البرلمان اللبناني يستعد لانتخاب رئيس للبلاد.. من أبرز المرشحين؟

يسعى البرلمان اللبناني إلى انتخاب رئيس جديد للدولة، الخميس، فيما يرى مسؤولون أن احتمالات النجاح أفضل حاليا، في ظل مشهد سياسي أسهمت في تشكيله وأثرت فيه حرب إسرائيل مع (حزب الله)، والإطاحة بالرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.

وظل المنصب، المخصص لمسيحي ماروني، في ظل نظام طائفي لتقاسم السلطة في لبنان، شاغرا منذ انتهاء ولاية ميشال عون في أكتوبر/تشرين الأول 2022.

ولا يملك أي فصيل سياسي في البرلمان اللبناني، المؤلف من 128 مقعدا، مقاعد كافية لفرض اختياره، ولم يتم التوافق على أي مرشح حتى الآن.

وتنعقد الجلسة العامة للبرلمان، الخميس، بدءا من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر (التاسعة بتوقيت غرينتش) لانتخاب رئيس جديد.

وفشل البرلمان اللبناني خلال 12 جلسة سابقة في انتخاب رئيس، وذلك في ظل تمسّك (حزب الله)، بمحاولة فرض مرشحه سليمان فرنجية الذي كان قريبا أيضا من بشار الأسد.

وهناك دائما مرشحون موارنة محتملون يطمحون للمنصب، من بينهم زعيما أكبر حزبين مسيحيين، سمير جعجع وجبران باسيل، لكن وكالة “رويترز” نقلت عن مصادرها أن التركيز ينصب حاليا على الأسماء الثلاثة التالية:

جوزيف عون

يتولى العماد جوزيف عون (60 عاما) منصب قائد الجيش اللبناني منذ عام 2017، وقاد الجيش خلال أزمة مالية مدمرة أصابت جزءا كبيرا من الدولة اللبنانية بالشلل بعد انهيار النظام المصرفي في عام 2019.

وفي عهد جوزيف عون، استمر تدفق المساعدات الأمريكية إلى الجيش، كجزء من سياسة أمريكية تركز على دعم مؤسسات الدولة للحد من نفوذ (حزب الله).

وبعد وقت قصير من تعيين عون، شن الجيش هجوما لتطهير “جيب” على الحدود السورية من مسلحي تنظيم الدولة، وهو ما أشاد به السفير الأمريكي حينذاك قائلا إن الجيش قام “بعمل ممتاز”.

وتضمن تدريب عون دورتين لضباط المشاة في الولايات المتحدة.

دعم أمريكي

وقال سياسيون لبنانيون إن ترشيح عون يحظى بدعم الولايات المتحدة، فيما أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن “لبنان هو الذي يختار رئيسه المقبل، وليس الولايات المتحدة أو أي طرف خارجي”.

وعبّر وفيق صفا، المسؤول في جماعة (حزب الله)، الأسبوع الماضي عن عدم الاعتراض على ترشيح عون، لكن مصادر مطلعة على موقف (حزب الله) تقول إنه، رغم عدم معارضته لعون، لن يقوم بدعمه.

ومن جانبه قال رئيس مجلس النواب نبيه بري إن الدستور يحتاج إلى تعديل حتى يتمكن عون من تولي المنصب، إذ إن الدستور لا يسمح بانتخاب موظفين من الفئة الأولى وهم في المنصب.

كذلك يعارض التيار الوطني الحر الذي يتزعمه النائب جبران باسيل، صهر الرئيس السابق ميشال عون، وصول قائد الجيش إلى سدة الرئاسة، حيث كان باسيل يطمح لتولي هذا المنصب.

في المقابل، أعلنت كتل سياسية صغيرة ونوّاب مستقلون علنا دعمهم لقائد الجيش، على رأسهم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.

يذكر أن 3 قادة سابقين للجيش هم إميل لحود، وميشال سليمان، وميشال عون، تولوا منصب الرئاسة.

جهاد أزعور

شغل أزعور (58 عاما) منصب وزير المالية في حكومة رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة المدعومة من الغرب بين عامي 2005 و2008، وهي فترة من الصراع السياسي المحتدم في لبنان بين الفصائل المدعومة من إيران وسوريا وبين فصائل أخرى مدعومة من الغرب.

ويشغل أزعور منذ عام 2017 منصب مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي.

وأزعور حاصل على درجة الدكتوراه في التمويل الدولي ودرجة دراسات عليا في الاقتصاد الدولي والتمويل، وكلتيهما من معهد الدراسات السياسية في باريس.

وبرز أزعور لأول مرة كمرشح رئاسي في عام 2023، حين صوتت له فصائل، منها الحزبان المسيحيان الرئيسان في لبنان، القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وحصل على 59 صوتا.

وصوّت (حزب الله) وحلفاؤه لصالح سليمان فرنجية في تلك الجلسة التي كانت الأحدث في محاولة البرلمان انتخاب رئيس للدولة، وحصل فرنجية على 51 صوتا.

ووصف (حزب الله) آنذاك أزعور بأنه مرشح مواجهة، في إشارة إلى دوره في حكومة السنيورة.

وقال أزعور حينها إن ترشحه ليس تحديا لأحد، بل دعوة إلى الوحدة وكسر التحالفات والبحث عن قواسم مشتركة للخروج من الأزمة.

إلياس البيساري

يتولى اللواء إلياس البيساري (60 عاما) مؤقتا منصب مدير الأمن العام اللبناني منذ انتهاء ولاية سلفه اللواء عباس إبراهيم في عام 2023، دون توافق بين الفصائل اللبنانية على من يخلفه.

وتعدّ المديرية العامة للأمن العام اللبناني التي يديرها البيساري أقوى قوة أمن داخلي في لبنان، وتشرف على المعابر الحدودية اللبنانية والعمليات الاستخباراتية المحلية.

وكان البيساري شخصية مغمورة في الحياة العامة اللبنانية إلى أن تولى منصبه الحالي.

والبيساري حاصل على درجة الدكتوراه في الحقوق من الجامعة اللبنانية.