“كولا غزة”.. مبادرة لإعادة بناء مستشفى دمره الاحتلال

أسامة قشوع، صانع أفلام وناشط حقوقي (الغارديان)

في وقت حذرت الأمم المتحدة من أن النظام الصحي في غزة على وشك الانهيار التام بسبب استهداف المستشفيات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، يعمل ناشط فلسطيني على تنفيذ مشروع لإعادة بناء جزء صغير من هذا النظام الصحي بمساعدة مشروب غازي.

وأطلق أسامة قشوع، صانع أفلام وناشط حقوقي، مشروب “كولا غزة” في لندن، بديلًا عن المنتجات الداعمة لإسرائيل، بهدف استخدام أرباحه في إعادة بناء مستشفى الكرامة، الذي دُمّر بشكل كامل في شمال غزة.

وصرّح قشوع، لصحيفة الغارديان البريطانية، بأن المستشفى، مثل غيره من المنشآت الصحية في غزة، تعرض للتدمير “دون أي سبب مبرر”.

“علينا أن نحلم”

وأوضح قشوع أن اختياره لمستشفى الكرامة يعود إلى صغر حجمه وسهولة إعادة بنائه نسبيًا من حيث التكلفة والإدارة. ورغم عدم قدرته على تحديد المبلغ المطلوب أو الجدول الزمني لإتمام المشروع، أكد أن الحلم هو السبيل الوحيد للاستمرار قائلًا “علينا أن نحلم لنتمكن من العيش”.

وأشار قشوع إلى أنه بدأ بالفعل التخطيط لتجهيز المستشفى بأفضل المعدات الطبية والتصاميم، لكنه أشار إلى أن المرحلة الحالية تقتصر على إنشاء مستشفى ميداني مؤقت باستخدام مظلات المساعدات الإنسانية كملجأ.

وجاءت فكرة “كولا غزة” في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حيث صُممت العلبة الحمراء لتشمل علم فلسطين وكلمة “كولا غزة” بالخط العربي، بالإضافة إلى نمط مستوحى من الكوفية الفلسطينية.

كولا غزة (وسائل التواصل)

أكثر من مجرد مشروب

واعتبر قشوع أن هذا المشروع يتجاوز كونه مشروبًا غازيًا، بل هو رسالة للشركات الكبرى التي تستثمر في تجارة الأسلحة. وقال “نوجه لهم سؤالًا عن الكرامة: هل تدركون ما تفعله أموالكم؟ إنها تدمّر المنازل والبيئة وتسهم في إبادة شعبنا. حان الوقت لإدراك حجم الأضرار التي تسببها هذه الاستثمارات”.

ويُعتبر أسامة قشوع من أبرز الداعمين لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS). ففي عام 2001، شارك في تأسيس حركة التضامن الدولي (ISM)، وكان من المشاركين في أسطول الحرية لغزة عام 2010.

وينحدر قشوع من نابلس في الضفة الغربية، لكنه يعيش في بريطانيا منذ أكثر من 18 عامًا، بعد اضطراره للفرار من فلسطين نتيجة تعرضه للإصابة والاعتقال والتعذيب على يد قوات الاحتلال.

وفي العام الماضي، افتتح قشوع “بيت فلسطين” في وسط لندن، وهو مركز سياسي وثقافي يُتيح للفلسطينيين التعبير عن هويتهم دون اعتذار، ويُرحب بالمناصرين لقضيتهم.

مقاطعة كوكا كولا

وتُدير شركة “كوكاكولا”، التي تدعو حركة BDS إلى مقاطعتها، منشآت في القدس الشرقية المحتلة. ويرى قشوع أن كوكا كولا تُجسد “جميع الشركات الكبرى التي لا تهتم بالبشرية”.

وتُعتبر الشركة هدفًا متكررًا لحملات المقاطعة، إلى جانب شركات غربية كبرى مثل ماكدونالدز وبيبسي، التي تعرضت لانتقادات بسبب استمرارها في العمل في روسيا بعد غزوها لأوكرانيا في 2022.

وفي منطقة الشرق الأوسط، أثبتت حملات مقاطعة كوكاكولا وبيبسي، نجاحها في تعزيز العلامات التجارية المحلية للمشروبات الغازية. ويأمل قشوع أن يتبنى الناس عادة شرب “غزة كولا” بدلًا من العلامات التجارية الكبرى، قائلًا “إذا كنت تحب الكولا، فما رأيك في تجربة هذا البديل؟”.

انخفضت معدل نمو ماكدونالدز في الشرق الأوسط خلال الربع الأخير من عام ٢٠٢٣
عامل ينظف طاولة في مطعم ماكدونالدز فارغ نتيجة لمقاطعة العلامات التجارية الغربية في مصر بسبب العدوان على غزة (رويترز)

نجاح “كولا غزة” رغم التحديات

وحتى نهاية العام الماضي، بيعت أكثر من 500 ألف عبوة من “كولا غزة”، حيث تُباع العلبة عبر الإنترنت بـ30 جنيهًا إسترلينيًا للكرتونة (24 عبوة) و12 جنيهًا إسترلينيًا لست عبوات.

ويتم شراء المشروب بالجملة وتصديره إلى أنحاء مختلفة من المملكة المتحدة ودول أخرى مثل إسبانيا، وأستراليا، وجنوب إفريقيا، والكويت.

ومع ذلك، أشار قشوع إلى أن أصدقاءه وأفراد عائلته في غزة والضفة الغربية، الذين يتوقون لتجربة المنتج، قد لا تتاح لهم الفرصة بسبب القيود المفروضة من الاحتلال.

المصدر : الغارديان

إعلان