نادي الأسير الفلسطيني: شهادات صادمة تكشف تعذيب معتقلي غزة بالماء المغلي

مئات الفلسطينيين يتعرضون للانتهاكات بمركز "سدي تيمان" العسكري في صحراء النقب (سي إن إن)

نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني تقريرًا جديدًا، يسلط الضوء على معاناة معتقلي غزة في سجون الاحتلال.

وكشف التقرير، الذي شمل شهادات 23 معتقلًا تمّت زيارتهم بين 6 و8 يناير/كانون الأول الجاري في سجن النقب ومعسكر نفتالي، عن تفاصيل صادمة بشأن عمليات التعذيب الممنهجة التي تعرَّض لها الأسرى منذ اعتقالهم خلال حرب الإبادة التي بدأت قبل 464 يومًا.

ووفق ما ورد في الشهادات، تعرَّض المعتقلون لعمليات تعذيب جسدي ونفسي مروعة. وأفاد أحد المعتقلين، ويدعى (ك. ن)، بتعرّضه لحروق شديدة بعد رشه بالماء المغلي داخل سجن النقب.

وأضاف “بقيت في معسكر في غلاف غزة لمدة 58 يومًا، وكانت مثل عذاب الآخرة، تكبيل وضرب طوال الوقت، وإذلال وإهانات. وعند نقلي إلى سجن النقب، حرقوني من خلال رشي بالماء الساخن بإبريق كهربائي، ولا تزال آثار الحروق واضحة على جسدي”.

جنود الاحتلال يضعون الأسلاك الشائكة حول سجن النقب (الفرنسية)

التوحش يمتد إلى جميع السجون

ويعاني العديد من المعتقلين أوضاعًا صحية قاسية. وتفشت الأمراض الجلدية، مثل الجرب والتهاب الجلد، بين المعتقلين نتيجة انعدام النظافة والرعاية الصحية، كما أكد المعتقل (ع. هـ).

وأشار التقرير إلى أن الطعام المقدَّم للمعتقلين غير كافٍ وغير صالح للاستخدام الآدمي، مما فاقم معاناتهم الصحية، فضلًا عن افتقار العديد من المعتقلين إلى الرعاية الطبية المناسبة، ومنهم من يعاني أمراضًا خطيرة كالسرطان.

ولم تقتصر الجرائم على معسكر “سدي تيمان”، بل امتدت إلى سجون مركزية مثل النقب وعوفر. وأكد التقرير أن الأساليب الوحشية ذاتها التي مورس بعضها في معسكر “سدي تيمان” شملت اعتداءات جسدية وجنسية ممنهجة.

كما وثق التقرير استخدام الاحتلال لمعسكرات سرّية مثل “نفتالي”، حيث يُحتجز المعتقلون في ظروف قاسية تعكس مستوى غير مسبوق من الوحشية.

يتم احتجاز المعتقلين في أوضاع قاسية، وتكبيل أطرافهم بصورة أدت إلى بتر الأعضاء (مواقع التواصل)

جرائم أدت إلى استشهاد العشرات

وتضمنت الشهادات روايات مؤلمة عن معاناة المعتقلين، إذ وصف المعتقل (م. ح) تعرّضه للضرب المبرح لمدة يوم كامل، وتبول الجنود عليه، في حين أبلغ آخرون عن تعرّضهم للإخفاء القسري والحرمان من أي حقوق قانونية، حيث يعيشون دون معرفة مصيرهم أو وضعهم القانوني.

وأشار التقرير إلى استشهاد 35 معتقلًا من غزة منذ بدء الحرب، ضمن 54 معتقلًا قضوا في سجون الاحتلال خلال الفترة ذاتها. وشملت الجرائم عمليات إعدام ميدانية، إضافة إلى سوء المعاملة الذي أودى بحياة معتقلين آخرين داخل السجون.

وفي ختام التقرير، دعت هيئة الأسرى ونادي الأسير المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنقاذ حياة المعتقلين، ووضع حد للانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحقهم. وطالبت بفتح السجون أمام المنظمات الحقوقية، بما فيها الصليب الأحمر، لتوثيق تلك الجرائم وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة الدولية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام فلسطينية

إعلان