيفة، هو الافتراض بأن سيناريو الهجوم كان نظريًا وكانت فرص تنفيذه ضئيلة.
أحدهم “دق ناقوس الخطر” ولكن..
وأضافت “هآرتس”، “هذا ما قاله ضابط الاستخبارات في الفرقة لضابط صف في الوحدة 8200، الذي دق ناقوس الخطر قبل وقت قصير من الهجوم بشأن رصده تدريبات عديدة أجراها مقاتلو حماس بالقرب من الحدود”.
وبحسب الصحيفة أيضًا، وكنتيجة مباشرة للفشل الاستخباري عشية الهجوم، كاد مقاتلو القسام أن يقتحموا قاعدة (ياركون) الإسرائيلية الواقعة بالقرب من كيبوتس “أوريم”، ولم يمنعهم سوى خطأ عشوائي في الملاحة من اقتحام القاعدة، لكنهم رغم ذلك تمكنوا من قتل عدد من الجنود هناك وسرقة بعض أسرار الأمن الإسرائيلية العليا.
وبيّنت الصحيفة، أنه على الرغم من النجاحات العديدة التي حققتها الوحدة 8200، إلا أنه الصعب تجاهل الصلة بين فشلها في بداية الحرب و”الثقافة النرجسية” التي طغت على قيادة الاستخبارات العسكرية خلال السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن الضباط كانوا يتباهون بعقد اجتماعات مع المسؤولين التنفيذيين لشركات التكنولوجيا العملاقة مثل غوغل وأمازون، متجاهلين الجهود الأمنية “المملة” على الحدود.
وأوضحت “هآرتس” أنه تم تخصيص الكثير من الوقت لقضايا مهمة، ولكنها هامشية مثل تجنيد الجنود من خلفيات اجتماعية واقتصادية منخفضة، ناهيك من الادعاءات بالمساعدة في حل مشاكل المناخ.
وبدلًا من ذلك، تخلى قادة الوحدة عن دق ناقوس الخطر من قائمة مهامهم الرئيسة، وفي نهاية المطاف، ظلت مؤشرات هجوم (حماس) تتراكم وسط غفلة من المسؤولين حتى انفجر الرعب.