تلوث هائل في مياه نهر الليطاني.. أحدث جرائم إسرائيل في لبنان (فيديو)

كشف مسؤولون لبنانيون عن تلوّث في مياه نهر الليطاني، بمادة الفوسفور الأبيض، في أعقاب استخدام الاحتلال الإسرائيلي لقنابل الفوسفور الأبيض المحرّم دوليًّا، إضافة إلى حرق مساحات شاسعة من الأراضي والقرى في الجنوب اللبناني؛ مما تسبب في ضرر مباشر وغير مباشر لصحة الأهالي في هذه المناطق.

وقال المدير العام لمصلحة نهر الليطاني سامي علوية “كنا في السابق نشهد تلوثا جرثوميا في الحوض الأدنى للنهر، لكنها المرة الأولى التي نشهد فيها تلوثا كيميائيا بارتفاع مستويات الفوسفات والفسفور، بحيث قفزت المعدلات 20 مرة لما كانت عليه”.

وأضاف علوية “تزامنت هذه النتائج مع بدء الحرب الإسرائيلية واستخدام أسلحة مباشرة إما على مجرى النهر أو على التربة المحيطة به”.

مدى سلامة استخدام مياه النهر

وردا على سؤال عن مدى سلامة استخدام مياه النهر، قال علوية “نحن أمام واقع خطير جدًّا يقول إنه حتى لو كان ممكنا استخدام مياه النهر للري، إلا أن هناك تساؤلات حول استخدامها لمياه الشفّة (لتكون صالحة للشرب) وتساؤلات حول فعالية المعالجة المستخدمة لكونها تعالج التلوث الجرثومي وليس الكيميائي، وهل هذه المعالجة ستتعارض مع التلوث الكيميائي الموجود وتحوله إلى مسرطن؟”.

متطوعون يحاولون تنظيف نهر الليطاني الذي تعرض لتلوث كبير بسبب العدوان الإسرائيلي
متطوعون يحاولون تنظيف نهر الليطاني الذي تعرض لتلوث كبير بسبب العدوان الإسرائيلي (رويترز)

أمّا فيما يخص الجانب السياحي، فقد لفت سامي إلى أن التلوث الكيميائي بهذه المستويات المرتفعة، سيجعل من الصعب جدًّ الولوج إلى النهر أو السباحة فيه.

وعن كيفية معالجة مياه النهر، أوضح المدير العام لمصلحة نهر الليطاني أن “المعالجة تعود لكيفية تلوث هذه المياه، فإذا كان التلوث ناتجا عن الاستخدام المباشر للأسلحة وتدفق المواد لمجرى النهر فهذا يتطلب المعالجة عبر الأمطار وتصريف النهر الطبيعي”.

وتابع “أما إذا كان التلوث ناتجا عن تلوث التربة المحيطة بالنهر بالأسلحة، فهذا يعني أن الأمطار ستحمل تربة ملوثة للنهر والتي بدورها ستؤدي إلى ارتفاع التلوث فيه”.

أهل جنوب لبنان أصروا على العودة لمساكنهم التي دمرها القصف الإسرائيلي (رويترز)
أهل جنوب لبنان أصروا على العودة لمساكنهم التي دمرها القصف الإسرائيلي (رويترز)

“استخدام الفوسفور الأبيض عن سبق إصرار”

من جانبه، قال وزير الزراعة اللبناني، عباس الحاج حسن، للجزيرة مباشر “العدو الإسرائيلي استخدم الفوسفور الأبيض عن سبق إصرار وترصّد، كما استخدم القنابل العنقودية حتى وصل الأمر إلى قابلية تصحر لا تقل عن 6 آلاف دونم”، مضيفا “لا قدرة لنا كلبنانيين وكمزارعين أن نصل إلى هذه الحقول بسبب الخطر من انفجار هذه المواد فينا”.

وأضاف عباس أنهم وضعوا في وزارة الزراعة خريطة تتبعت عمليات القصف كل يوم بيومه، وأثبتت أن هناك 52 قرية على التخوم مع فلسطين المحتلة، تضررت بشكل مباشر من الفوسفور الأبيض، إضافة إلى احتراق أكثر من 2000 دونم بشكل كامل، بما فيها مساحات حرجية أو أشجار مثمرة وتحديدًا الزيتون الذي وصلت خسائره إلى 65 ألف شجرة.

وكان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي قد دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 بعد شهور من عمليات عسكرية متبادلة بين الطرفين بسبب إسناد حزب الله لجبهة غزة بعد عملية طوفان الأقصى.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان