تهديدات إسرائيلية بالقتل والاغتصاب لمحامين في مؤسسة “هند رجب” (فيديو)

الطفلة هند رجب
الطفلة الشهيدة هند رجب (الهلال الأحمر في غزة)

أفاد عدد من المؤسسين والمحامين في منظمة “هند رجب” الحقوقية بتلقيهم عشرات التهديدات والتضييقات الإسرائيلية منذ الضجة التي أثارتها تحركات المنظمة القانونية عالميًّا.

“حملة شعواء ضد المنظمة” بدأتها إسرائيل، وفق ما وصفها مؤسسها دياب أبو جهجه للجزيرة مباشر، بعدما رفعت “هند رجب” دعوى قضائية مطلع يناير/كانون الثاني الجاري للتحقيق مع الجندي الإسرائيلي يوفال فاغداني في البرازيل بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.

ونجحت المنظمة على إثر تلك الدعوى في استصدار أمر قضائي بالتحقيق معه أثناء زيارته للبرازيل، قبل أن تتمكن إسرائيل من تهريبه إلى الأرجنتين.

ووصف أبو جهجه الأمر القضائي البرازيلي بأنه “زلزال قانوني”، مضيفًا أنها المرة الأولى التي يصدر فيها قاضٍ في بلد ما مذكرة توقيف بحق جندي إسرائيلي.

وعيد رسمي على مرأى من العالم

وكان أبو جهجه قد تلقى قبل أسبوع تهديدًا علنيًّا من وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي، إذ حذره قائلًا “انتبه لجهازك البيجر”، في إشارة إلى موجة انفجارات البيجر التي نفذتها إسرائيل في لبنان خلال سبتمبر/أيلول الماضي، فضلًا عن التحريض الإعلامي ضده في الصحف الإسرائيلية مثل جيروزاليم بوست.

وردًّا على هذا التهديد العلني، قال أبو جهجه للجزيرة مباشر إن توجيه وزير إسرائيلي تهديدًا إلى ناشط حقوقي لأنه يرفع دعاوى قضائية يدل على “الجرم والعجز عن الدفاع القانوني”.

وأكد أن الهجوم عليه ليس جديدًا، إذ سبق أن شهد مثله حين رفع دعوى قضائية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون بتهمة ارتكاب جرائم حرب في مخيمَي صبرا وشاتيلا بلبنان عام 1982، فقوبل بهجوم عنيف وتشويه سمعة من اللوبي الإسرائيلي في بلجيكا وخارجها، حتى تمت تبرئته كليًّا من التهم الملفقة له عام 2008.

تهديدات إسرائيلية تصل إلى البرازيل

المحامية البرازيلية مايرا بينهيرو التي رفعت الدعوى القضائية في بلادها بالتعاون مع منظمة “هند رجب” لم تسلم أيضًا من التهديدات الإسرائيلية منذ أن اكتسبت القضية صدى دوليًّا، فقد كشفت للجزيرة مباشر عن تلقيها تهديدات بالقتل، وأخرى بالاغتصاب والإيذاء، فضلًا عن تهديدات بحق ابنتها (10 سنوات).

وأضافت أن حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي أُرسِلت إلى الجيش الإسرائيلي والموساد لاتخاذ إجراءات ضدها، كما استُغلت صورتها من حسابات “صهيونية” من اليمين المتطرف البرازيلي، ونصحتها وزارة حقوق الإنسان البرازيلية بالبقاء خارج منزلها لفترة من الوقت.

ورغم شعور مايرا بأن ما نالها مؤلم للغاية، فإنها قالت إن ما تعانيه في هذا النضال لا يقترب ولو قليلًا مما يعانيه أهل غزة على مدار أكثر من 460 يومًا من الحرب.

