العثور على تذكرة سفر من لبنان.. مهمة شبه مستحيلة وهذه هي البدائل
حاول المهندس الزراعي اللبناني، جيلبير مدوّر (32 عاما)، مرارا حجز تذكرة سفر إلى لشبونة، حيث تعقد شركة أسمدة عالمية يعمل لحسابها الأسبوع المقبل اجتماعا لجميع موظفيها مقررا منذ مطلع العام، لكنه لم يتمكن بعدما ألغت الخطوط الجوية التركية رحلاتها من بيروت وإليها.
وقال مدوّر لوكالة الأنباء الفرنسية “أُلغيت رحلتي من بيروت إلى إسطنبول التي كانت مقررة الاثنين المقبل، فحاولت إيجاد رحلات أخرى عبر إسطنبول ومنها إلى لشبونة، من دون أن أوفّق”.
اقرأ أيضا
list of 4 items“ولكن الله رمى”.. أبرز عمليات حزب الله ضد إسرائيل يوم الخميس (فيديو)
استشهاد 9 أشخاص من عائلة واحدة جراء قصف إسرائيلي لمنزل جنوبي لبنان (فيديو)
غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من لبنان تسفر عن 25 شهيدا (فيديو)
على غرار مسافرين كثر، لم يبقَ أمام مدوّر الذي يسافر بمعدّل ثلاث مرات شهريا، خيار سوى شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية التي حاول إيجاد مقعد على إحدى طائراتها.
وأكد “أول رحلة متوافرة إلى إسطنبول كانت الخميس المقبل، لكن ذلك لا يناسبنا، أنا وزميلَيّ، لأن الندوة تنتهي في ذلك اليوم”.
ويُظهر الموقع الرسمي لمطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وهو المطار الوحيد العامل في لبنان، إلغاء عشرات الرحلات القادمة والمغادرة، مع تسيير معظم الرحلات من جانب شركة الطيران اللبنانية وشركات قليلة أخرى، مثل الخطوط الإثيوبية والعراقية وشركة (بيغاسوس) التركية المنخفضة التكلفة.
إلغاء الرحلات الجوية
حاول مدوّر التوجه إلى أي دولة يمكنه أن يستقلّ منها طائرة إلى لشبونة، لكنه وجد أن “كل الرحلات المغادرة من بيروت هذا الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل إما محجوزة بالكامل أو كلفة التذكرة باهظة الثمن”.
ولا يختلف حال هذا الشاب اللبناني عن الكثير من مواطنيه، فمع استمرار الغارات الإسرائيلية الكثيفة على لبنان، أصبح العثور على مقعد في طائرة مغادرة من بيروت مهمّة شبه مستحيلة، خاصة بعد أن ألغت أغلب شركات الطيران الأجنبية رحلاتها.
ومنذ مطلع الأسبوع، كثّفت إسرائيل وتيرة ضرباتها على حزب الله في مناطق مختلفة في لبنان، في تصعيد غير مسبوق منذ بدء تبادل إطلاق النار بين الحزب وإسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأثار ذلك المخاوف من توسع رقعة الصراع ودفع شركات طيران كثيرة إلى وقف رحلاتها أو تمديد إجراء تعليق رحلاتها الذي كان ساريا أساسا، وطلبت دول عدة من رعاياها المغادرة أو تجنّب السفر الى لبنان.
السفر عن طريق دولة أخرى
على غرار مدوّر، واجه المخرج هيثم شمص صعوبة في إيجاد تذكرة سفر في رحلة مباشرة الى بوخارست بعدما أوقفت شركة “تاروم” الرومانية رحلاتها.
وقال لوكالة الأنباء الفرنسية “منذ الاثنين، بدأت البحث عن تذكرة عن طريق مكتب سفر”.
وروى بانزعاج أن لديه عملا في رومانيا أول نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لكنه قرر السفر مبكرا، مضيفا “لا يُعقل أن أعلق في لبنان وأخسر عقد عمل”، خصوصا أنه المعيل الوحيد لعائلته.
بعد انتظار يومين، عرض مكتب السفر على شمص تذكرة عبر طيران الشرق الأوسط إلى إسطنبول، ومنها إلى بوخارست، مانحا إياه نصف ساعة ليقرر، وقال “شعرت بضغط شديد لكنني قررت ألا أفوّت الفرصة”، وبالتالي فرصة العمل التي ينتظرها.
والتذكرة الوحيدة التي توافرت لشمص كانت على درجة الأعمال إلى اسطنبول “بكلفة لامست 1300 دولار ذهابا وإيابا”، وفق قوله.
طلب كبير على تذاكر الطيران
وأكد أنطوان طبال مدير المبيعات في طيران الشرق الأوسط أن الشركة “تشغّل يوميا بين ثلاث وخمس رحلات إضافية إلى وجهات عدة”، بينها باريس وإسطنبول ودبي، تلبية لارتفاع الطلب على رحلاتها.
وأوضح “الطلب أكبر من عدد المقاعد المتاحة، وهذا ما يخلق أزمة”.
وقال جان عبود رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر إن “الطلب ازداد أضعاف الأضعاف بينما العرض ضئيل جدا”.
وشرح أن “مئات وكلاء السياحة والسفر يرصدون الإعلان عن رحلات جديدة، وما أن تتاح لهم طائرة إضافية حتى يحجزون كل مقاعدها لزبائنهم في غضون عشر دقائق”.
وشكى لبنانيون من ارتفاع أسعار البطاقات المتوافرة، الأمر الذي ردّه عبود لاحتساب الكلفة التشغيلية لرحلتَي ذهاب وإياب، إذ إن “رحلة الذهاب تكون محجوزة بالكامل أما العودة فتكون فارغة”.
السفر إلى قبرص
ومع عقبات السفر جوا، يلجأ كثير من اللبنانيين إلى السفر برا إلى الأردن أو بحرا إلى جزيرة قبرص التي تبعد حوالى 250 كيلومترا عن السواحل اللبنانية.
ويعرض أحد مكاتب السفر رحلات على متن حافلات من بيروت إلى عمّان مرورا بسوريا، وهي رحلة شاقة تستغرق حوالى 12 ساعة، بكلفة تراوح بين 65 و125 دولارا.
وتسيّر شركات نقل بحري رحلات على متن يخوت تستغرق خمس ساعات من ميناء ضبية شمال بيروت إلى مدينة آيا نابا في شرق قبرص.
وقال الكابتن بيار أبو سعد رئيس شركة (بوتينغ ليبانون) لوكالة الأنباء الفرنسية “سيّرنا هذا الأسبوع 12 يختا يقل كل منها بين 9 و14 راكبا”.
وبلغ متوسط سعر البطاقة للشخص الواحد 1200 دولار، وفق أبو سعد الذي يعتبر أن التكلفة “مدروسة” نظرا إلى أن “الكلفة التشغيلية لليخت أكبر من كلفة تشغيل طائرة” بسبب عوامل عدة بينها عدد الركاب وأسعار الوقود.
وتنتشر مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لهذا البديل، وقال أحدهم عبر (تيك توك) وهو يقف أمام يخت “إن كانت الطائرة غير متوفّرة، فاليخت ينتظرك”.