“السجن أصعب شيء بالحياة حرفيا”.. أسيرة محررة تصف لحظاتها الأخيرة في سجون الاحتلال (شاهد)

أفرج الاحتلال الإسرائيلي عن الأسيرة الفلسطينية حنان هلال معلواني (23 عامًا) من مدينة نابلس، ضمن صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، وذلك بعد أن أمضت 5 أشهر في الاعتقال دون محاكمة في سجن الدامون، بتهمة التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وتحدثت معلواني، للجزيرة مباشر، عن اللحظات الأخيرة قبل التحرير، قائلة “عرفنا متأخر كثير عن الصفقة، اليوم كان يعني بنص اليوم.. تقريبًا على الساعة 2 الظهر عرفونا عن الصفقة. غلّبونا كثير كثير لنوصل لليوم، وما توقعناش أنه يتم التبادل اليوم، توقعنا أنه يكون بكرة، بس سبحان الله مشيئة ربنا أنه يتم التبادل”.

ووصفت المعاناة القاسية التي تعرضت لها خلال عملية نقلها من السجن، قائلة “كان كثير غلّبونا من كل شيء.. تفتيش، قمع، ضرب، سحل، شدوا على أيدينا الكلبشات، كل شيء كان صعب بس الحمد لله رب العالمين”.

فرحة الخروج من السجن

وعند تأكيد خبر الإفراج، بدأت الأسيرات في السجن الصراخ فرحًا؛ مما أثار غضب السجانين، إذ قالت معلواني “بس وصلنا الخبر، في غرفتين صاروا ينطوا ويصيحوا البنات، فنزلوا عنا وصاروا يصرخوا علينا أنه اللي بتحكي بدنا نيجي نجرها، بس بالنهاية طلعنا مبسوطين وظلينا فرحانين”.

وعن لحظة خروجها من السجن ورؤية السماء لأول مرة بعد أشهر من الاعتقال، قالت “والله شعور الأسيرات شعور لا يوصف، إحنا حدا فاقد الحرية.. فلما شفنا السماء أول مرة، كان كثير الشعور حلو.. حسيت حالي بحلم، والله بحلم، بصعوبة قدرت أستوعب، حتى لما شفت أبوي ما قدرت أحضنه.. كنت مستغربة، كل الناس حواليّ بتهنيني، وأنا مش عارفة وين أروح وشو أعمل”.

غصة في القلب

ورغم فرحتها بالإفراج، لم تخفِ حنان معلواني حزنها الشديد على زميلاتها الأسيرات اللواتي لم تشملهن الصفقة، قائلة “احترقنا ورانا 10 أسيرات، منهم من الضفة، ومن القدس، ومن الداخل، وفي بنات من غزة.. ربنا يفرج عنهم إن شاء الله بأقرب وقت.. شعور كثير صعب إنك تترك حدا، يعني لو كانت بنت طالعة وبقيت برة السجن، ممكن الواحد يتقبل، بس أنه كل السجن طالع ومترك بس 10 بنات، شعور كثير كثير غصة، حتى إحنا كنا نعيط عليهم”.

(الجزيرة مباشر)

 

ظروف السجن القاسية

كما وصفت معلواني الظروف الصعبة التي عاشتها داخل السجن، قائلة “بالنسبة لظروف السجن، ظروف معروفة.. لا أكل زي الناس، لا موارد زي الناس، ما كانش معنا غيار ثاني بالمرة.. إحنا كأسيرات، فكيف الأسرى؟”.

وتحدثت عن القمع والتنكيل المستمر للأسيرات داخل السجون، موضحة “غير القمع اللي كان يصير كل شهر، كل يوم كان يصير تفتيش لغرفة، على الساعة 12 بالليل، 2 الصبح، 3 الصبح.. كانوا ينكدوا علينا، بس الحمد لله خرجنا”.

رسالة شكر إلى غزة

وعند خروجهن من السجن ووصولهن إلى الحافلة، لم تستطع الأسيرات إخفاء فرحتهن العارمة، وقالت معلواني “الناس صارت تصرخ وتخبط على الأبواب من الفرحة، حسينا شوي بده ينقلب بينا الباص.. الشباب كانوا بيخبطوا وطلعوا على الباص، كل الناس كانت مبسوطة، وهذا إشي كثير عظيم، لنا، ولغزة، ولكل فلسطين“.

ووجهت رسالة شكر خاصة إلى غزة، قائلة “أترحم أول إشي على دماء شهدائنا في غزة.. ربنا يتقبلهم ويرحمهم، وربنا يشفي الجرحى اللي قدمتهم غزة.. هذا إشي كثير عظيم، مش بس للأسيرات، لكل فلسطين.. ولولا غزة، كان إحنا لهلّا بالسجن وما بنعرف وين مصيرنا.. فبنحب نشكر غزة، وكل الناس اللي فيها، بدون ما نذكر أسماء”.

واختتمت الأسيرة المحررة حنان معلواني حديثها بتمنيها أن يتم الإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال، قائلة “ربنا يتممها علينا، وتبيض السجون وما يظل فيها ولا أسير، لأنه السجن أصعب إشي بالحياة حرفيًّا”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان