رغم محاولات الإقصاء.. احتفاء واسع بفوز صحفية من غزة بجائزة الإيمي (فيديو)
احتفى مدونون بفوز الصحفية وصانعة الأفلام الوثائقية، بيسان عودة، بجائزة إيمي، أول أمس الأربعاء، عن فئة أفضل قصة إخبارية قصيرة، وجاء فيلمها المقدم من +AJ بعنوان “إنها بيسان من غزة وأنا ما زلت على قيد الحياة”، ناقلًا مشاهد من مأساة القطاع المحاصر ومعاناة تأمين أقل الموارد لإبقاء الفلسطينيين أحياء.
وجاء هذا الفوز بعد أن مارست الجماعات اليهودية ومجموعات ضغط تضم فنانين وكتابًا بارزين في هوليوود جهودًا لإلغاء ترشيح بيسان المعروفة باسم “الحكواتية”.
اقرأ أيضا
list of 4 items“حيّ أم شهيد أم أسير؟”.. عائلات المفقودين في غزة تكابد آلام الانتظار (فيديو)
الاحتلال الإسرائيلي يحاصر مستشفى كمال عدوان
مقتل شخصين في مستوطنة كريات شمونة شمالي إسرائيل
وجاءت أبرز تلك المحاولات من “المجتمع الإبداعي” الذي جمع توقيعات شخصيات فنية شهيرة، من بينهم الممثلة ديبرا ميسينج وشيري لانسينغ والمنتج حاييم سابين وآخرون، يزعمون أن بيسان مرتبطة بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي صنفتها الولايات المتحدة “جماعة إرهابية”.
الصحافة ليست جريمة
ورفضت لجنة جوائز إيمي للأفلام الإخبارية والوثائقية المعروفة باسم “ناتاس” تلك المزاعم، معتبرة أن بيسان تمكنت من نقل الجمهور عبر عدستها إلى الخطوط الأمامية للصراع في بلدها رغم الظروف القاسية، وقد راجعت لجنتان من المحكمين المستقلين فيلمها، بما في ذلك كبار القيادات التحريرية في الشبكات الأمريكية الكبرى مثل “سي إن إن” و”إيه بي سي” و”ناشونال جيوغرافيك”.
وأشار رئيس ناتاس، آدم شارب، إلى أن فيلم بيسان اختير للترشيح من بين أكثر من 50 مشاركة في إحدى أكثر الفئات تنافسية هذا العام.
وأمس أعلن عن فوز الفيلم، وسط تصفيق حار من الحضور، ولم تتمكن بيسان عودة من الحضور لكونها محاصرة رفقة شعبها داخل غزة، وقال المنتج التنفيذي لـAJ+ جون لورانس، عند قبوله الجائزة “هي شهادة لامرأة واحدة، لا تمتلك سوى هاتف آيفون، نجت من القصف الذي استمر قرابة عام، إذ قُتل أكثر من 100 صحفي فلسطيني في غزة، بما في ذلك العديد من زملائنا في الجزيرة، كما تم إغلاق مكتبنا في الضفة الغربية المحتلة تحت تهديد السلاح الأسبوع الماضي،. نشكركم، وكذلك مجتمعنا الصحفي، على هذا التقدير، ونحثكم على الانضمام إلينا في القول بأن الصحافة ليس جريمة”.
تكريم لكل الصحفيين
وقالت ديمة الخطيب مديرة قنوات AJ+ “هذه الجائزة تمثل تكريما لكل الصحفيين الفلسطينيين الشباب وشهادة باحترافهم. لقد نجح برنامج بيسان عودة في إضفاء طابع إنساني على التغطية الصحفية لما يجري في فلسطين، بعد عقود من التجاهل من قبل وسائل إعلام معروفة. إن الفوز بهذه الجائزة انتصار لإنسانية الفلسطينيين. ونفخر بهذه اللحظة المشرقة وسط ظلمة الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، وبيسان ستستمر في التغطية”.
من جهتها، علقت بيسان عودة على هذا الفوز قائلة “كلنا نعرف الحقيقة، لكن خوفنا يقوض قدرتنا على الصدح بها، وأحيانًا يدفعنا حتى لإخفائها، لكن تذكروا أن العالم بدون احتلال، عالم بدون خوف، والحقيقة هي السبيل الوحيد لنتحرر من الخوف”. وسبق أن فاز برنامج بيسان عودة بجوائز دولية أخرى منها جائزة بيبودي، وجائزة إدوارد آر مورو.
وحظيت بيسان بدعم واسع عبر المنصات، فقالت سارة الشيخ عبر إكس “من المحزن للغاية أن نشاهد بيسان تفوز بجائزة إيمي في حين أنها لا تزال عالقة في خضم الإبادة الجماعية”.
So dystopian to watch Bisan, a young Palestinian journalist and filmmaker win an Emmy when she is still trapped in the midst of a genocide. https://t.co/wZiGlErs1n
— Sarah Shaikh🍉 (@sarahshaikhx) September 26, 2024
“أصيب الأشرار بنوبة غضب”
وفي السياق ذاته، قالت المدونة سيمون زيمرمان “إن شجاعة بيسان وصدقها في قول الحقيقة يستحقان أكثر من مجرد تكريم رمزي، ففي عالم عاقل، كان عملها ليحفز وقفًا كاملًا لتوريد الأسلحة إلى إسرائيل، ولكن بدلًا من ذلك، استمرت حكومة الولايات المتحدة في كونها وكيلًا نشطًا للإبادة الجماعية، حيث أصيب الأشرار في الصناعة بنوبة غضب شديدة لـ(عدم) إلغاء هذه الجائزة”.
Bisan’s bravery & truth telling deserve more than a symbolic honor. In a sane world, her work would’ve catalyzed a total halting of weapons to Israel.
Instead, the US gov continues to be an active agent of genocide as ghouls in the industry had a hissy fit to cancel this award. https://t.co/TsdtaGEnUr
— Simone Zimmerman (@simonerzim) September 26, 2024
وتميز برنامج “أنا بيسان من غزة، وما زلت على قيد الحياة” بنقل يوميات سكان القطاع ومعاناتهم إلى العالم، في ظل الحرب المستمرة على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ونال البرنامج إشادة واسعة من قبل منصات إعلامية دولية، وحصد جوائز مرموقة.
يشار إلى أن جوائز إيمي تأسست عام 1949، وتُعتبر من أرفع الجوائز المخصصة للإنتاجات التلفزيونية على مستوى العالم.
وتُنظم هذه الجوائز من قبل الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم التلفزيونية، التي تضم أبرز الشخصيات الإعلامية والفنية من أكثر من 50 دولة، حيث تُعد النظير التلفزيوني لجوائز الأوسكار، وتكرم الأعمال البارزة بمجال التلفزيون، سواء في الولايات المتحدة أو دول أخرى.