وول ستريت جورنال: هكذا تُنتج حماس فيديوهات الأسرى الإسرائيليين
وصفت أفيفا سيغل، الأسيرة الإسرائيلية السابقة في قطاع غزة، لصحيفة وول ستريت جورنال الطريقة التي كانت تتبعها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لإنتاج مقاطع فيديو للأسرى، مؤكدة أنها كانت تتم بحرص وعناية شديدين.
وقالت سيغل، التي تحمل الجنسية الأمريكية ولا يزال زوجها كيث أسيرًا في غزة، إن فريق إنتاج مقاطع الفيديو كان يتضمن مصورًا، وشخصًا آخر يتحدث العبرية، يقوم بإعداد النص الذي ستقوم بقراءته، ويتابع ما تقوله، ويذكّرها إذا نسيت بعض المعلومات من هذا النص.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsلابيد: على إسرائيل وقف حرب غزة وإبرام صفقة تبادل أسرى
رئيس سابق للشاباك: لهذا السبب فقط يُصر نتنياهو على احتلال محور فيلادلفيا
نادي الأسير الفلسطيني يكشف أهداف الاحتلال من نشر فيديوهات الأسرى في سجن مجدو
وأضافت سيغل، التي قضت 51 يومًا أسيرة في غزة تحدثت خلالها أمام الكاميرا ثلاث مرات، أنها “كانت دومًا تنسى شيئًا ما”. مثلًا تنسى القول إن عمرها 62 سنة، أو أن تطلب من “بيبي”، وهو الاسم الذي يشتهر به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن يعيدها إلى أسرتها.
غير أن الشخص الموجود مع فريق الإنتاج، الذي يمسك النص المكتوب بالعبرية، كان يقوم بتذكيرها بما نسيت، ولهذا كانت تعيد قراءة النص مرات عدة حتى يكون صحيحًا بشكل كامل.
وأضافت الصحيفة في تقريرها الذي نشرته السبت أن حماس طلبت من القائمين على حراسة الأسرى تصوير مقاطع فيديو والتقاط صورهم بشكل منتظم، على الرغم من القتال العنيف الذي تخوضه مع الجيش الإسرائيلي، مما يبرز أهمية هذه المقاطع بالنسبة لحماس.
الضغط على الرأي العام
وأضافت الصحيفة أن عائلات الأسرى ربما وجدت صعوبة في أن ترى أحباءها في الأسر، لكنها حرصت على مشاهدة مقاطع الفيديو “كعلامة نادرة على أن الأسرى قد لا يزالون على قيد الحياة”.
ونقلت الصحيفة عن جيرشون باسكين، وهو مفاوض إسرائيلي أسهم في التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع حماس عام 2011، أنها تُنتج فيديوهات أكثر تطورًا في هذه الحرب.
وأضاف باسكين أن مقاطع الفيديو التي تبثها حماس للأسرى “تُظهر فهمًا جيدًا للمجتمع الإسرائيلي، إضافة إلى الحرفية في تقطيعها”، مشيرًا إلى تحسّن قدرة حماس على استخدام اللغة العبرية “حتى أن بعض الفيديوهات بها سطور من العهد القديم”، وفق ما قاله للصحيفة.
وأضاف باسكين أن حماس تحاول الاستفادة من مشاعر الرأي العام، التي “أصبح صوتها أعلى كثيرًا وأوسع” مما كان عليه، وذلك بهدف الضغط على حكومة نتنياهو للتوصل إلى صفقة لوقف الحرب وتبادل الأسرى.
تأثير كبير على المجتمع الإسرائيلي
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل عثرت على جثث ستة أسرى في نفق تحت الأرض برفح جنوبي قطاع غزة الأسبوع الماضي، من بينهم هيرش غولدبرغ بولن، وبعدها نشرت حماس مقطع فيديو له ولأسرى آخرين، يتحدثون أمام الكاميرا قبل مقتلهم، ويتوسلون لإطلاق سراحهم.
ونقلت الصحيفة عن أسرى إسرائيليين تم إطلاق سراحهم أن الفيديو الذي ظهر فيه غولدبرغ بولن “مصوغ بدقة بهدف زيادة الضغط على الرأي العام الإسرائيلي ليضغط على الحكومة كي تقبل اتفاقًا لوقف إطلاق النار وتبادل سجناء فلسطينيين مع بعض الأسرى الإسرائيليين الذين قد يصل عددهم إلى 97 أسيرًا”.
وأوضحت الصحيفة أن هناك مخاوف من أن نصف هذا العدد من الأسرى قد أصبح في عداد الموتى، مع تصاعد مخاوف أسرهم من أن الوقت ينفد لإنقاذ من تبقى منهم.
وأكد باسكين أن الفيديوهات التي نشرتها حماس أخيرًا “لها تأثير كبير في المجتمع الإسرائيلي، وهذا ما تسعى إليه”.
يُذكر أن إسرائيل شهدت مظاهرات واسعة شارك فيها الآلاف عقب عثور السلطات الإسرائيلية على جثث الأسرى الستة، حيث ندد المتظاهرون برفض نتنياهو المتواصل لإبرام صفقة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى.