فيديو الأسيرة الإسرائيلية لدى القسام يثير ردود فعل واسعة ويضغط على حكومة نتنياهو (شاهد)

أثار تسجيل مصور بثته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، السبت، لأسيرة إسرائيلية ردود فعل واسعة، وسط تصاعد الضغوط على حكومة الاحتلال لإبرام صفقة تبادل.

وظهرت الأسيرة ليري الباج في التسجيل معبّرة عن استيائها من تجاهل حكومتها وجيشها لها ولغيرها من الأسرى الإسرائيليين في غزة، متسائلة باستنكار “هل تريدون قتلنا؟”.

“نتنياهو نسي معنى أن تكون يهوديًّا”

وعقب بث التسجيل، عقدت عائلات الأسرى الإسرائيليين مؤتمرًا صحفيًّا أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، وطالبت في بيان بإبرام صفقة تبادل فورية. وقالت العائلات “تلقينا دليلًا على حياة أسيرة تصمد في ظروف صعبة للغاية، وهذا يشكل دافعًا لإبرام صفقة فورية”.

ووجهت العائلات انتقادات حادة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واتهمته بعرقلة إبرام صفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية.

وأضافت “نتنياهو نسي معنى أن تكون يهوديًّا. الأسرى يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، بينما هو يضع اعتبارات سياسية ويرفض إنهاء الحرب”.

“لا تعودوا دون اتفاق”

من جانبهما، أصدر والدا ليري الباج بيانًا قالا فيه إنهما تحدثا مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء ورئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ ورئيس الأركان هرتسي هاليفي ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، وطالبوهم بإبرام الصفقة. وأضافا “طلبنا من رئيس الوزراء ووزير الدفاع ألا يعود فريق المفاوضات دون التوصل إلى اتفاق”.

وتابعا “قلنا لهم أن يبرموا الصفقة. هذا هو الوقت المناسب. هناك ليري و99 مختطفًا يجب أن يعودوا إلى بيوتهم بسرعة”.

وفي رد فعل رسمي، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تصريح “إسرائيل تواصل العمل دون كلل من أجل استعادة ليري وجميع الأسرى إلى الوطن، والجهود مستمرة في هذه اللحظات على الجبهات كافة”.

أما وزير الدفاع الإسرائيلي فقال إنه تحدَّث مع والدَي ليري الباج، مؤكدًا أن “جميع الجهات تعمل بكل السبل الممكنة لإعادة ليري إلى منزلها في أسرع وقت، إلى جانب جميع الأسرى”.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ تأكيده، خلال اتصال مع والدَي ليري الباج، أن ممثلي دولة الاحتلال في المفاوضات “يجب أن يواصلوا جهودهم ويبقوا في غرف المفاوضات حتى إعادة جميع الأسرى المئة إلى منازلهم”.

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد “الفيديو الذي شاهدناه اليوم يجب أن يهز الدولة”.

وأضاف “أسرانا يموتون في الأنفاق كل يوم من جديد، في البرد والرطوبة والجوع واليأس. 456 يومًا هي مدة لا تُصدَّق، يجب التوصل إلى صفقة. يجب إعادة ليري والجميع إلى الوطن”.

المفاوضات مستمرة

والجمعة، عاد الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع حماس بوساطة قطرية ومصرية، وسط مطالب عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة بمنح نتنياهو الوفد تفويضًا كاملًا للتوصل إلى صفقة تبادل.

وفي 25 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، اتهمت حماس إسرائيل بوضع شروط جديدة تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، مما أجَّل التوصل إلى اتفاق.

وكانت حماس قد أكدت أن المفاوضات في الدوحة كانت تسير بشكل جدي، وعبَّرت عن مسؤوليتها ومرونتها لإنجاحها، بينما ادعى مكتب نتنياهو أن حماس تضع عقبات جديدة.

وتعثرت المفاوضات مرات عدة بسبب إصرار نتنياهو على استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي ومعبر رفح، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية. في المقابل، تصر حماس على انسحاب كامل ووقف تام للحرب.