من هم الفئات الذين لا يزالون يستخدمون أجهزة البيجر؟
مع تحول الهواتف المحمولة إلى أداة الاتصال الرئيسة في العالم، أصبحت أجهزة الاتصال اللاسلكي المعروفة بـ”البيجر” شيئًا من الماضي إلى حد كبير، بعدما بلغ الطلب عليها ذروته في التسعينيات.
ولكن هذه الأجهزة الإلكترونية الصغيرة لا تزال وسيلة حيوية للاتصال في بعض المجالات، مثل الرعاية الصحية وخدمات الطوارئ، بفضل متانتها وعمر بطاريتها الطويل.
اقرأ أيضا
list of 4 items“نصيحة” من بايدن لإسرائيل بشأن احتمالية ضرب المنشآت النفطية الإيرانية
غارة إسرائيلية تدمر بناية في بيروت واندلاع حرائق في الجولان جراء صواريخ حزب الله (فيديو)
عام على الحرب الإسرائيلية على غزة.. تسلسل زمني لأبرز الأحداث
ويقول جراح كبير في أحد المستشفيات البريطانية لوكالة “رويترز”: “إنها الطريقة الأقل تكلفة والأعلى كفاءة للتواصل مع عدد كبير من الأشخاص فيما يتعلق بإرسال رسائل لا تحتاج إلى ردود”.
وأوضح أن أجهزة “البيجر” تُستخدم على نطاق واسع من قبل الأطباء والممرضات في هيئة الصحة الوطنية البريطانية، حيث تُوظف لإبلاغ الموظفين بمواقعهم المطلوبة ومواعيد عملهم وأسباب التوجيهات.
وخلال اليومين الماضيين تم تفجير آلاف أجهزة “البيجر” التي يستخدمها أعضاء (حزب الله) اللبناني في جميع أنحاء البلاد، مما أسفر عن استشهاد 20 شخصًا وإصابة ما يقرب من 3 آلاف آخرين.
وقالت مصادر أمنية لبنانية إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) هو المسؤول عن زرع المتفجرات داخل الأجهزة.
وتُستخدم أجهزة “البيجر” في هيئة الصحة الوطنية البريطانية بشكل كبير، حيث كانت تملك حوالي 130 ألف جهاز “بيجر” في عام 2019.
وأوضحت مصادر طبية أن هؤلاء الأطباء والعاملين في أقسام الطوارئ يحملون هذه الأجهزة أثناء العمل، حيث يمكنها إطلاق صفارات إنذار وبث رسائل صوتية لتنبيه الفرق الطبية بأكملها لحالات الطوارئ.
لماذا يستخدم (حزب الله) أجهزة “البيجر”؟
وفي السياق الأمني، ذكرت مصادر مطلعة على عمليات (حزب الله) للوكالة أن المقاتلين يستخدمون أجهزة “البيجر” كوسيلة اتصال بسيطة تكنولوجيًا لتفادي تعقب إسرائيل لمواقعهم.
ويُعَّد تتبع هذه الأجهزة أصعب من تتبع الهواتف الذكية لأنها تستقبل الرسائل عبر إشارات لاسلكية دون الحاجة لإرسال معلومات إلى الشبكة، كما أنها تفتقر إلى تقنيات الملاحة الحديثة مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
وكانت أجهزة “البيجر” خيارًا شائعًا بين المجرمين، خاصة تجار المخدرات في الولايات المتحدة، إلا أن العصابات اليوم تحولت إلى استخدام الهواتف المحمولة المسبقة الدفع، وفقًا لضابط سابق بمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، كين جراي.
وأضاف أن المجرمين تطوروا مع مرور الوقت واستخدام التكنولوجيا الأحدث.
وتشهد سوق أجهزة “البيجر” العالمية نموًا متزايدًا، رغم أنها تمثل جزءًا ضئيلًا من سوق الهواتف الذكية، فقد بلغت قيمتها 1.6 مليار دولار في عام 2023، وفقًا لتقرير شركة “كوجنتيف ماركت ريسيرش”، مع توقعات بنمو سنوي مركب بنسبة 5.9% حتى عام 2030، مدفوعًا بزيادة الطلب في قطاع الرعاية الصحية.
وأوضح التقرير أن أمريكا الشمالية وأوروبا هما أكبر سوقين لأجهزة “البيجر”، حيث تحققان 528 مليون دولار و496 مليون دولار من الإيرادات على التوالي.