نيويورك تايمز: حماس تؤكد حضورها في غزة رغم التحديات الأمنية والإدارية

مقاتلو حماس في خان يونس، جنوب قطاع غزة، في اليوم الأول من وقف إطلاق النار (رويترز)

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إنه مع دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، ظهر أفراد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في شوارع القطاع وهم يستقلون شاحنات بيض نظيفة، رافعين أعلام الحركة ويحملون بنادق آلية، في مشهد يبعث برسالة واضحة، مفادها أنه رغم حملة القصف الإسرائيلي التي استمرت 15 شهرًا، لا تزال (حماس) هي القوة الأبرز في القطاع.

وفي حين تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقضاء على (حماس)، إلا أنه لم يقدم خطة بديلة لإدارة القطاع، ما أدى إلى فراغ أمني سرعان ما ملأته الحركة، على حد وصف الصحيفة.

وفي اليوم الأول للهدنة، ظهر العشرات من عناصر (حماس) في ساحة السرايا وسط غزة لتسليم 3 أسيرات إلى الصليب الأحمر، كجزء من الصفقة التي تضمنت إطلاق سراح 33 شخصًا.

ورغم الضربات التي تعرضت لها الحركة، لم يكن مظهر المقاتلين يوحي بأنهم في مرحلة انهيار، حيث بدوا في حالة جيدة، مرتدين زيًا نظيفًا، ويقودون سيارات بحالة جيدة.

حماس تؤكد حضورها في غزة

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن تنظيم عملية تسليم الأسرى بشكل علني أرسل رسالة واضحة مفادها، أن (حماس) لا تزال قائمة حتى في المناطق التي تعرضت لأشد أنواع القصف الإسرائيلي خلال الحرب.

وقال مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية، للصحيفة “نحن نتحدث عن منطقة تعرضت لتدمير شامل من قبل الإسرائيليين”.

من جانبهم، أكد المسؤولون الإسرائيليون أنهم متمسكون بهدف تفكيك الجناح العسكري والإدارة السياسية لـ(حماس)، مشيرين إلى أن الحرب قد تُستأنف بعد تحرير بقية الأسرى، حيث لا يزال نحو 100 أسير في غزة، بينهم 30 قد يتم الإفراج عنهم خلال الأسابيع المقبلة.

أعضاء من الصليب الأحمر يتحدثون مع عدد من مقاتلي القسام في ساحة السرايا بمدينة غزة (غيتي)

فرض الاستقرار الأمني

ورجحت الصحيفة، أن (حماس) تأمل في تخفيف عبء الإدارة اليومية وإعادة إعمار غزة، لكنها تسعى إلى أن يضمن أي ترتيب مستقبلي للقطاع احتفاظها بالسيطرة الأمنية، مما يعني البقاء كصاحبة القرار الأساس، وفقًا لما قاله غيث العمري، الخبير في الشؤون الفلسطينية، وأضافت الصحيفة أنه يُرجح أن تضطر (حماس) إلى تقديم بعض التنازلات لضمان تدفق المساعدات لإعادة إعمار القطاع، على حد وصفها.

ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، حاولت إدارة (حماس) فرض الاستقرار الأمني، حيث نشرت قوات الشرطة في الشوارع، وأشرفت على تنظيم حركة المرور، وتأمين قوافل المساعدات، وفرض درجة من النظام العام، وفقًا لشهادات السكان.

تحديات أمنية

ورغم ذلك أشارت الصحيفة، إلى أنه لا تزال التحديات الأمنية والإدارية واضحة في غزة، إذ أشار مسؤول في جهاز الأمن الداخلي التابع لـ(حماس)، إلى أن العديد من العاملين في الأمن في مدينة غزة يعتمدون على السجلات الورقية بدلًا من الحواسيب، بسبب تدمير البنية التحتية الإلكترونية.

كما ذكر أن بعض الموظفين يضطرون للسير على الأقدام إلى مقار عملهم المدمرة، نظرًا لأن جيش الاحتلال دمر سيارات الشرطة جميعها تقريبًا في المدينة.

وأضاف المسؤول أن وحدة تفكيك المتفجرات في مدينة غزة تواجه صعوبات في التعامل مع القنابل غير المنفجرة، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني.

عناصر من الشرطة الفلسطينية في غزة يقفون للحراسة (رويترز)

جهود إعادة الإعمار

وبدأت البلديات في غزة، التي تعمل بتنسيق وثيق مع إدارة (حماس)، في إرسال فرق ميدانية لإزالة الأنقاض، وتنظيف الشوارع من أكوام النفايات، وتقييم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية.

وفي مقابلة صحفية، أكد موسى أبو مرزوق، القيادي البارز في (حماس)، أن إسرائيل فشلت في القضاء على الحركة، قائلًا “حاولوا اجتثاث هؤلاء الناس، لكنهم لم ينجحوا. لقد صمدوا على الأرض لمدة 470 يومًا”.

ويرى المحللون أن (حماس) تحاول التأكيد من خلال تحركاتها الأخيرة، أنها يجب أن تكون طرفًا مؤثرًا في أي نقاش حول مستقبل غزة بعد الحرب.

وقال غيث العمري، الخبير في الشؤون الفلسطينية “رسالتهم للجميع هي: لا يمكنكم استبعادنا من مستقبل غزة بعد الحرب”.

وبينما يرى بعض المحللين أن إسرائيل قد تتمكن من إنهاء حكم (حماس)، يرى آخرون أن استئناف الحرب قد يكون صعبًا بسبب الضغوط الدولية، وحتى إذا استأنفت إسرائيل العمليات العسكرية، فإن هؤلاء المحللين يرون أنها ستواجه تحديات كبيرة في القضاء على (حماس) دون تنفيذ احتلال مباشر للقطاع.

المصدر : نيويورك تايمز

إعلان