الناقورة.. بلدة بجنوب لبنان حولتها إسرائيل إلى أنقاض وأهلها يصرون على العودة (فيديو)

تُعدّ بلدة الناقورة الساحلية، الواقعة على الحافة الأمامية للجنوب اللبناني، منكوبةً بكل المقاييس، إذ نالت حصتين من العدوان الإسرائيلي على لبنان: الأولى خلال الحرب، سواء عبر الغارات والقصف المدفعي، والثانية أثناء وقف إطلاق النار في مهلة الستين يومًا، حيث واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تدميرها وتجريفها.
وحوّل القصف الإسرائيلي معظم منازل بلدة الناقورة إلى أنقاض وأطلال، فيما بقي مقرّ قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) شاهدًا على هذه الهمجية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsعيتا الشعب.. بلدة بلا حياة بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان (فيديو)
العائدون إلى الشمال يدهسون أوهام التهجير!
تلوث هائل في مياه نهر الليطاني.. أحدث جرائم إسرائيل في لبنان (فيديو)
دخلت “الجزيرة مباشر” مع الأهالي العائدين إلى ديارهم، فعاينت حجم الدمار الهائل. حيث جرفت قوات الاحتلال الطرقات، وجعلت المنطقة أرضًا مفتوحة ومحروقة، في تدمير ممنهج يهدف إلى جعل إعادة الإعمار عمليةً شبه مستحيلة في القريب العاجل.

تخريب “متعمد” من قبل الاحتلال
وكحال العديد من القرى الجنوبية، أصبحت عملية العودة إلى الناقورة محفوفةٌ بالصعاب والمشقة معًا، إذ باتت البلدة بلا مياه، وبلا كهرباء، وبلا اتصالات، وحتى الأشجار المعمرة كالزيتون لم تسلم، وبلغت نسبة الدمار فيها 90%.
وعلى أنقاض منزلها، وقفت الحاجة أم علي تُعدّ القهوة، علّها تُهدّئ شيئًا من صداع رأسها، وهي تتأمل الدمار الذي حلّ ببلدتها.

وعلى كومة من الركام، جلس أبو حسين يحدّق في الفراغ، قبل أن يقول بصوت تختلط فيه المرارة بالذهول “بيتي دُمّر بالكامل وأغراضي سرقها اليهود. هذا ما حلّ بنا، ماذا سأفعل؟!”.
وأضاف بحرقة “معي مليون ليرة لبنانية فقط، هل تكفي لإعادة بناء بيت من جديد؟! من سيعوّض علينا؟!” قبل أن يُجيب نفسه “الله يعوّض علينا”.
ورغم نكبة البلدة مرتين، إلا أن الأهالي أكدوا تمسّكهم بأرضهم وبالعودة إليها مهما كان حجم الدمار.
وكان اتفاق لوقف إطلاق النار بين (حزب الله) اللبناني والجيش الإسرائيلي قد دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 بعد شهور من عمليات عسكرية متبادلة بين الطرفين بسبب إسناد (حزب الله) لجبهة غزة بعد عملية “طوفان الأقصى“.