انتفخ جسدها.. طفلة في غزة تنتظر جرعة أمل تنقذها من قبضة السرطان (شاهد)

من داخل مستشفى ناصر بخان يونس، تواجه زينة مرتجى، الطفلة التي لم تتجاوز أعوامها الثلاثة، حربًا ضروسًا مع مرض السرطان الذي اكتُشفت إصابتها به في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

داهم المرض جسدها الصغير بشكل مفاجئ، فبدأت رحلة معاناة طويلة لعائلتها التي تناشد لإنقاذها عبر توفير العلاج لها خارج قطاع غزة، حيث تفتقر المرافق الطبية المحلية إلى الإمكانيات اللازمة.

اكتشاف المرض وتفاقم الحالة

وقالت والدة زينة، للجزيرة مباشر، إن القصة بدأت عندما عانت الطفلة من التهابات حادة في الصدر وتجمّع للسوائل حول الرئتين. وبعد إجراء فحوص طبية وصور إشعاعية، تم تشخيص حالة زينة بوجود ورم في الغدد اللمفاوية يضغط على رئتيها؛ مما تسبب في تدهور سريع لحالتها الصحية وانتفاخ جسدها.

وقالت الوالدة “الوضع يتدهور يوميًّا، فبالأمس كانت حالتها أفضل من اليوم، واليوم ستكون أفضل من الغد”.

وأوضحت العائلة أن مستشفيات القطاع، بما في ذلك مستشفى ناصر ومستشفى غزة الأوروبي، أكدت عدم توفر علاج مناسب لحالة زينة. وحتى صورة الرنين المغناطيسي المطلوبة لتحديد مدى تطور المرض غير متوفرة في القطاع.

وفي ظل هذه الظروف، تعتمد العائلة على إجراء تحويل طبي إلى خارج غزة، لكن زينة لا تزال على قائمة الانتظار دون أي تطورات ملموسة.

معاناة نفسية وجسدية

وأصبحت المستشفيات والأطباء مصدر خوف وقلق لزينة التي تأثرت نفسيًّا بشكل كبير، إذ تقول والدتها “أي شخص يرتدي معطفًا أبيض يسبب لها رعبًا. حتى أنا كأمّ، أحيانًا تطلب مني الابتعاد عنها بسبب ما تعانيه”.

وتشير التقارير الطبية إلى أن نسبة الشفاء تصل إلى 85% إذا تلقت زينة العلاج المناسب في الوقت المناسب، لكن الإمكانيات في غزة تحول دون ذلك.

وتناشد العائلة المؤسسات الإنسانية والخيرية الإسراع في نقل زينة للعلاج خارج القطاع، حيث يمكن أن تحصل على فرصة لحياة طبيعية.

رسالة من العائلة

ووجهت جدة زينة رسالة مؤثرة، قائلة “هذه الطفلة كانت فرحة العائلة. نطالب كل من يستطيع مساعدتها بأن يسرّع في علاجها بالخارج، فهي طفلة تستحق الحياة مثل أي طفل آخر في العالم”.

وبين المستشفيات والحروب والأمراض، قضت زينة أعوامها الثلاثة في معاناة لا يحتملها الكبار. واليوم، تنتظر هي وعائلتها يد العون لإنقاذها من هذا المرض الخبيث ومنحها فرصة جديدة للحياة.