طفلة فلسطينية تروي قصة نجاتها بعد ساعات قضتها تحت ركام منزلها (فيديو)
ساعات قاسية مرت كعقود على الطفلة الفلسطينية سنا أسعد أبو شمالة تحت أنقاض منزلها في قطاع غزة، بعد أن دمره القصف الإسرائيلي، ونجت منه بأعجوبة.
وصفت سنا للجزيرة مباشر كيف عاشت هذه الساعات العصيبة تحت ركام 3 طوابق من منزلها قائلة “لما كنت تحت الأنقاض، كنت حاسة بشعور مرعب لم أتخيله في أسوء كوابيسي. كنت خائفة أن يمضي الوقت ويمتد لساعات وأيام دون أن ينتشلني أحد”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsكانت ترتدي حذاء التزلج.. استشهاد طفلة في غزة أثناء لهوها أمام منزلها (فيديو)
تصويب ودهس.. صحفيون فلسطينيون يروون استهدافهم من قبل الاحتلال (فيديو)
محلل إسرائيلي: لم يُعثر على أي نفق صالح للاستخدام بمحور فيلادلفيا
وأضافت والعبرات تخنقها “كنت أتساءل ماذا حل بأهلي؟ بأمي وأبي وإخوتي وأخواتي، ولا أدري بمن أفكر بهم، أم بعمي وعائلته أم بجدتي أم بنفسي؟”.
استسلمت سنا لمصيرها فاستعدت للشهادة، واستبعد عقلها احتمالات النجاة حتى سمعت صراخ أختها، فطمأنتها قائلة “متصرخيش يا بسمة، احنا شهداء، اتشاهدي على روحك ولا تصرخي”.
شهداء وجرحى تحت الأنقاض
وبصوت حزين تخنقه العبرات، وصفت شقيقتها بسمة أبو شمالة للجزيرة كيف عاشت اللحظات الأولى للقصف، وكيف انشقت الأرض وهوت بهم طوابق العمارة قائلة “تحسي بضغط الانفجار الهائل، لا تستطيعي معه أن تتحركي أو تفتحي عيونك أو حتى تتنفسي، كأنه هول من أهوال القيامة، وكل هذا في ثوان”.
وأضافت “لما أدركت إني على قيد الحياة تحركت وأدرت وجهي فرأيت أخي ينتفض وينزف من رأسه لأخمص قدمه، هنا انفجرت صارخة طالبة النجدة، وفي الطوارئ رأيت أختي سنا وأخي عبد الرحمن الذي مكث يومين في العناية ثم استشهد”.
ووصفت الفتاتان لحظة قدوم عمهما لنجدتهما بلحظة انبعاث الأمل في روح الميت.
تحدث عمها مروان أبو شمالة عن شعوره لحظات سماعه أصوات بنات أخيه قائلًا “كنت أبحث عن الجميع، وعن زوجتي وأمي وأبنائي، وبدأ اليأس يدب فيّ حتى سمعت صوت من بين الأصوات الصادرة من باطن الهدم يقول: أنا سنا، أنا سنا. فبدأت أرفع الحجارة الملتهبة بيدي وأنا لا أرى، حتى تدخل طاقم الدفاع المدني”.
“وكأنك تمشي في الظلام”
وروى مروان أبو شمالة تفاصيل اللحظات الأولى للغارة الإسرائيلية “قصفوا مربع عائلة أبو شمالة غرب خان يونس بحزام ناري، وكانت العاشرة صباحًا، لكنك لا ترى شيء من سواد الرماد، وكأنك تمشي في الظلام، وأغلق الطريق أمام سيارات الإسعاف”.
وكان مكتب الأمم المتحدة في جنيف قد أصدر تقريرًا في مايو/أيار الماضي، لفت فيه إلى أن عدد الشهداء المختفين تحت أنقاض غزة يقدر بنحو 10 آلاف شهيد، وهو العدد الذي يُتوقع ارتفاعه، مع استمرار الحرب، ويظل انتشالهم تحديًا كبيرًا لهيئة الدفاع المدني الفلسطيني بسبب تدمير البنية التحتية وغياب المعدات اللازمة.
وخلّف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة أكثر من 40 ألف شهيد، وأكثر من 94 ألف جريح، ودمارًا واسعًا في منازل قطاع غزة وبنيته الأساسية.