أسرى محررون: سجون الاحتلال بعد 7 أكتوبر تحولت إلى كهوف العصور الوسطى (شاهد)

“كنا في قاع البئر”

تحدث أسرى فلسطينيون محررون، للجزيرة مباشر، بعد الإفراج عنهم في المرحلة الثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وعبّروا عن فرحتهم بعد تحريرهم.

واستقبل الأسير علي يوسف صبيح، زوجته بعد 25 عاما من الفراق بسبب الحُكم عليه بالسجن المؤبد 35 عاما، واعتقاله عقب شهرين فقط من زواجه، لكنه صمم على الحفاظ على رمزية حبّهما، متمسكا بخاتم الزواج رغم محاولات الاحتلال المتكررة لمصادرته، ليعيد اليوم إهداءه لزوجته في لحظة مؤثرة أعادت إليهما جزءا من “العمر المسروق”.

وعلّق علي على شعور الحرية، قائلا “اليوم أكتب لنفسي تاريخ ميلاد جديدا، وأشكر كل أبناء شعبي على الاستقبال الحافل. لا أستطيع وصف شعوري بلقاء زوجتي، فهي ضحَّت بعمرها من أجلي. مهما قلت أو فعلت لأعبّر لها عن امتناني، أشعر أنني مقصّر. لأجلها احتفظت بخاتم الزواج طوال 25 عامًا في سجون الاحتلال، لأقدمه لها في هذا اليوم”.

“كنا في قاع البئر”

بدوره، قال الأسير المحرر سامح الشوبكي “لقد كانت الأمور صعبة ومعقدة طوال 16 شهرا، كنا في قاع البئر، وخرجنا منه دون أن نعرف أي شيء عمّا يجري في الخارج. كنا نسمع عن وجود حرب لكن لم تكن لدينا أي تفاصيل. دخلت الحرب إلى الزنازين واستهدفت الأسرى بذريعة أنهم كانوا سببها. كنا نسأل السجّان: هل هناك حرب فعلًا؟ وإذا كان الجواب نعم، نسأله: لماذا تستمر شهرا وشهرين وثلاثة؟ لقد كنا معزولين تمامًا عن العالم الخارجي، وكأننا نعيش في كهوف العصور الوسطى”.

أسرى مفرج عنهم في صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل
أسرى مفرج عنهم في صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل (رويترز)

وأمضى الأسير المحرر سامح سمير الشوبكي البالغ من العمر 45 عاما من مدينة (قلقيلية) 22 عاما داخل سجون الاحتلال، إذ كان يعدّ من الأسرى البارزين في الأسر وكان محكوما عليه بالسجن المؤبد و17 عاما إضافية.

فيما تكلم الأسير المحرر عارف حنا، من قرية بيت فوريك في نابلس، بعدما أمضى 23 عاما في سجون الاحتلال وكان محكوما بالسجن المؤبد، قائلا “شعوري لا يوصف بوقفة أهلنا وجماهيرنا وأبناء شعبنا معنا. نشكر شعبنا على هذا الالتفاف الرائع. بعد صلاة الصبح أبلغونا بقرار الإفراج ولم نصدق. هناك الكثير من الأسرى المحكومين بالمؤبد يعانون يوميا من الضرب والإهانة والتنكيل، في ظل معاناة لا توصف”.

“وُلدنا من جديد”

أما الأسير المحرر عمر أحمد أبو الرب، من مدينة جنين، الذي اعتقل منذ عام 2007 وقضى 18 عامًا في سجون الاحتلال، حيث كان محكومًا بالسجن مدى الحياة، فتحدث واصفا شعوره بالحرية قائلا “منذ بداية الحرب لم نكن نعلم أي شيء عمّا يحدث. كانت فترة صعبة جدا، وعندما جاءوا لتبليغنا بالإفراج، شعرنا وكأننا ولدنا من جديد وكأننا خرجنا من القبور. نشكر الحاضنة الشعبية والشعب الفلسطيني على دعمهم، شعوري بالحرية لا يوصف”.

وارتدى الأسير المحرر معتصم زيد العلم الفلسطيني على رأسه، مضيفا للجزيرة مباشر “فجأة دخلوا علينا وأبلغونا بقرار الإفراج، ففرحنا جدا وتم نقلنا من سجن النقب إلى سجن عوفر. سعدنا بالإفراج، ونشكر المقاومة التي ضحت من أجلنا. الحمد لله نحن بخير، لكن وضع السجون لا يزال صعبا، ونتمنى أن يتحسن حال إخواننا الأسرى الذين ما زالوا داخل السجون. شعوري لا يوصف، لا أستطيع أن أشرح فرحتي بالحرية”.

يذكر أن الأسير معتصم من مدينة قلقيلة اعتقله الاحتلال عام 2019 عندما كان طفلا بعمر 14 عاما، وتعرض للضرب من قبل جنود الاحتلال.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان