خريطة إسرائيلية مثيرة للجدل تشعل غضب الأردن وفلسطين

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام خريطة لقطاع غزة، 2 سبتمبر 2024 (الفرنسية)

أثار نشر وزارة الخارجية الإسرائيلية لخريطة مزعومة، عبر حسابها الرسمي “إسرائيل بالعربية” على منصة إنستغرام، موجة انتقادات وإدانات رسمية من الأردن وفلسطين.

وتُظهر الخريطة التي نُشرت الاثنين ما تدّعي إسرائيل أنها “مملكة إسرائيل التاريخية” قبل 3000 عام، وتضم أجزاء من الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين، في خطوة تعكس محاولة لترسيخ رواية تاريخية، يسعى من خلالها اليمين الإسرائيلي إلى إحياء مزاعم قديمة وفرض تصوره الأيديولوجي على الواقع الحالي.

وأرفقت الوزارة الخريطة بتعليق يسرد تفاصيل عن حكم ملوك بني إسرائيل، مشيرة إلى فترة حكم دامت 120 عاما للملوك شاؤول وداود وسليمان. كما تطرَّق المنشور إلى انقسام المملكة عام 931 قبل الميلاد إلى مملكتي إسرائيل في الشمال ويهوذا في الجنوب.

ويأتي نشر الصورة من الحساب التابع لوزراة الخارجية الإسرائيلية في سياق متوتر، إذ تتزامن مع تصريحات جديدة لوزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، يدعو فيها إلى ضم الضفة الغربية وإنشاء مستوطنات في قطاع غزة.

كما جاء بعد نحو عامين من استخدام سموتريتش خريطة لإسرائيل تضم حدود المملكة الأردنية والأراضي الفلسطينية خلال حفل في باريس، وأثار وقتها غضب عمّان التي استدعت السفير الإسرائيلي لديها احتجاجا على سلوك المسؤول الحكومي.

ردود الفعل

أدانت الخارجية الأردنية ما نشرته الحسابات الرسمية الإسرائيلية من خرائط تشمل الأردن وفلسطين، وأكدت رفض المملكة المطلق لهذه السياسات والتصريحات التحريضية التي تستهدف إنكار حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس.

وأشارت إلى أن ذلك يستوجب موقفا دوليا واضحا بإدانتها والتحذير من عواقبها الوخيمة على أمن المنطقة واستقرارها.

وطالبت الخارجية الأردنية الحكومة الإسرائيلية بوقف هذه التصرفات “التحريضية” فورا، ووقف التصريحات “المستفزة” التي يدلي بها مسؤولون إسرائيليون، والتي “لا مكان لها إلا في أذهان المتطرفين، والتي تسهم في تأجيج الصراعات وتُعَد تهديدا للأمن والسلم الدوليَّين”.

من جانبها، أدانت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، نشر تل أبيب خرائط مزعومة لإسرائيل التاريخية تشمل أراضي عربية، وأعربت عن رفضها لذلك.

وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن نشر حسابات رسمية تابعة لسلطات الاحتلال خرائط للمنطقة تشمل الأراضي الفلسطينية والعربية، ونشر تصريحات عنصرية تدعو فيها إلى ضم الضفة الغربية وإنشاء مستوطنات في قطاع غزة، دعوات “مدانة ومرفوضة”.

بدورها، نددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشدة بما وصفته بـ”الأطماع التوسعية” الإسرائيلية، على خلفية نشر الخريطة، إضافة إلى تصريحات لقادة إسرائيليين تدعو إلى ضم هذه الأراضي.

وفي بيان أصدرته الحركة، أشارت إلى أن هذه الخرائط، التي تضم أجزاء من الأردن وسوريا ولبنان إلى جانب الأراضي الفلسطينية، تؤكد “الطبيعة العدوانية الاستعمارية” لإسرائيل.

وربطت الحركة بين هذه التحركات و”حرب الإبادة والتطهير العرقي” المستمرة في قطاع غزة والضفة الغربية. وحذرت حماس من أن هذه التصرفات تهدف إلى “إخضاع شعوب المنطقة وسلب خيراتها”.

ودعت الحركة جامعة الدول العربية والحكومات العربية والإسلامية إلى اتخاذ “مواقف وإجراءات قوية” للتصدي لهذه الأطماع ووقف “الجرائم الصهيونية المتواصلة”. وأكدت الحركة ضرورة تقديم الدعم والإسناد للشعب الفلسطيني في مواجهة “المخططات الفاشية” التي تستهدف المنطقة بأكملها.

عام ضم الضفة الغربية

وفي 11 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال سموتريتش إنه أصدر تعليماته لإدارة الاستيطان والإدارة المدنية (تتبعان وزارة الدفاع) لبدء عمل أساسي مهني وشامل لإعداد البنية التحتية اللازمة لتطبيق السيادة على الضفة الغربية، على حد قوله.

وتعهّد سموتريتش بأن يكون 2025 عام السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

وبعد ذلك بيوم واحد، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتزم إدراج قضية ضم الضفة ضمن جدول أعمال حكومته، بعد تسلُّم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مهامه في 20 من يناير/كانون الثاني الجاري.

وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش مع أعضاء المنظمة في القدس (الفرنسية)

 

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر

إعلان