وثائق مسربة عن المساعدات في غزة تضع بلينكن في مأزق.. وتصاعد الدعوات لإقالته

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن (رويترز)

دعا ناشطون لإقالة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بعد نشر موقع (بروبابليكا)، أمس الثلاثاء، وثائق مسربة تكشف تعمُّده منع دخول المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة، وتفضيله سياسة التجويع كسلاح في الحرب، فضلًا عن تضليل الكونغرس.

وخلص تقرير (بروبابليكا) إلى أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومكتب اللاجئين التابع لوزارة الخارجية، أكدا أن إسرائيل تتعمد عرقلة المساعدات إلى قطاع غزة، بما في ذلك قتل عمال الإغاثة وقصف المستشفيات. وقد أصدرت الوكالة مذكرة من 17 صفحة توثق هذه الأفعال، لكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن نفى هذا التقرير أمام الكونغرس في وقت لاحق، زاعمًا أن الولايات المتحدة لم تجد دليلًا على أن إسرائيل تمنع شحنات المساعدات.

ورغم نفي بلينكن فقد أشارت جهات حكومية أمريكية أخرى إلى أن إسرائيل تقيد دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك مكتب السكان واللاجئين والهجرة، الذي طالب بتفعيل قانون المساعدات الخارجية. يحظر هذا القانون تقديم الدعم العسكري لأي دولة تمنع المساعدات الإنسانية، وإسرائيل، التي تُعَد أكبر متلق للمساعدات العسكرية الأمريكية، تواجه ضغوطًا بسبب الهجمات التي أدت إلى استشهاد أكثر من 41 ألف فلسطيني.

ورغم الدعوات من مشرعين أمريكيين، مثل السيناتور بيرني ساندرز وإليزابيث وارن، لوقف توفير الأسلحة لإسرائيل، فقد وافقت إدارة بايدن على بيع أسلحة بقيمة 20 مليار دولار، وفي الوقت نفسه، حذرت الأمم المتحدة من المجاعة في قطاع غزة وتفشي شلل الأطفال نتيجة الظروف الصحية المتدهورة، مشيرة إلى أن إسرائيل تمنع دخول المواد الحيوية لتنقية مياه الشرب إلى القطاع.

وإثر هذا التقرير، طالب ناشطون محليون ومؤسسات حقوقية بإقالة بلينكن، واعتبر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية “كير” موقف بلينكن انتهاكًا للقانون الأمريكي.

وأصدر (كير) بيانًا موجزا قال فيه “إن تضليل بلينكن للكونغرس بشأن الحصار الإسرائيلي المتعمَّد للمساعدات الإنسانية إلى غزة هو انتهاك للقانون الأمريكي. الشعب الأمريكي يستحق قادة يقولون الحقيقة، بناءً عليه حان الوقت لمحاسبة إدارة بايدن على تواطئها المستمر في الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة”.

وقالت المرشحة الرئاسية جيل شتاين “كذب أنتوني بلينكن على الكونغرس بالرغم من علمه أن إسرائيل كانت تجوّع غزة عمدًا فقط لمواصلة تسليح الإبادة الجماعية. نطالب بلينكن بالاستقالة، كما نحث إدارة بايدن على الكف عن تسليح إسرائيل بشكل غير قانوني”.

 

 

أما الباحثة آسال راد، فقد استحضرت تغريدة سابقة لبلينكن قال فيها وقتها “إن رفض روسيا تمديد مبادرة البحر الأسود للحبوب يضر بملايين الجياع حول العالم، إن استخدام الغذاء كسلاح أمر غير معقول، ونحن نحث روسيا على عكس هذا المسار”.

وتابعت آسال في تغريدة أخرى “إنه التقرير الثاني على الأقل الذي يغطي فيه بلينكن على إسرائيل في الكونغرس وينتهك القوانين الأمريكية، من خلال إرسال إسرائيل أسلحة على الرغم من الأدلة على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”، بينما قال الكاتب علي أبو نعمة “يجب أن تدعو إلى محاكمة هذا الوحش الملطخ بالدماء”.

ورأى الكاتب أوين جونز أن “إسرائيل تتعمد تجويع غزة من الغذاء والدواء، على علم من القيادة الأمريكية وتستر منها، وأن كل القادة الإسرائيليين والأمريكيين يستحقون السجن”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان