السودان.. نزوح كثيف جراء القصف بالخرطوم ومدير منظمة الصحة العالمية يصل إلى بورتسودان (فيديو)
نزحت مئات الأسر السودانية، صباح اليوم السبت، من مدينة بحري شمال الخرطوم بعد تبادل القصف المدفعي العنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع، حسب ما أفاد شهود عيان.
من ناحية أخرى، وصل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم إلى مدينة بورتسودان السودانية، اليوم السبت، برفقة حنان حسن بلخي المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط وعدد من مديري المنظمة.
دعم منظمة الصحة العالمية
وقال وزير الصحة الاتحادي هيثم محمد إبراهيم، في تصريحات صحفية بمطار بورتسودان اليوم، إن الزيارة تأتي امتدادا لدعم منظمة الصحة العالمية للسودان خلال الفترة الماضية وتتويجا للعلاقات المتميزة.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل بتنسيق وتعاون مشترك بين السودان والمنظمة الدولية على مدى عقود طويلة، وقال إن دعم المنظمة لا يقتصر على الدعم المالي والفني فقط بل يمتد إلى تحريك جهود المنظمات العالمية الأخرى لتمويل أنشطة السودان.
وأشار إلى أن الزيارة ستشمل تنظيم مقابلات مع قيادة الدولة، وكذلك لقاء الممثل المقيم لوكالات الأمم المتحدة، إضافة إلى عدد من الزيارات التفقدية والميدانية للمرافق والمنشآت الصحية، فضلا عن زيارة لمركز إيواء النازحين.
حركة نزوح كبيرة
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان في منطقة حطّاب بمدينة بحري شمال الخرطوم -حيث توجد قاعدة عسكرية للجيش السوداني- أن مئات الأسر فرّت من المنطقة “بعد اشتداد القصف المدفعي بين الجيش وقوات الدعم السريع” التي تسعى للسيطرة على هذه القاعدة وتهاجمها منذ ثلاثة أيام.
وقال نصر الدين أحد سكان المنطقة “منذ صباح السبت، رحلت مئات الأسر وهي تحمل بعض أمتعتها فوق رؤوسها وتسير شمالا هربا من القصف المدفعي”.
وأضاف أن “قوات الدعم السريع هاجمت منازل المواطنين جنوب حطّاب، وأسرت بعضهم وأطلقت النار على آخرين”.
“حرب مستعرة”
ومنذ إبريل/نيسان عام 2023، يشهد السودان حربا مستعرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، أسفرت عن عشرات آلاف القتلى، في حين تفيد تقديرات بأنها قد تصل إلى “150 ألفا”.
ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجؤوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، حسب أرقام الأمم المتحدة، وتسببت المعارك في دمار واسع بالبنية التحتية، وخرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.
وأمس الجمعة، دعا خبراء من الأمم المتحدة إلى نشر قوة “مستقلة ومحايدة من دون تأخير” في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان.
وخلص الخبراء المكلفون من مجلس حقوق الإنسان في تقرير إلى أن المتحاربين “ارتكبوا سلسلة مروعة من انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم يمكن وصف الكثير منها بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وقال محمد شاندي عثمان رئيس بعثة تقصي الحقائق بشأن السودان إن “خطورة هذه النتائج تؤكد الحاجة الملحّة إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين”.
وكان مجلس حقوق الإنسان قد أنشأ هذه البعثة نهاية العام الماضي بهدف توثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ اندلاع الحرب قبل نحو 17 شهرا.