في مراكز النزوح بصيدا.. نازحون يروون مآسي الفرار والنجاة من الموت بسبب القصف الإسرائيلي (فيديو)

أجبر القصف الإسرائيلي الأخير على لبنان آلاف السكان من جنوبي البلاد، على الفرار من بلداتهم وقراهم في خط المواجهة الثاني من منطقتي النبطية وصور، وصولًا إلى الزهراني في قضاء صيدا.

وشهد لبنان موجة نزوح سابقة من خط المواجهة الأمامي الحدودي إلى مناطق أكثر أمنًا، ولا سيما مدينة صيدا ومحيطها.

وداخل أحد مراكز الإيواء، في مدرسة “الدكتور نزيه البزري الرسمية” الثانوية، جرت استضافة نحو 142 عائلة نازحة مكونة من 850 شخصًا، موزعين على قسمَي الثانوية في الصفوف والأروقة الداخلية، حيث يفترش النازحون الأرض ويتقاسمون لقمة الطعام وشربة المياه.

وقال الحاجة مريم اللبن، وهي في إحدى غرف المدرسة، بعد أن حولت المقاعد الدراسية الخشبية إلى ما يشبه الصالون للجلوس عليها، للجزيرة مباشر بحرقة وغضب “تهجرت من بلدة الغسانية في الزهراني، بعد أن اقترب القصف من المنازل السكنية، وفي اليوم التالي قُصف منزلنا ودُمر بكامله. إسرائيل دولة مجرمة وغاصبة”.

وأضافت “إسرائيل دولة ظالمة ولو أتيح لنا -في إشارة إلى النساء- الفرصة لقاتلناها”.

القصف يلاحق المدنيين

وروى الشاب علي طالب، الذي نزح من بلدة برج رحال في منطقة صور مع زوجته، تفاصيل رحلة فراره من القصف والموت الذي يلاحق المدنيين الأبرياء، قائلًا “هربنا من برج رحال تحت القصف ووصلنا إلى صيدا، وكانت رحلة شاقة استمرت ساعات طويلة”.

أطفال من جنوب لبنان تحولوا لنازحين بسبب القصف الإسرائيلي (رويترز)
أطفال من جنوبي لبنان تحولوا إلى نازحين بسبب القصف الإسرائيلي (رويترز)

ووقف الطفل حسين، الذي هُجّر من بلدة بين ليف الجنوبية مع عائلته، يتأمل كلمات كُتبت على لوح المدرسة عن العدالة وحقوق الانسان، وكُتب عليه “صامدون في الجنوب وسنعود”.

وقالت جدته أم محمد “هول القصف أجبرنا على النزوح الى صيدا، الله يهدّها إسرائيل، لقد هجّرتنا من بيوتنا”، مشيرة إلى حسن استقبال أبناء صيدا لهم.

احتياجات النازحين كبيرة

وأكد محيي الدين حفوضة، مسؤول جمعية الكشاف المسلم والمشرف على المركز، أن “الخدمات التي تُقدَّم إلى النازحين من البلدية تأتي وقت أن نطلبها”، موضحًا أنه “ليس هناك مواد مخزنة مسبقة بينما الاحتياجات كبيرة، لا سيما المواد الغذائية والحليب والحفاظات ومواد التنظيفات وسواها، ونبذل كل جهد من أجل تأمينها”.

وكانت الحكومة اللبنانية قد أعلنت تفعيل خطة الطوارئ وتفعيل خلية المخاطر وإدارة الأزمات والكوارث التي تشارك فيها البلديات وهيئات ومؤسسات المجتمع المدني على اختلافها لمواجهة احتياجات الأعداد الكبيرة من النازحين.

وبلغ عدد النازحين إلى مدينة صيدا وحدها أكثر من 10 آلاف موزعين على 20 من مراكز الإيواء، وهي مدارس رسمية.

وقال رئيس خلية الأزمة الحكومية ووزير البيئة اللبناني ناصر ياسين لرويترز، السبت، إن نحو مليون لبناني نزحوا بسبب الهجمات الإسرائيلية من بينهم مئات آلاف منذ الجمعة.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان