“ربع رغيف و3 حبات زيتون يوميا”.. سوري يروي كيف نجا من الإعدام بصيدنايا بـ100 ألف دولار

سجن صيدنايا كان مركزا للتعذيب والإعدام
سجن صيدنايا كان مركزا للتعذيب والإعدام (غيتي)

روى المعتقل السوري السابق مؤيد الحسن (47 عامًا) تفاصيل مروعة عن معاناته داخل سجون نظام بشار الأسد على مدار 11 عامًا من الاعتقال، الذي بدأ في يوليو/تموز 2011 وانتهى بالإفراج عنه في مايو/أيار 2022.

وتم اعتقال الحسن في منطقة درعا بجنوب سوريا، حيث عانى منذ الساعات الأولى تعذيبا وحشيا شمل الضرب المبرح والصعق الكهربائي؛ مما سبّب له مشكلات صحية مزمنة.

وأضاف، في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية، أن الظروف القاسية في الزنازين، بما في ذلك الاكتظاظ الشديد، وغياب النظافة، وقلة الطعام، جعلت المعتقلين يعانون أمراضا مثل الجرب والالتهابات الجلدية.

طعام لا يسد الرمق

ووصف الحسن ظروف الاعتقال بأنها كانت “إبادة بطيئة”، مشيرا إلى أن الطعام المقدم كان لا يتجاوز ربع رغيف خبز و3 حبات زيتون يوميًّا، وأحيانًا بيضة واحدة تُقسم على ثمانية أشخاص. وأضاف أن الاستحمام كان نادرًا للغاية، حيث لم يُسمح له به إلا 3 مرات فقط طوال سنوات اعتقاله.

وتحدث عن زيارات عائلته له، التي وصفها بأنها كانت “رعبًا حقيقيًّا”، حيث كان يُقاد إلى “شبّاك” الزيارة تحت الضرب والإهانة، ولم يُسمح له برفع عينيه أو الحديث بحرية.

وأشار إلى أن السجّانين كانوا يلقنون المعتقلين ما يقولونه لأسرهم، وكانوا يغطون آثار التعذيب قبل السماح بالزيارة التي لم تكن تتجاوز 5 دقائق.

رجل يحمل حبل إعدام من سجن صيدنايا

100 ألف دولار للنجاة من الإعدام

وكشف الحسن عن نجاته من حكم بالإعدام بعد دفع عائلته 100 ألف دولار لتخفيف الحكم إلى السجن المؤبد، ثم 30 ألف دولار إضافية لإطلاق سراحه.

وأشار إلى أن تغيير كلمة واحدة في نص الاتهام كان كفيلًا بإنقاذ حياته، حيث تم تعديل التهمة من “أفضت إلى القتل” إلى “تُفضي إلى القتل”؛ مما أتاح تخفيف العقوبة.

وأكد الحسن أن سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي شكّل لحظة ارتياح كبيرة، لكنه أشار إلى أن معاناته لم تُمحَ كليًّا.

وقال إنه خلال وجوده في سجن صيدنايا السيّئ السمعة، شهد إعدامات جماعية تحت التعذيب أو الشنق، بما في ذلك إعدام الضابط المنشق حسين هرموش. وأضاف أن ذكرياته عن السجون وأسماء من عايشهم أو شهد وفاتهم لا تزال تلاحقه حتى اليوم.

معاناة العائلة وأثرها في الأطفال

وأكد شقيقه ثائر أن العائلة عانت كثيرًا خلال فترة اعتقال مؤيد، مشيرًا إلى أن ابنة مؤيد الصغرى “حلا” لم تنشأ في كنف والدها، وما زالت تعتبر عمها ولي أمرها.

وأشار إلى أن العائلة كانت تعيش على الأمل في كل لحظة، لكنها كانت تدرك حجم المعاناة التي يعيشها مؤيد في المعتقلات.

واختتم الحسن شهادته بالتأكيد على أن سقوط نظام الأسد لم يُعِد له سوى جزء يسير من حقه، معتبرًا أن معاناته تمثل “ديْنًا باهظ الثمن في رقبة النظام”، مشددًا على أن محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم تبقى ضرورة لتحقيق العدالة.

المصدر : الأناضول

إعلان