بينها الولايات المتحدة وفرنسا.. 12 دولة تدعو إلى هدنة فورية بين حزب الله وإسرائيل

إيمانويل ماكرون جو بايدن
لقاء سابق بين الرئيسين ماكرون وبايدن (رويترز)

دعا بيان مشترك صادر عن 12 دولة ومنظمة، بينها الولايات المتحدة وفرنسا، صباح اليوم الخميس، إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، بهدف إفساح المجال للجهود الدبلوماسية.

ولم ينص البيان على أن وقف إطلاق النار يشمل قطاع غزة، رغم تشديد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في أكثر من مناسبة على أن وقف إطلاق النار مع إسرائيل مرهون بوقف الأخيرة حربها على القطاع المستمرة منذ قرابة عام.

وقال البيان المشترك إن “الوضع بين لبنان وإسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لا يُحتمل، ويمثل خطرًا غير مقبول لتصعيد إقليمي أوسع”.

حان الوقت لتسوية دبلوماسية

واعتبر أن استمرار هذا الوضع “ليس في مصلحة أحد، سواء شعب إسرائيل أو شعب لبنان”.

وأكد البيان أن “الوقت حان للتوصل إلى تسوية دبلوماسية تُمكن المدنيين على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية من العودة إلى منازلهم بأمان”.

واستدرك “لكن لا يمكن أن تنجح الدبلوماسية وسط تصعيد هذا الصراع”.

هدنة مؤقتة لـ21 يوما

ودعت الدول والمنظمات الموقعة على البيان إلى “وقف إطلاق نار فوري لمدة 21 يومًا على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية لتوفير مساحة للدبلوماسية من أجل التوصل إلى تسوية دبلوماسية تتماشى مع القرار 1701 من مجلس الأمن، وتنفيذ القرار 2735 بشأن وقف إطلاق النار في غزة”.

مجلس الأمن (رويترز)

وتابعت “ندعو جميع الأطراف، بما في ذلك حكومتا إسرائيل ولبنان، إلى دعم وقف إطلاق النار المؤقت فورا وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 1701″.

وأكدت على استعداها بعد ذلك لـ”دعم جميع الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل خلال هذه الفترة، مع البناء على الجهود التي بُذلت خلال الأشهر الماضية، لإنهاء هذه الأزمة بشكل كامل”.

ما هو القرار 1701؟

ويدعو قرار مجلس الأمن رقم 1701، الصادر في 11 أغسطس/ آب 2006، إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة) ونهر الليطاني في جنوب لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل الأممية.

مدفعية إسرائيلية تطلق النار على الحدود الفلسطينية اللبنانية (الفرنسية)

وقد تبنّى مجلس الأمن، في 10 يونيو/حزيران الماضي، مشروع قرار أمريكيا برقم 2735، يدعم التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في غزة، ويتضمن صفقة لتبادل الأسرى، وضمان وصول مساعدات إنسانية كافية ومستدامة إلى جميع أنحاء القطاع.

وصدر البيان المشترك عن كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وأستراليا وكندا واليابان وقطر والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي.

ردود

ويأتي في اليوم الرابع من العدوان الإسرائيلي “الأعنف والأوسع والأكثر كثافة” على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل قرابة عام.

وفي أول رد، رحب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بنداء وقف إطلاق النار المؤقت الوارد في البيان المشترك، وفق ما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، الخميس.

رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي
رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي (الفرنسية)

لكن ميقاتي، وفق الوكالة، قال إن “العبرة تبقى في التطبيق عبر التزام إسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية”.

من جانبه، أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت رفضه لوقف إطلاق نار مؤقت مع حزب الله. وقال بينيت، عبر منصة إكس، إن “العالم الآن يدفع باتجاه وقف إطلاق النار مع حزب الله، لكن الأمور لا تسير بهذه الطريقة”. وأضاف “إسرائيل يجب أن تزيل تهديد حزب الله لعائلاتنا”، وفق قوله.

وتابع “إذا أراد حزب الله وقف النار، فعليه إلقاء السلاح، ونزع سلاحه، والابتعاد 15 كم عن الحدود”.

مبادرة جديدة

وتجدر الإشارة إلى أن البيان الدولي المشترك جاء بعد دقائق من بيان مشترك آخر للرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبرا فيه أن “الوقت حان للتوصل إلى تسوية على الحدود الإسرائيلية اللبنانية توفر الأمان والسلامة اللازمين لتمكين المدنيين من العودة إلى منازلهم”.

والأربعاء، كشف موقع أكسيوس الأمريكي أن إدارة بايدن تعمل مع فرنسا وعدة دول أخرى، منذ أيام، على مبادرة دبلوماسية جديدة لوقف مؤقت للقتال بين إسرائيل وحزب الله، واستئناف المفاوضات حول اتفاق وقف الحرب في غزة وتبادل الأسرى.

الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

وأوضح “أكسيوس” أنه في إطار هذه الجهود عقد بايدن وماكرون مباحثات في نيويورك الأربعاء، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ حيث ناقشا المبادرة الدبلوماسية.

ومنذ صباح الاثنين الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي “أعنف وأوسع” هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، وأسفر الهجوم عن 636 قتيلا، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى 2505 جرحى ونحو 390 ألف نازح.

وفي المقابل، يستمر دوي صفارات الإنذار في إسرائيل، إثر إطلاق حزب الله مئات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات ومقر الموساد بتل أبيب، وسط تعتيم صارم على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.

المصدر : وكالات

إعلان