الرئيس الصومالي: مصر تدعمنا وكل الخيارات مطروحة إذا حاولت إثيوبيا احتلال أي جزء من أراضينا (فيديو)
قال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إن بلاده “تسعى لحل الخلاف مع إثيوبيا بالطرق السلمية، ونأمل ألا تصل الأمور لمستوى الحرب”، مضيفا أن “الصومال دولة ذات مستقلة وذات سيادة، وسنفعل كل ما بوسعنا للدفاع عن بلدنا”.
وأكد محمود في مقابلة مع الجزيرة مباشر في العاصمة الصومالية مقديشو أن “كل الخيارات مطروحة حال حاولت إثيوبيا احتلال أي قطعة من أراضينا”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبعد إغلاق “المكتبة المصرية”.. القاهرة تدعو رعاياها لمغادرة أرض الصومال
بعد تسلُّم شحنة أسلحة كبيرة من مصر.. وزير الدفاع الصومالي: تجاوزنا مرحلة الإملاء
إثيوبيا تبدي قلقها من وصول إمدادات أسلحة مصرية إلى الصومال
وأوضح محمود أن موقف الصومال تجاه توقيع اتفاقية تفاهم بين إثيوبيا ومنطقة أرض الصومال الانفصالية ثابت، حيث “طلبنا من إثيوبيا أن تصل للبحر من خلال الصومال وفق القوانين المتفق عليها”.
وأشار محمود إلى أن هناك 16 دولة إفريقية لا تطل على البحار، ولكن تستطيع الوصول إليها، مضيفا أن “المشكلة مع إثيوبيا ليست الوصول للبحار، إذ يمكنها ذلك عبر جيبوتي وميناء بربرة الصومالي، ولكنها تريد السيطرة على أراضي تابعة لجمهورية الصومال”.
لن نقبل الاعتداء على سيادة الصومال
وتابع “إثيوبيا تريد إنشاء قاعدة بحرية في خليج الصومال أو بحر عدن لكي تكون قوة في المنطقة، لكن هذا لن يحدث”.
وأكد “جوهر مذكرة التفاهم التي وقعها رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد مع رئيس الوزراء في أرض الصومال هو الوصول للبحر وإقامة قاعدة بحرية على أرض الصومال، وهو وضع لايمكن لجمهورية الصومال أن تقبله”.
وأضاف “لا يمكن أن نقبل الاعتداء على سيادة الصومال ووحدة أراضيه، وهو يمثل خرقا لميثاق الأمم المتحدة وميثاق الاتحاد الإفريقي والقوانين الدولية”.
وشدد على أن مشكلة أرض الصومال هي “مشكلة صومالية داخلية ولا يحق لإثيوبيا أن تتخذ قرارا بشأنها”، مضيفا أن “الأمم المتحدة لم تعترف بأرض الصومال، كذلك لم يعترف بها الاتحاد الأوروبي او الاتحاد الإفريقي، ولايوجد أي أساس شرعي لاعتراف إثيوبيا بها”.
وأضاف أن “إثيوبيا ليس لديها القدرة على بناء طرقها وحل مشاكلها ولا تستطيع بناء قاعدة بحرية بمفردها، لكن هناك دولا تدفعها لذلك”.
احتلال مطارات جنوب الصومال
واضاف أن إثيوبيا تتدخل منذ فترة طويلة في شؤون الصومال، ومنذ توقيع اتفاقية التفاهم مع أرض الصومال “زودت القبائل في المناطق الحدودية بالأسلحة، واحتلت مدارج المطارات وادعت أن قوات مصرية ستأتي منها، وهذا خرق لكل القوانين والمعاهدات الدولية”.
وأوضح أن العداء بين البلدين يعود لقرون وليس جديدا، قائلا “حاولنا أن ننهيه مؤخرا، لكن للأسف إثيوبيا دمرت الثقة وتعيد المشكلة لقرون مضت، وينكأون جروحا قديمة بين البلدين”.
وعبر محمود عن أمله في أن توفق تركيا في إيجاد حل سياسي للخلافات بين الصومال وإثيوبيا.
لا قوات مصرية في الصومال
وقال الرئيس الصومالي “دولتنا ذات سيادة، وإذا قررت أن تكون قوات مصرية ضمن قوات حفظ السلام فهذا قرار سيادي يخص مصر والصومال، ولا يمكن لإثيوبيا أن تملي على الصومال ما الذي يجب القيام به”.
وأكد أنه لم تصل قوات مصرية للصومال، مضيفا أن “مصر تدعم الصومال وتدرب قواتنا الأمنية وتمدنا بالمعدات التي نحتاجها، وليس هناك جنود مصريون في الصومال، وغدا يوم آخر”.
وأوضح محمود أن “الصومال وقع اتفاقية دفاعية مع مصر، لكن لدينا أيضا اتفاقيات أمنية دفاعية مع إثيوبيا، ومع دول إفريقية أخرى مثل كينيا”.
الحرب على الإرهاب
واشار محمود إلى أن بلاده “تخوض حربا ضد الإرهاب مع الجماعات الموالية لتنظيم القاعدة نيابة عن العالم لتحقيق استقرار المنطقة”.
وأكد أن الصومال طلب دعما من دول مختلفة لمواجهة الحرب ضد التنظيمات الإرهابية، واستجابت مصر لكن لا يقتصر الأمر عليها “فهناك دول كثيرة تدعم الصومال”.
وأوضح أن ما يحدث في البحر الأحمر “يؤثر على تنمية بلدنا وعلى أمننا واستقرارنا، وما يحث الآن هو أن منطقة البحر الاحمر باتت خارجة عن السيطرة، وهناك عمليات تهريب أسلحة للصومال من دول مجاورة، ونحن غير راضين عن ذلك”.
وأضاف “لم نُدع للمشاركة في عملية حارس الازدهار التي تقودها الولايات المتحدة، ولكن إذا دعينا فسوف نسهم بكل ما يمكننا تقديمه، وموقفنا واضح، نفضل الحلول السياسية من خلال الحوار”.
العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
وعن العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة قال محمود “يؤسفنا جدا ما يحدث في غزة وما تقوم به إسرائيل يستحق الإدانة”.
وطالب المجتمع الدولي “بفرض المزيد من الضغوط على إسرائيل لوقف سفك الدماء والجلوس على طاولة المفاوضات”، مشيرا إلى أن “حل الدولتين هو الأفضل حيث يمكن الفلسطينيين من الحصول على دولتهم المستقلة”.
وقف الحرب في السودان
وعن الحرب الدائرة في السودان قال محمود “يقلقنا وضع السودان الراهن وسنقدم كل أوجه الدعم في سبيل حل المشكلة الراهنة”، مضيفا “نريد تحقيق استقرار السودان والحفاظ على سيادته من خلال الحوار والتفاوض”.
ودعا البرهان وحميدتي “إلى إسكات البنادق ووقف القتال والاستجابة لدعوات الجهات المخلصة لإنقاذ السودان من أزمته”.
وأكد محمود عدم انحياز الصومال لأي من الأطراف في السودان وحرصه على حل الأزمة الراهنة بالتفاوض والحوار.