“حي الأرامل”.. شاهد على مأساة اللاجئات الفلسطينيات في مخيم اليرموك بدمشق جراء قمع نظام الأسد للثورة (فيديو)

من قلب مخيم اليرموك الذي يعد أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا، روت لاجئات فلسطينيات مآسيهن بعد فقدهن أزواجهن وأقاربهن، جراء قمع نظام بشار الأسد للثورة السورية، الذي طال أبناء المخيم عقب اندلاع الثورة عام 2011.

وتعيش هؤلاء النسوة في “حي الأرامل” كما يُطلق عليه، الذي يقع على أطراف منطقة مخيم اليرموك في العاصمة دمشق، وتعود تسميته بهذا الاسم إلى إقامة العديد من النساء الفلسطينيات اللواتي فقدن أزواجهن فيه، وفق ما قالت اللاجئة الفلسطينية دعاء فيصل.

وأشارت دعاء في حديثها للجزيرة مباشر، إلى أن زوجها قُتل أثناء قصف نظام الأسد لمخيم اليرموك عام 2012، مضيفة “أخي كان معتقلًا في سجن صيدنايا منذ عام 2013، وكان المفترض أن يُفرج عنه عندما فُتحت السجون لكن لم يصلنا عنه أي خبر”.

وتحدثت اللاجئة الفلسطينية غريد سعد، عن فقدها بيتها بالكامل في مخيم اليرموك، نتيجة القصف، مشيرة إلى أن ابنها أيضا تعرض للاعتقال أثناء حصار المخيم عام 2012، كما اعتُقل زوجها عام 2018، ولا يُعرف مصيرهما حتى الآن.

وشاركتهما المعاناة اللاجئة الفلسطينية رنا بدوي، التي اعتُقل زوجها من المخيم ولم يظهر حتى الآن، مضيفة أن اثنين من إخوتها قُتلا في قصف النظام للمخيم، كما فقدت شقيقتها وأبناءها بعدما أصابت قذيفة أطلقتها قوات النظام منزلها.

وذكرت رنا أن شقيقها الآخر كان معتقلًا في سجن صيدنايا سيء السمعة في العاصمة دمشق، وتوفي داخل السجن بسبب إصابته بمرض السل، بينما قُتل شقيقها الآخر على يد عناصر تنظيم الدولة.

دمار واسع في مخيم اليرموك بعد قصف النظام السوري إبان الثورة
دمار واسع في مخيم اليرموك بعد قصف النظام السوري إبان الثورة (الجزيرة مباشر)

مخيم اليرموك

ويقع مخيم اليرموك على بعد نحو 8 كيلو مترات جنوب العاصمة دمشق، ويعد من أكبر المخيمات الفلسطينية في الشتات، ويقدر عدد سكانه بأكثر من 200 ألف شخص.

وبدأت مأساة السكان في المخيم بعد نحو عام ونصف عام من اندلاع الثورة السورية وتحديدا في ديسمبر/كانون الأول عام 2012، وذلك عندما قصفت طائرات تابعة لنظام الأسد أماكن تؤوي نازحين في المخيم بدعوى مواجهة كتائب المعارضة المسلحة التي تسعى لإسقاطه، وخلّف القصف العشرات من القتلى والجرحى.

ولم يتوقف استهداف المخيم من جانب نظام الأسد منذ ذلك التاريخ، حيث تعاونت قوات الشبيحة مع جنود النظام السوري في قصف المخيم بالصواريخ والبراميل المتفجرة، خلال مواجهتهم لعناصر الجيش السوري الحر وكتائب المعارضة السورية المسلحة.

وزاد الحصار المتواصل الذي فرضه نظام الأسد من معاناة أهالي المخيم حيث قتل الجوع كثيرين من الأهالي، وخصوصا من الأطفال، كما انتشرت الأمراض المرتبطة بسوء التغذية داخل المخيم، فيما دفع القصف المتواصل من قبل النظام للمخيم عشرات الآلاف للنزوح إلى المناطق المجاورة هربًا من القتل والدمار.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان