القضاء البريطاني يصدر حكمه ضد رجل أضرم النار بفندق للاجئين

توماس بيرلي كان يسعى لإلحاق أشد الضرر بنزلاء الفندق من اللاجئين
توماس بيرلي كان يسعى لإلحاق أشد الضرر بنزلاء الفندق من اللاجئين (الغارديان)

حكمت محكمة بريطانية، اليوم الجمعة، على رجل بالسجن 9 سنوات لتعمده إضرام حريق بفندق يؤوي طالبي لجوء، خلال أعمال شغب استهدفت مهاجرين وتجمعات للمسلمين، ليكون هذا أطول حكم يصدر حتى الآن فيما يتعلق بمرتكبي الجرائم خلال هذه الأحداث.

وأقر توماس بيرلي (27 عامًا) بالذنب في تعمد إضرام حريق بنية تعريض أرواح للخطر، بعدما أشعل النار في حاوية قمامة عند مدخل فندق قرب “روذرام” في شمال إنجلترا في الرابع من أغسطس/آب الماضي.

وقالت أليشا كاي ممثلة الادعاء العام إن بيرلي وضع الحطب في حاوية قمامة مشتعلة بالفعل، وموضوعة أمام باب الفندق خلال احتماء الموظفين والنزلاء بالداخل.

وأضافت أن موظفي الفندق تحصنوا في غرفة طوارئ “واعتقدوا أنهم سيحترقون حتى الموت”، فيما بقي نحو 200 فرد من طالبي اللجوء محاصرين في الفندق لساعات طويلة.

أعمال الشغب أشعلها ناشطون من اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين
أعمال الشغب أشعلها ناشطون من اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين (رويترز)

وحكم القاضي جيريمي ريتشاردسون على بيرلي، الذي أقر بذنبه أيضًا في أعمال فوضى عنيفة وحيازة سلاح هجومي، في محكمة “شيفيلد كراون”، وقال إن أفعال بيرلي “موصومة بالعنصرية من البداية إلى النهاية”.

وشارك بيرلي في اشتباكات مع رجال الشرطة استمرت ساعات طويلة، وأسفرت عن إصابة 64 شرطيًا بجروح.

“منشورات خبيثة وجاهلة”

وذكر ريتشاردسون أن ما دفع بيرلي للمشاركة في الفوضى هو “منشورات خبيثة وجاهلة” على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال القاضي مخاطبًا بيرلي “كنتَ مشاركًا رئيسًا في محاولات جاهلة وعنصرية لفرض حكم الغوغاء”.

وأضاف القاضي “قصدت أن يتعرض نزلاء الفندق (وهم من طالبي اللجوء) لإيذاء شديد، وشاركت في اعتداء وحشي على الشرطة التي كانت تحاول بشجاعة الحفاظ على النظام”.

واندلعت أعمال الشغب بعد أن بث ناشطون ينتمون إلى اليمين المتطرف معلومات كاذبة على مواقع التواصل عن قيام طالب لجوء مسلم بقتل 3 فتيات في حفل بلدة “ساوثبورت” شمال إنجلترا في 29 يوليو/تموز.

وسرعان ما اتضح زيف هذه المزاعم بعد أن أعلنت السلطات اعتقال شاب بريطاني مولود في مدنية كارديف، عاصمة ويلز، ومن أسرة مسيحية هاجرت من رواندا، ووجهت له الاتهام بقتل الفتيات.

يذكر أن بيرلي تمت إدانته مرات عدة من قبل السلطات البريطانية في تهم مختلفة، منها التحرش بدوافع عنصرية.

مظاهرات في لندن تندد بالعنصرية والكراهية
مظاهرات في لندن تندد بالعنصرية والكراهية (رويترز)

واستهدف نحو 400 شخص من المتطرفين الفندق خلال أعمال شغب استمرت أيامًا، وشابها العنف والنهب وإضرام الحرائق عمدًا، والقيام بهجمات عنصرية.

واستهدفت أعمال الشغب، وهي الأعنف والأوسع التي شهدتها المملكة المتحدة منذ عام 2011، المساجد ومراكز إيواء المهاجرين في أنحاء البلاد جميعها.

وسارع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالعمل على السيطرة على أعمال الشغب حتى توقفت، كما تعامل معها القضاء بشكل حازم.

المصدر : أسوشيتد برس + رويترز

إعلان