خبير في إدارة النزاعات: صفقة تبادل الأسرى تقترب وسط ضغوط أمريكية وخسائر إسرائيلية (شاهد)

قال الدكتور إبراهيم الخطيب، أستاذ إدارة النزاعات الدولية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، إن احتمالات التوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة باتت قريبة لكن “مشروطة”، مشيرًا إلى أن الاتفاقات السابقة كانت تصل إلى مراحل متقدمة دون توقيع نهائي.
وأضاف الخطيب، في مقابلة مع الجزيرة مباشر، أن الوضع الحالي مختلف بسبب قرب انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، وهو عامل حاسم في دفع الأطراف نحو اتفاق.
وأوضح أن الضغط الأمريكي المكثف، سواء عبر المبعوثين أو الرسائل المباشرة، يدفع الأطراف إلى تقديم تنازلات متبادلة، في حين تُظهر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مرونة نسبية في القضايا العالقة.
الخسائر الإسرائيلية.. هل تؤثر في قرار الصفقة؟
وبالتزامن مع الحديث عن الصفقة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 4 جنود وإصابة ضابط وجندي بجروح خطرة، خلال كمين نفذته المقاومة الفلسطينية في بيت حانون شمالي قطاع غزة.
ويأتي هذا التطور، الذي وصفه الخطيب بأنه مؤشر على استمرار قدرات المقاومة، بعد أكثر من 460 يومًا من الحرب، التي لم تحقق إسرائيل خلالها أهدافها المعلنة.
وأشار الخطيب إلى أن هذه الخسائر قد يستغلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بطرق متباينة، إما لتبرير التصعيد أو للضغط نحو الصفقة لإنهاء الحرب، خاصة مع تنامي احتجاجات الداخل الإسرائيلي للمطالبة بإعادة الأسرى.
“الثعلب” نتنياهو في موقف معقد
وتُعَد بيت حانون، المنطقة التي شهدت الكمين الأخير، رمزًا لفشل الاحتلال في تحقيق السيطرة الكاملة على قطاع غزة، إذ أثبتت المقاومة الفلسطينية قدرتها على شن عمليات نوعية، مما يضع الجيش الإسرائيلي في موقف صعب، ويزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية داخليًّا وخارجيًّا.
وتناول الخطيب موقف نتنياهو، الذي وصفه بأنه “ثعلب السياسة الإسرائيلية”، مشيرًا إلى أنه يحاول الاستفادة من كل التطورات لتسويق نفسه قائدًا يحقق المكاسب الاستراتيجية لإسرائيل. وأضاف أن نتنياهو يواجه تحديات داخلية كبيرة، خاصة مع تزايد خسائر الجيش والمطالبات الشعبية بإبرام الصفقة.
كما طرح الخطيب تساؤلات بشأن مستقبل غزة في مرحلة ما بعد الحرب. وأكد أن المقاومة، رغم الضغوط، لن تتنازل عن سلطتها، بينما تحاول التوصل إلى صيغة توافقية تشمل مشاركة الفصائل الفلسطينية في إدارة القطاع.
ضغط الشارع الإسرائيلي
وبالتزامن مع النقاشات السياسية، تشهد تل أبيب مظاهرات حاشدة تطالب بتسريع الصفقة مع المقاومة لإعادة الأسرى، في احتجاجات تزيد من الضغوط على نتنياهو وحكومته، التي تحاول الموازنة بين مطالب الداخل والحفاظ على صورتها أمام المجتمع الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، أكد الخطيب أن الحل الوحيد لإنهاء هذه الحرب الكارثية، يتمثل في صفقة تضمن إنهاء المعاناة الإنسانية في غزة وإعادة الأسرى الإسرائيليين، مشيرًا إلى أن المشهد الحالي يراوح مكانه، في ظل غياب أي تقدُّم حاسم على الصعيد الميداني أو السياسي.