تضييقات تلغي مشاركة دولية

هارون رضا، المحامي بمؤسسة “هند رجب” والمتحدث باسمها، أفاد أيضًا للجزيرة مباشر بتلقيه تهديدات عديدة من مصادر إسرائيلية، من بينها الموساد والشاباك اللذان وصلا إليه بطريقة غير مباشرة، ما اضطره وزملاءه إلى تقييد حركتهم والحذر من السفر لاحتمال التعرض لاغتيال، على حد تعبيره.

وقبل أيام، نجحت التضييقات الإسرائيلية في إلغاء مشاركة رضا في مؤتمر الشبكة الأوروبية الفلسطينية المنعقد في الدنمارك، فقد فوجئ بعد وصوله إلى كوبنهاغن بإلغاء مشاركته قبيل الحدث تحت ضغوط من مشاركين آخرين، بسبب ما نشرته الصحافة الإسرائيلية عن وجود صلات مزعومة بين مؤسسة “هند رجب” وحركات المقاومة في لبنان وفلسطين.

وأعربت المؤسسة عن أسفها العميق للإلغاء، مشيرة إلى أنها منظمة مستقلة معترَف بها قانونيًّا بموجب القانون البلجيكي، معلنة أنها لن تقبل أي دعوات مستقبلية للمشاركة في مؤتمرات أو فعاليات مماثلة.

ونفى رضا إمكانية أن توقفهم هذه التهديدات عن نضالهم وسعيهم للعدالة، موضحًا أن المؤسسة تعمل مع آلاف المتطوعين في العالم، وتملك خلايا قانونية مستعدة لتحمُّل كل العواقب، ويمكن استبدالها لمواصلة العمل على أكمل وجه.

ويصر مؤسس المنظمة دياب أبو جهجه على عملهم في ملاحقة الجنود الإسرائيليين المتنقلين في الخارج مهما كلف الثمن، مشددًا على أن عملهم مؤسساتي وتطوعي مشترك، يقوم به مئات المحامين والباحثين، ويتحمل مسؤوليته جيل بأكمله.

وقال أبو جهجه إن عمل المؤسسة سيتعاظم دوره “بعد أن تنقضي هذه الغيمة السوداء، وتظهر معالم الإبادة الجماعية الحقيقية، وتبدأ العواقب القانونية بالتراكم”.

تخوفات إسرائيلية من إدانات متوقعة

أسباب الهجوم على المؤسسة يفسرها أبو جهجه بأن الإسرائيليين ظنوا أن عملها يحمل طابعًا إعلاميًّا غير جدّي، لكنهم فوجئوا بالتحركات القضائية، واكتشفوا أن لها عواقب قانونية.

وأوضح أن تهريب الجنود من البلاد التي رُفعت فيها الشكاوى، كما حدث في البرازيل وسريلانكا، يثبت تورطهم في ارتكاب التهم المنسوبة إليهم، متسائلًا عن سبب تهرُّبهم من مواجهة الأوامر القضائية إن كانوا أبرياء كما يزعمون.

وقرر جيش الاحتلال الإسرائيلي إخفاء هويات جنوده خشية الملاحقات القضائية في الخارج، كما حذرت وزارة الدفاع الإسرائيلية جنودها من نشر أي مواد عسكرية من غزة على منصات التواصل لعدم استغلالها أدلة على ارتكاب جرائم حرب، وهو ما استهجنه أبو جهجه معلقًا “بدلًا من إصدار أوامر بالالتزام بالقانون الدولي وعدم ارتكاب جرائم الحرب، أصدروا أوامر بعدم نشرها”.

ومؤسسة “هند رجب” هي منظمة حقوقية تحمل اسم الطفلة هند رجب التي استشهدت مع عائلتها برصاص الجيش الإسرائيلي في غزة خلال يناير/كانون الثاني 2024، وتركز على اتخاذ إجراءات قانونية ضد مرتكبي جرائم الحرب في فلسطين، سعيًا لتحقيق العدالة، وتحدي إفلات إسرائيل من العقاب.

المصدر : الجزبرة مباشر

إعلان