توماس فريدمان: فوز ترامب ونتنياهو يعني خسارة إسرائيل

متظاهرون في تل أبيب ينددون بسياسات نتنياهو
متظاهرون في تل أبيب ينددون بسياسات نتنياهو (رويترز)

ذكر الكاتب الأمريكي توماس فريدمان في مقال في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، لديه مصلحة واحدة يهتم بتحقيقها، وهي “نجاته السياسية حاليًا”، حتى لو قوضت مصلحته بقاء إسرائيل في الأجل الطويل.

وقال فريديمان إنه لايوجد أدنى شك لدى كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي ومرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة، أن مصالح نتنياهو ستدفعه للقيام باي شيء خلال الشهرين القادمين قد يلحق الضرر بفرصها الانتخابية، ويعزز موقف منافسها الجمهوري دونالد ترامب.

وأضاف فريدمان أن عقيدة النجاة عند نتنياهو أصبحت أكثر أهمية له منذ أن تم توجيه الاتهام إليه عام 2019 بتهم التزوير والرشوة وخيانة الثقة، ما يعني أنه لا بد أن يبقى رئيسًا للحكومة كي يتجنب دخول السجن إذا انتهت محاكمته بالإدانة.

“التحالف مع أسوأ السياسيين”

ومن ثم، حرص نتنياهو بعد فوزه بفارق ضئيل في الانتخابات العامة في إسرائيل عام 2022 على “التحالف مع الأسوأ من بين أسوأ السياسيين في إسرائيل” لكي يبقى في الحكم، كما ذكر فريدمان.

وأوضح فريدمان أن مجموعة السياسيين الذين تحالف معهم نتنياهو هم “مجموعة من العنصريين اليهود المتطرفين”، الذين وصفهم رئيس سابق للموساد بأنهم شديدو العنصرية، وأسوأ من جماعة “كلوكس كلان” الأمريكية، وهي جماعة كانت تقوم بقتل واختطاف الأمريكيين من أصول إفريقية.

واضاف فريدمان أن هذه المجموعة من العنصريين اليهود وافقت على دعم حكومة نتنياهو مقابل ضمان السيطرة العسكرية الدائمة لإسرائيل على قطاع غزة والضفة الغربية، وهددوا نتنياهو بإسقاط الحكومة إذا وافق على صفقة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين لدى إسرائيل.

مظاهرات تطالب بصفقة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين
مظاهرات تطالب بصفقة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين (رويترز)

ومضى الكاتب يقول إن نتنياهو يواصل الحرب في قطاع غزة حتى يحقق ما وصفه بالنصر الكامل”، دون أن يحدد بالضبط ما الذي يعنيه بهذا النصر، إذ إنه في الواقع وضع هدفًا لا يمكن تحقيقه لكي يتخذ قرار وقف الحرب عندما يحقق مصلحته في النجاة سياسيًا.

عملية احتيال

وضرب فريدمان مثالًا بما أعلنه نتنياهو، يوم الاثنين الماضي، عن رفضه الموافقة على صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين إذا كان هذا يعني خروج القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، مشيرًا إلى أن جنرالات إسرائيليين أكدوا وجود بدائل كثيرة لمراقبة المحور بشكل فعال دون الحاجة للبقاء فيه.

ونقل فريدمان عن المراسل العسكري لصحيفة هآرتس، عاموس هاريل، قوله إن كل ما يقوله نتنياهو هو “عملية احتيال” تهدف إلى إرضاء حلفائه من اليمين المتطرف الذين يحلمون بعودة المستوطنات إلى قطاع غزة، فيما “يتذرع نتنياهو بغطاء المصالح الأمنية لكي يُبقي على موقعه السياسي”.

هاريس في وضع صعب مع تصاعد رفض شباب الديمقراطيين لممارسات إسرائيل
هاريس في وضع صعب مع تصاعد رفض شباب الديمقراطيين لممارسات إسرائيل (رويترز)

وضع هاريس في موقف حرج

وقال فريدمان إن نتنياهو يعرف أنه يضع هاريس في موقف صعب بمواصلة الحرب في قطاع غزة في ظل سقوط أعداد متزايدة من الضحايا من المدنيين.

وتخشى كامالا هايس، كما قال الكاتب، من توجيه الانتقادات علنا لنتنياهو خشية خسارة أصوات اليهود الأمريكيين، وتخشى في ذات الوقت “أن تبلع لسانها”، حسب وصف فريدمان، وتتجنب الإشارة إلى الضحايا في غزة، لتخسر أصوات مؤيدة للديمقراطيين بين العرب والمسلمين، خاصة في ولايات هامة مثل ميشيغان.

وأضاف فريدمان أن نتنياهو في رأيه حريص على فوز ترامب لأنه يعلم أن كثيرًا من شباب الديمقراطيين “يعادون إسرائيل أو على الأقل يعادون إسرائيل التي يخلقها نتنياهو”.

وختم فريدمان مقاله بالقول إن فوز ترامب وفوز نتنياهو يعني أن “إسرائيل سوف تخسر، وسيظل قطاع غزة يغلي، وسيظل تحت احتلال القوات الإسرائيلية، وستكون إسرائيل دولة منبوذة أكثر من أي وقت مضى، وسيزداد عدد الإسرائيليين الموهوبين الذين يهاجرون منها بحثًا عن فرص في الخارج”.

وأضاف فريدمان “لكن نتنياهو سوف يبقى في السلطة لدورة أخرى، وهذا كل ما يهم”.

المصدر : نيويورك تايمز

إعلان