الأورومتوسطي: إسرائيل استهدفت 16 مدرسة إيواء في غزة خلال شهر واحد إمعانا في الإبادة الجماعية

أطفال غزة يدفعون ثمن القصف المتوالي لمدارسهم
أطفال غزة يدفعون ثمن القصف المتوالي لمدارسهم (رويترز)

وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تصاعدًا كبيرًا في سياسة إسرائيل الممنهجة في استهداف المدارس، التي تحولت إلى مراكز إيواء للمدنيين النازحين قسرًا في قطاع غزة، دون إنذار مسبق، متسببة بقتل وإصابة المئات منهم.

وأكد المرصد أن ما تقوم به إسرائيل هو “جزء من جريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ بداية عدوانها على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.

وأفاد المرصد الأورومتوسطي أن فريقه الميداني وثّق قصف الطائرات الإسرائيلية منتصف ليل السبت الموافق السابع من سبتمبر/أيلول، مدرسة “حليمة السعدية”، التي تؤوي مئات النازحين قسرًا في جباليا النزلة شمالي قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 4 منهم وإصابة آخرين بجروح.

كما قصفت الطائرات الإسرائيلية قبيل عصر السبت مدرسة “عمرو ابن العاص”، التي تؤوي نازحين، شمالي مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 4 فلسطينيين، أحدهم طفل، وإصابة آخرين بجروح.

مدارس قطاع غزة تعرضت لدمار كلي أو جزأي جراء القصف الإسرائيلي
مدارس قطاع غزة تعرضت لدمار كلي أو جزئي جراء القصف الإسرائيلي (رويترز)

قصف 16 مدرسة منذ بداية أغسطس

وطبقًا لبيانات المرصد، فإنه منذ بداية أغسطس/آب الماضي، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي 16 مدرسة تستخدم كمراكز إيواء في قطاع غزة، 15 منها شمال وادي غزة، ما أدى إلى استشهاد 217 فلسطينيًّا، وإصابة المئات، عدد كبير منهم من النساء والأطفال.

وأوضح المرصد أن استهداف المدارس وتدميرها على رؤوس النازحين لا يستند إلى أي مبرر فعلي، ويشكل انتهاكًا صارخًا لمبادئ التمييز، والضرورة العسكرية، والتناسبية، وضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

لا توجد أهداف عسكرية

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يحاول في كل مرة تبرير هذه الهجمات بادعاءات استهداف أهداف عسكرية، دون تقديم أي دليل يثبت صحة تلك الادعاءات.

وأكد الأورومتوسطي أن تلك الاستهدافات تأتي كجزء من تنفيذ فعلي لجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وتهدف إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين من خلال القتل والتهجير القسري.

وأضاف الأورومتوسطي أن الخطة التي كشفت عنها صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي يدرس حاليًا خيارات طرد وتهجير ما تبقى من الفلسطينيين في شمال وادي غزة تحت ما يُعرف بـ”خطة الجنرالات”، تمثل دليلًا آخر على نية إسرائيل تفريغ غزة من ساكنيها.

 مدارس غزة تحولت إلى مراكز لإيواء النازحين
مدارس غزة تحولت إلى مراكز لإيواء النازحين (رويترز)

مخطط التهجير القسري

وأشار إلى أن حديث صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن نقاش رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” مع الجيش تنفيذ مرحلة رابعة لحربه الدامية تقوم على طرد السكان من شمال قطاع غزة، هو مؤشر أن مخطط التهجير القسري الذي نفذته القوات الإسرائيلية منذ الأيام الأولى للحرب لا يزال قائمًا، مع غياب أي مواقف دولية فاعلة ضد الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

وقال المرصد الأورومتوسطي إنه من خلال تتبع منهجية القصف الإسرائيلي، يتضح وجود سياسة واضحة ترمي إلى استهداف المدنيين الفلسطينيين في كل مكان في قطاع غزة، وبث الذعر بينهم، وحرمانهم من الإيواء أو الاستقرار ولو لحظيًّا، ودفعهم للنزوح مرارًا وتكرارًا.

كما أشار إلى تركيز القصف الإسرائيلي على استهداف مراكز الإيواء، بما في ذلك تلك المقامة في مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وجدد الأورومتوسطي مطالبته للدول جميعها “بتحمل مسؤولياتها الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية وكافة الجرائم الخطيرة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وحماية المدنيين هناك، وضمان امتثال إسرائيل لقواعد القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية، وفرض العقوبات الفعالة عليها”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان