محلل إسرائيلي: نتنياهو لم يستطع القضاء على حماس والمواجهة العسكرية لم تعد مجدية (شاهد)

قال المحلل الإسرائيلي، يوآب شتيرن، إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فشلت في تحقيق هدفها بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشيرًا إلى أن المشاهد من غزة عقب الإفراج عن الأسيرات الإسرائيليات أثبتت أن الحركة لا تزال قائمة وتتمتع بوجود قوي، على حد وصفه.

وأشار شتيرن، في مقابلة مع الجزيرة مباشر، إلى المشاهد في قطاع غزة، إذ احتشد مئات الفلسطينيين لاستقبال مقاتلي القسام الذين ظهروا في شوارع القطاع بشكل علني، معتبرًا أن هذه المشاهد دليل واضح على أن القضاء على حماس لم يكن ممكنًا.

وقال شتيرن “لمن كان بحاجة إلى دليل، هذه الصور تثبت أنه لا يمكن القضاء على حماس. الحركة لا تزال موجودة، وإسرائيل تتفاوض معها لاستعادة المختطفين. لذلك، ليس هناك أي سبب للدهشة من هذه المشاهد”.

صفقة تأخرت كثيرا

وقال شتيرن إن “المشاهد كانت مؤثرة للغاية، بدءًا من تسليم المخطوفات إلى الصليب الأحمر، ثم نقلهن إلى قوات الجيش الإسرائيلي، وانتهاءً بلحظات اللقاء مع العائلات والمحادثات الهاتفية التي جرت بينهن وبين ذويهن”.

وأضاف شتيرن أن هذه اللحظات تذكّر الجميع بأهمية عودة جميع الأسرى إلى منازلهم سالمين، معتبرًا أن هذه الصفقة كان يجب أن تتم في وقت مبكر، الأمر الذي كان سيسمح بإطلاق سراح المزيد من المحتجزين في وقت أقرب.

وأوضح أن هذه المشاهد أعادت إلى الأذهان لحظات مماثلة حدثت في صفقات تبادل سابقة، مؤكدًا أن هناك حاجة للطرفين لإعادة التفكير في طريقة إدارة الصراع بدلًا من التمسك بخيارات العنف المستمرة.

عناصر من رجال الأمن في غزة
عناصر من رجال الأمن في غزة (وكالة الأناضول)

“تغيير طريقة التفكير ضرورة ملحّة”

وحول تداعيات هذه الصفقة، أكد شتيرن أن إسرائيل بحاجة إلى تغيير جذري في طريقة تفكيرها بشأن الفلسطينيين، قائلًا “هناك حاجة واضحة لتغيير التفكير السائد، سواء في الجانب الإسرائيلي أو الفلسطيني. لا يمكن الاستمرار في عقلية (إما نحن أو هم)، بل يجب البحث عن طريقة للعيش جنبًا إلى جنب”.

وأشار إلى أن هذه النظرة غائبة إلى حد كبير داخل إسرائيل، حيث يسود الخطاب المتشدد في الحكومة ووسائل الإعلام. كما انتقد التصريحات الإسرائيلية التي وصفت المحتفلين الفلسطينيين في غزة بأنهم “نازيون”، مؤكدًا أن هذا الخطاب يزيد من تعقيد الصراع ولا يقدم أي حلول.

غياب الثقة بين الطرفين

وأكد شتيرن أن تنفيذ الاتفاقية جرى بطريقة مقلقة، بسبب انعدام الثقة بين إسرائيل وحماس؛ مما أدى إلى تأخيرات في بعض المراحل، خاصة فيما يتعلق بتحرير الأسرى الفلسطينيين.

وقال إن “عدم الثقة بين الطرفين هو أكبر عائق أمام تنفيذ أي اتفاق. نحن بحاجة إلى ضبط النفس، والالتزام بتنفيذ الاتفاقيات حتى النهاية، وإلا فإننا سنعود إلى نقطة الصفر ونستأنف القتال”.

وطرح شتيرن تساؤلا عن الخطوات التالية لتنفيذ هذه الصفقة، قائلا إن إسرائيل بحاجة إلى التفكير في حلول سياسية بدلًا من الاستمرار في العمليات العسكرية غير الحاسمة. وأضاف أن حكومة نتنياهو قد تضطر إلى البحث عن ترتيب سياسي جديد في غزة، خاصة مع الضغوط الأمريكية والدولية.

وختم شتيرن حديثه بالقول إن “إسرائيل خرجت من هذه الجولة دون تحقيق هدفها المعلن بالقضاء على حماس. والآن، يجب أن نبحث عن مخرج سياسي، وإلا فسنعود إلى المواجهة العسكرية التي أثبتت أنها غير مجدية”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان